|
أَبْحَرَتْ ذاتي بينَ مَـوْج اضطرابـي |
ويـقـيـنــي مُـلَــبَّــدٌ بـاغـتــرابــي |
وشراعـي جَـزْر السـؤال، وسـكـا |
ني – إذا هبّ الشك – مدُّ الجواب |
وأنـا بـيـن الصـمـت والـبـوح ريــح |
تحمل الهديَ في كـؤوس العـذاب |
فـريـاح الـزمـان تـجـري بـمـا قــد |
يشتهي عند القهر موج استلابي |
ورفيـقـي الـحـلاج ينـشُـد كشـفـا |
في الدجى،بعدما ارتوى بالسراب |
وأبـــو نـــوّاسٍ يـعُــبّ قـصـيــدي |
والـمـعــري مــخَــدَّرٌ بـالــشــراب |
و"حبيبي" يصيحُ: " قـدْكَ اتّئِـبْ |
أَرْبَيْتَ فـي طعـن دمعـة الأحبـابِ ! |
اِسْقـنـي إرهــاب الحـداثـة إنّـــي |
هــاربٌ مــن حـداثــة الإرهـــاب!" |
فَخَرَقْنـا سفيـنَـةَ الـشّـكّ كــي لا |
يغـرق الليـل فـي صبـاح الغـيـاب! |
ما اسْتَطَعْنـا صَبْـرا فَعُدْنَـا علـى |
آثارنـا مِـنْ قَبْـلِ انْقِشـاعِ الضَّـبـاب |
إذْ نــرى ظـــلاّ يسـتـظِـلُّ بِـظِــلٍّ! |
وانْقِـلابـاً يغْـفـو بِـجَـنْـبِ انْـقِــلابِ! |
وسـلامـا يـزْهـو بِـطَـعْـنِ ســـلام |
ثــمّ يستلقـيـان فــوق الـخــرابِ! |
خَـضَــعَ الـعـالـمُ الـصّـغـيـرُ لــــزرّ |
مسْـتَـكـيـنٍ لأصــبـــع الــكـــذّابِ |
غيـرَأنـي قــدْ كُـنْـتُ لـغـزا عَصِـيّـاً |
بإبائـي، لمّـا زأَرْتُ: احتـمـى بــي |
فحملـتُ اليقـيـن بـيـن ضلـوعـي |
ثــم أمـطـرتُ شـكّــهُ بسـحـابـي |
ورعودي قد زلزلت قلب خصمـي |
حـيـنَ دوَّتْ: مُطَمْئِـنـاً أَصْحـابـي، |
"عَرَبِـيٌّ فـي فَرْحَـتـي واكْتئـابـي |
عَرَبِـيٌّ فـي أُلْفَـتـي واغتـرابـي." |