جفاني الحبيب والحقيقة تـُعـْلم ُ
وٲضْحى بميْدانِ الهـِجـاء له فمُ
أتيْتُ الحروف كيْ تدوﱢن نكْـبتي
أغازِلُ رسْمًا ليْـته اليوْم يفـْهم
فيُقـْبـِلُ في صمْتٍ يُسائل وحـْدتي
أما ﺁن أنْ تعـْفوقليلا وتحـْلُم
كنحـْلٍ يقبـِّلُ الورد برقـَّة ٍ
تناهتْ لمعْشوقٍ على الهجْر مُقـْدم
على هاتفٍ لهُ ترامتْ رسائلٌ
يخطُّ بها حرْفـًا يراعي ويرْسم
ويبْني له بيْتـًا منَ الشِّعْر سالما
بقافيَّةٍ في عمْق بحْرٍ تُنمْنِم
بسحْر البيانِ يأ ْسِر النَّظـْم قارئـًا
يجولُ بأرْجاء المعاني يُتمْتم
فيدْعو له بالضّاد بيِّنةً على
خطى النَّحو و العروض سارتْ تسلِّم
لقدْ أفـْحَم الشِّعْر الحبيبَ حجْ
جَةً لا أرى البليغَ منْها سيسـْلم
وألْقى بمهْجة النـُّفوس نفائِسـًا
تذيقُ جِراح القلْبِ شهْدا وتكْرم
سفيرٌ لأرْواح العبادِ يسرُّها
وﺇنْ غاب ليْلُه لديْها ستُعْدم
فما أُطـْبقتْ جفونُها لليْلةٍ
وقدْ أ ُحْكِمتْ بالْقلْبِ نبْلٌ وأسْهم
وما أحْسبُ القصيدَ ﺇلاَّ كصارم ٍ
بكفٍّ مضرَّجةٍ ليـْس بها دم
يصيبُ القلوبَ الشّارداتِ ذبابُه ُ
فتجـْري دموعُها على الخدِّ تفْطم
فيا أيّها النُّقادُ لا تنْقِموا على
لسانٍ يعادي واقعـًا صار يَظـْلم
يعاتب صدْقي أنْ كشفْتُ حقيقةً
ويُنْسِبني زورا منَ القوْلِ يَحْرم
يسومُ فِعا لي سوءَ سمْتٍ ويهْمز
بغيـْرِ الذي يرى منِّي ويعْلم
هدى الحقُّ كلَّ مبْتلى مِنْ عباده
طريق الرّشاد والسّدادَ ﺇليْهمُ
توقيع حيدرة في: 15 جمادى الثانية 1435