أنتِ يا أجمل العمر
دمعة تسح على خدود السطر ....هل تعلمين عنها شيئا
.
.
من منابت الفرح ومرابع الحزن .. من مجاهل الحياة وردهاتها جئتكِ غاليتي .. جئتكِ في وقت لا يشبه روعة ما بالدواخل , مثقلاً بـــ حرفي المورق اخضراراً رغم تأوهات السنين , بـــ قلمي السامق عوده رغم اشتداد الريح . ينغل قلمي في دمائي لينزف لغته حنين مرافيء وتلهّف صواري , حيرة مفارق وترقّب شرفات .. جئتكِ حبيبتي في ليل ما برحت طرقه خطى حيرانة مثقلاً بالحب والحرف وابريق الحياة الممتليء بأبخرة أمانٍ تعكس أمل يدي القابضة عليه والمتشبثة بموعد لقاء لم يأتِ به القدر بعد , يحدوني أمل نابت بين الأحناء , متجذر في الدواخل , متيقظ ببواعث الحياة , أمل ممتد امتداد الكلمة / النغم _ أقول لك إِيه عن الشوق يا حبيبي _ حين تحرّقت أم كلثوم شوقاً وهي تسكب ذاتها في الهزيع المتبقي من عمر الليل والنغم مغنى يضيء الذكريات .. أوغل في تلافيف الذاكرة وانتقل بين صور شتى تناثرت على جوانب الدروب الممتدة بين الذكرى والحنين لأقف والنفس تمور بأحاسيس ملئها الحنين حيال الصورة الأغلى والأبقى على جدران الذاكرة , أتأملها في صوفية متناهية وفي الجوانح أنداء من حلم لم يغيّبه توهان الأفكار في تعرجات الحياة ...
يمتد ليل الحنين وما فتئت أم كلثوم تمنح قلبها واحساسها وهي تمد يد صوتها ليداعب الذاكرة _ ليالي في هواك أسهر وافكر ..ومهما قلت لك في القلب أكثر _ يلتهب صوتها ليُشعل شمس العواطف المتوارية في مفازات النفس فتأتيني الحروف مهرولة متوهجة أنسج منها وشاحاً عذرياً لمن شكلت خريطة حياتي , أقف حائراً وقد اعترى حرفي الخوف وهو يمثل أمام هامتك الشامخة بيد أنكِ تمنحيني شيئاً من بريقك ينير أسطري لأواصل السير في رمال السنين التي غيّبتكِ عني ممسكاً بغصن الحنين الممتد من فراغ الوحدة سعياً للقاءك خلف مجهول أسعى إليه ..
أيتها الراحلة في دروب العبق , القادمة من تساقط أوراق السنين . أجدني في أصداء شدو الوجدانيات مدفوعاً للكتابة عن أولئك العابرين دروب حياتي . سقط منهم الكثير ومرّ الآخرون دون صدى لتبقين أنتِ في المساحة يا كل العمر الأبعد امتداداً والأكثر توسعاً والأعمق ادراكا ..
يلمني هذا الليل المطرز بطيفك وما انفكت أم كلثوم تهزني من الأعماق وهي تذوب وجداً وتوجعاً _ يا ريت فيه كلمة أكثر من حبيبي _ ترتسم في داخلي ابتسامة بحجم تخيّل كلمتك / أحبك ..أقتنص الكلمة لأبني عليها قصوراً من الأماني وانطلق مع حلمي بكثافة عشقي لكِ وتعطشي لدفء الحنان , أرحل إليكِ في سنين الجفاف وقد تورّد حلمي واخضرّ أملي لأذرف بين ذراعيك المشرعتين دمعاً توغل إلى مكامنه حنانك , أجدني وقد خطت نحوي كلمتك / أحبك قد عدت طفلاً لم تؤثر فيه عوادم الزمن ولم تمضغه أحقاد البشر , طفلاً يدرج بين أحنائك , ينطق , يتجاوز مرحلة التلعثم , ينطق بها كلمة أولى في قاموس حبك , كلمة ملأت مابين القلب والأحناء لتفيض على الشفتين / أحبك ..
رفيقة الدرب المعتّق بالوفاء
ها أنا بين يديك غاليتي .أغسل على ضفاف صوتك همومي , انشر في شرفات أنفاسك متاعبي , أحتمي بنبضك لأدرأ الخوف من أن تسقط الأيام بيننا في أشداق الفقد ......
يوسف