أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 26

الموضوع: الصياغة الثانية لرواية التخاب

  1. #11

  2. #12
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي


    يا لها من مغامرة قد تكلفني مستقبلي المهني ! همست سبب ثقيل لنفسها ، بعد أن ولجت غرفة مكتب البروفيسور وتد مفروق . وفي اللحظة التي أدارت فيها الخادمة ظهرها ذاهبة لصنع قهوة عديمة السكر أغلقت سبب ثقيل باب غرفة المكتب عليها ونظرت باتجاه مستقيم إلى مكتب البروفيسورالذي ظهر قبالتها في صدر الغرفة وقد خيمت عليه ظلال الفخامة والجلالة من الستائر المخملية خمرية اللون التي انسدلت خلفه على الجدار بأكمله.
    حدقت سبب ثقيل في تلك الستائر وقدّرت أنه حسب موقع هذه الغرفة فلا ينبغي للجدار خلف هذه الستائر إلاّ أن يكون هو الجدار الفاصل بين منزلي الوتدين منزل الوتد المفروق من اليمين ومنزل الوتد المجموع من اليسار .
    وتسابقت خطوات سبب ثقيل نحو الستائر لتفرق قليلا وعلى حذر بين شقيها ، فصعقها أن ذلك الجدار الذي تخيلته غير موجود في الحقيقة ، وبدلا منه هناك بوابة كبيرة من الزجاج الشفاف , وعلى الوجه الثاني من هذه البوابة كانت تنسدل أيضا ستائر مخملية خضراء لتحجب الغرفة المقابلة من منزل الوتد المجموع ،وإن هذا اكتشاف مذهل بحق .. بل هو اكتشاف مخيف ..وهذا ما لم يكن ليخطر على بالها . وقلب سبب ثقيل يسرّع من خفقانه..ولولا اطمئنانها لغياب الوتد المفروق وسفره لانزلقت الآن في بئر الحيرة دون أن ينتشلها أحد .وأخذ فضولها يوسوس لها أن تدس رأسها إلى داخل الغرفة المقابلة من بين شقي الستارة ..لكن حذرها حال بينها وبين ذلك .فاكتفت بدس أصبعيها في ذلك الشق بحذر ثم باعدت بينهما لترىمن الفتحة بينهما مكتباً آخر أكثر ضخامة وفخامة هناك..مكتب الوتد المجموع ..هكذا إذن ! ..لا جدار يفصل بينكما ...امممممم ألهذه الدرجة من التواصل أنتما ؟ .. ، وفي الحال سمعت سبب ثقيل صوت خطوات الخادمة تقترب من الغرفة فابتعدت عن الستائر لتجلس خلف مكتب البروفيسور وعلى كرسيه الدوار ، ولم يكن لديها ما يكفي من الوقت لتطيل التفكير بما اكتشفته وما ينبغي له أن يتداعى إلى ذهنها بعد أن داهمتها الخادمة بالدخول عليها مع صينية نحاسية يعلوها فنجانان من القهوة وكوب ماء .
    كانت الخادمة طويلة القامة سوداء البشرة قوية الملامح ذات خطوات واثقة وعينين عسليتين ونظرات ثابتة . وحينما اقتربت مع فنجانين من القهوة أثارت الغيظ في نفس سبب ثقيل التي لم يرق لها أن تتشارك شرب القهوة مع الخادمة وفي هذا الوقت ..لكنها كعادتها في تحويل كل أزمة إلى فرصة سانحة فكرت بأن تستجوبها لعلها تفيد مما تقدمه لها من المعلومات على تلك الصينية . ووضعت الخادمة أحد الفنجانين أمام سبب ثقيل وجلست عل كرسي هزاز متنحٍ إلى جوار الستائر . وكانت سبب ثقيل تمعن النظر في عينيها وتستغرب تشابه لونهما مع لون عيني البروفيسور
    - ..ليس اللون فقط ..لكن النظرة الثابتة أيضا مشتركة بينهما . ..تكاد تكون.. أخته ..ماذا ؟ انتفضت سبب ثقيل وقد شعرت باختلال توازن كاد يلقيها بالفعل في بئر الحيرة الغامض ذلك الذي ما انفك يفتح فاه لابتلاعها منذ الصباح .
    - أهي أخته ؟ سألت نفسها تلك اللّوامة في الداخل ، وأجابتها تلك بعنف :
    - ومن أخبرك أصلا ًأنها خادمة ؟ كان عليك أن تلاحظي التشابه بينهما ما أن فتحت لك الباب .
    -...............يا إلهي ! هل أنا في ورطة الآن ؟ .
    - أنت ِفي ورطة كبيرة ...احمدي الله أنك لم تنهريها لرغبتها في مشاركتك شرب القهوة ..
    الحمد لله ..اصمتي قليلا لنرى . ارتشفت سبب ثقيل القليل من القهوة ووجهت حديثها للخادمة :
    - أنت تشبهين البروفيسور وتد مفروق ، فهل هناك صلة قربى بينكما ؟
    ونظرت الخادمة في أعماق عيني سبب ثقيل وبدل أن تجيبها سألتها :
    - وبماذا أشبهه ؟
    - وكان لدى سبب ثقيل رغبة حقيقية في أن تعرف الجواب .فتفحصت وجه الخادمة أكثر وقالت :
    - - لعل الفارق الوحيد بينكما هو شعر اللحية والشارب .
    - وهنا انفلتت ضحكة لا إرادية من الخادمة ..ضحكة لفت ودارت واصطدمت برأس سبب ثقيل فأشعرتها بأن الأرض أيضا قد أخذت تدور بها . وإذ ذاك وضعت الفنجان في طبقه أمامها وقالت بتردد :
    - ضحكتك أيضاً تشبه ضحكته . ...هل ..أنت أخته ؟
    ولأن الخادمة قررت أن لا تجيب على أي من أسئلة سبب ثقيل ، كانت هي من وجه السؤال لسبب ثقيل :
    - أراك لم تبدئي بعد بالبحث عما يطلبه البروفيسور منك ! لماذا ؟
    - نعم ..صحيح ..سأبدأ البحث حالاً . وشعرت سبب ثقيل أنها لم تعد مؤهلة لتمد يدها إلى أوراق الوتد المفروق وهي محاطة بأنظار هذه المرأة الليزرية . وأيضا ً كان لديها شيء آخر تفكر فيه : ترى هل شكّت في شخصيتي المنتحلة منذ البدء فأبلغت الشرطة عن دخولي كلصة إلى هذا البيت عندما ذهبت لتحضير القهوة ..ثم جاء لتشرب القهوة معي فتقوم بإلهائي ريثما تصل الشرطة ؟ ؟؟؟!!
    - يا إلهي ! .....نسيت شيئاً مهما في سيارتي ..دقائق قليلة وسأقوم بإحضاره ثم أعود . قالت سبب ثقيل وهي
    تمسك بحقيبة يدها ثم نهضت متجهة بسرعة إلى باب الغرفة ..ولمّا لم ينفتح الباب معها تلفظت بسؤالها المضطرب إلى الخادمة :
    - لمَ أقفلتِ الباب ؟
    - أنا لم أقفله ..حاولي ثانية وسينفتح ...
    وحاولت سبب ثقيل ثانية وثالثة والباب عالق ومسدود . و وفجأة وكما يحدث عادة في أفلام الaction الأمريكية مدت سبب ثقيل يدها إلى خصرها وانتشلت مسدساً من تحت سترتها كانت تخفيه احتياطا لحالات الطوارئ في هذه المغامرة وصوبته باتجاه رأس الخادمة . وأمرتها بلهجة حازمة :
    - افتحي الباب !
    فنهضت الخادمة بتثاقل عن كرسيها الهزاز واتجهت نحو الباب لتفتحه . لكنها ثبتت يدها على مقبضه واتجهت بأنظارها إلى الستائر التي تفصل بين غرفتي الوتدين المفروق والمجموع والتي انفتحت فجأة وانبثق منها الوتد المجموع شخصيا . وفي هذه اللحظة التي طار فيها صواب سبب ثقيل انتهزي الخادمة الفرصة وانتزعت المسدس من يد سبب ثقيل التي ارتخت أصابعها. ثم ركلتها بقوة وبحركة مباغتة لتسقط سبب ثقيل على الأرض فيما كان مسدس الوتد المجموع يتجه نحو رأسها . بدت وهي ملقاة على الأرض كفرخ حمام كان يحاول تجربة جناحية لأول محاولة طيران . فحلق ثم سقط بعد دقيقة ..وهذا التخيل هو ما أضحك الوتد المجموع .
    -ههههه. .. قومي عن الأرض وأصلحي نفسك . قال الوتد بثقة وتعفف
    ونفذت سبب ثقيل الأمر وتماسكت لتقف أمامه وتسأله بلهجة رجاء وتحدٍ معاً :
    - ماذا تريد مني ؟
    - أنا أعرفك ...قال الوتد ..وصمتت سبب ثقيل
    - ألست الصحافية سبب ثقيل الناشطة في مجال حقوق الإيقاع ؟
    - لا ...
    - بلى ! ..لقد حضرتِ إلى منزلي في ثلاث دعوات عامة في مناسبات مختلفة . وكنت تحاولين أن تتجنبي الظهور أمامي ..فتجرين مقابلاتك الصحفية بعيد عن أنظاري وكأنني لا أراك ِ ...أتظننين أنني قد أغفل عما يحدث من حولي وفي منزلي ؟ ....ههههههه
    - ......ليس لي من هدف سوى إظهار الحقائق .
    - الحقائق ؟ ...نعم ! تفضلي بالجلوس ..وسنصل للحقائق معاً .
    وجلس الوتد المفروق إلى مكتب الوتد المجموع وأشار إليها أن تجلس على الكرسي بجوار المكتب . ثم توجه بالكلام إلى الخادمة قائلا ً :
    - سبب حصين ! أرجوك أن تطمئني وتهدئي ..
    - أهذا هو اسمها ؟ ...كنت أظنها الخادمة . هل هي أخت البروفيسور وتد مفروق سألت سبب ثقيل . وهنا زجرها الوتد المجموع عن التمادي في الاطمئنان قائلا ً :

    - اسمعي يا سبب ثقيل !أنت الآن في حكم المختطفة ، ولا أحد يعلم بمكانك هنا . ولا أحد يستطيع إنقاذك من بين أيدينا . وهذا المسدس كما ترين في يدي وهو جاهز لقتلك . فيمكنني دفن جثتك في الحديقة وكأنك سماد طبيعي لنباتات حديقتي ..إذا كنت تفهمين هذا فكفي عن طرح الأسئلة وأجيبي بصدق عن كل ما سأوجهه لك الآن من أسئلتي ...فإذا أقنعتني بأجوبتك فيمكنني أن أشفي غليلك وأعرفك على الحقائق التي أوصلك البحث عنها إلى هذه المواصيل ، قبل أن أرمي بأعضائك إلى لبوتي التي ولدت حديثا سبعة من الأشبال الذكور والتي تحتاج للتغذية لترضع صغارها .

    - .......حقاً ؟ أتظن نفسك قد تمكنت مني ؟ ليكن في علمك أنني على اتصال مع أحد الأقمار الصناعية الآن بالصوت والصورة ..فهم يصورون ويسجلون حوارنا هذا ..وهل أنا غبية لأغامر بالحضور إلى هنا دون تغطية إعلامية تليق بما أفعله ؟ ..جرب أن تؤذيني ولو بخدش ظفري ..وانظر كيف ستشاهد الإعلان بعد دقيقة واحدة على القنوات الفضائية وهم يعلنون عن أنك مطلوب للأنتربول ...

    إخرسي ...قاطعها الوتد . قمرك الصناعي لا يهمني ..ولست طفلا لأصدق قصصك الخرافية ..لقد اقتحمتِ هذا المنزل وانتحلتِ شخصية محامية البروفيسور وهذا كفيل بأن يودعك السجن كي تمارسي تحقيقاتك الصحفية هناك مع المجرمين والمنحرفين أمثالك . ما علي إلا أن أتـصل بالشرطة ..
    - أولم تتصل بالشرطة بعد ؟ ما الذي منعك من الاتصال سيد وتد مجموع ؟
    - ليس قبل أن أجعلك تندمين على اليوم الذي أصبحت فيه صحافية .
    - لا بل إنك تخشى انكشاف حقيقة علاقتك بالوتد المفروق ...
    وهنا تدخلت سبب حصين وقد رفعت سماعة الهاتف قائلة : سأتصل بالشرطة وليكن ما يكن ..
    فصاح بها الوتد المجموع : - سبب حصين ! دعي السماعة من يدك ..ودعي الأمر كله لي .
    ووجدت سبب ثقيل فرصة مناسبة لتقوم بعرض صفقتها المعلوماتية على الوتد المجموع فقالت :
    أقول لك كل ما تريد معرفتها على أن تخبرني عن صلة القربى بين سبب حصين هذه والبروفيسور وتد مفروق ...قالت ذلك ونظرت في عيني سبب حصين ..وبعد نظرة عميقة جدا صرخت سبب ثقيل بطريقة أفزعت كلا من الوتد المجموع وسبب حصين :
    - يا إلهي ..سبب حصين هي الوتد المفروق بذاته ....لن أقبل أن يخبرني أحد بغير هذا ...
    -.....
    وكأنّ صرختها أيبست لسانيهما ..تلاقت نظراتهما بالنظر بعضهما إلى بعض ثم بالنظر إليها معا بنظرة حارقة ..

    يتبع بإذن الله
    ..

  3. #13
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    الله الله
    ذكرتني بصديق حميم اسمه على الشابكة جلمود و كان يشرح معلقة الأعشى ,
    و كم يشبه أسلوبك أسلوبه في البَسْطِ و التشويق .
    مر معي بعض هفوات كتابية أرجو تصحيحها ليكتمل الجمال :


    1 - بعد أن داهمتها الخادمة بالدخول عليها
    نقو دهم و لا نقول داهم

    2 - وفي هذه اللحظة التي طار فيها صواب سبب ثقيل انتهزي الخادمة الفرصة وانتزع
    انتهزت

    3 - فتجرين مقابلاتك الصحفية بعيد عن أنظار
    بعيدا

    وجلس الوتد المفروق إلى مكتب الوتد المجموع وأشار
    و جلس الوتد المجموع إلى مكتب الوتد المفروق و أشار

    أقول لك كل ما تريد معرفتها على أن تخبرني
    معرفته

    أدري أنها هفوات غير مقصودة ...

    بوركت مبدعة .


    متابع بشغف ..
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

  4. #14

  5. #15
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رامي مشاهدة المشاركة
    الله الله
    ذكرتني بصديق حميم اسمه على الشابكة جلمود و كان يشرح معلقة الأعشى ,
    و كم يشبه أسلوبك أسلوبه في البَسْطِ و التشويق .
    مر معي بعض هفوات كتابية أرجو تصحيحها ليكتمل الجمال :


    1 - بعد أن داهمتها الخادمة بالدخول عليها
    نقو دهم و لا نقول داهم

    2 - وفي هذه اللحظة التي طار فيها صواب سبب ثقيل انتهزي الخادمة الفرصة وانتزع
    انتهزت

    3 - فتجرين مقابلاتك الصحفية بعيد عن أنظار
    بعيدا

    وجلس الوتد المفروق إلى مكتب الوتد المجموع وأشار
    و جلس الوتد المجموع إلى مكتب الوتد المفروق و أشار

    أقول لك كل ما تريد معرفتها على أن تخبرني
    معرفته

    أدري أنها هفوات غير مقصودة ...

    بوركت مبدعة .


    متابع بشغف ..
    شكرا لحضورك المميز والمفيد أستاذي الكريم أحمد رامي .

    قد لا تنفعني كلمة ( ليت ) ولكن ليتني جعلت العنوان : مسودة الصياغة الثانية لرواية التخاب . فأنا
    - 1- أكتب باستخدام جهاز الهاتف الجوال ، ومهما حاولت الانتباه لا بد لي من ارتكاب اﻷخطاء المطبعية بسبب طول النص .
    2 - لا أستطيع تعديل مشاركاتي متى شئت .
    ليس لي إلا طلب المعذرة .
    يسرني حضورك ..وأشكرك
    تحيتي وكل التقدير

  6. #16
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء غريب صبري مشاهدة المشاركة
    مسرحية تعليمية بسّطت المعلومة وقرّبت العلم

    أتابعك بشغف أختي

    بوركت

    أهلا بك وأشكر لك لطفك وكلماتك الطيبة أستاذتي الكريمة نداء غريب صبري.
    سعيدة بمرورك وقراءتك
    ولك أطيب تحية

  7. #17
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    هل أصبحت سبب ثقيل أثرا بعد عين ؟

    لقد مر على اختفائها عن اﻷنظار أكثر من ثلاثة أشهر منذ تلك المغامرة التي أوقعتها في أيدي الوتدين المفروق والمجموع . . لكن ما الذي حصل منذ ذلك الوقت ؟

    ما حصل هو أن سببا ثقيلا أصبحت اﻵن تعيش في قبو مظلم تحت منزل الوتد المفروق بين الخردوات واﻷجهزة الكهربائية المعطلة واﻷشياء التي انتهت مدة صلاحيتها . فإلى هذا القبو قادها الوتد المجموع أمامه لتنزل على الدرج فيما كانت فوهة المسدس مندسة بين خصلات شعرها الشقراء ..وما أن دخلت إلى هذا المكان المظلم حتى دفعتها سبب حصين دفعة قوية بهدف إلقائها على ظهر السرير، فلما اصطدمت جبهتها بحافته وانجرحت وسال منها بعض الدم ، ولولت سبب حصين دون وعي منها وهرعت ﻹحضار القطن لتضميد جرحها ...واستدعى ذلك من الوتد المجموع أن يغمزها أولا للفت انتباهها إلى ضرورة أن تخفي تعاطفها ، وهي غيرعابئة به . ثم اضطر ثانيا ﻷن يعض على شفته السفلى علها تنتبه فتخفي تعاطفها .. فلم تعره اهتماما..فصرخ بها قائلا :

    - سبب حصين ! ما لك ولها ؟ دعيها تنزف حتى الموت جراء ما قادها إليه فضولها وتدخلها فيما لا يعنيها.

    وفيما كانت سبب حصين تشد الضماد اﻷبيض حول رأس سبب ثقيل توجه الوتد المجموع إلى هذه اﻷخيرة قائلا :

    - أنت لم تري شيئا بعد ....!

    وبالطبع فإن سببا ثقيلا قد رأت ، ورأت جيدا وأدركت أنها في أمان ما دامت في رعاية مثل هذه النظرات المشفقة التي تشع من أعماق عيني سبب حصين ، والتي تصلها بذينك الصفاء والبريق اللذين رصدتهما في أول لقائين لها مع الوتد المفروق. لكن سببا حصينا التي ضمدت الجرح ، هي نفسها شعرت بالغضب من نفسها ،لسلوكها اللاواعي الذي فاجأت به نفسها قبل الجميع، والذي لا بد وأن يكون قد أغضب الوتد المجموع أيضا ..كيف تكشف هكذا لسبب ثقيل عن نقطة ضعفها فتسلمها يدا بيد ورقة رابحة تلعب بها ضدها ؟ وهل يمكن لهذه المخلوقة أن تخشاها بعد اﻵن أو تحسب لها أي حساب ؟ ومن ثم ألا يحق للوتد المجموع إذن أن ينهال عليها باللوم والتقريع ما أن يخرجا من هذا القبو . هذا ما تنبأت به سبب حصين وهذا ما حضرت نفسها له . لكن الوتد المجموع لم يبد مستاء بالقدر المتوقع منه بل بدا كمن يخفي ابتسامة النصر المحسوم المحتوم على سبب ثقيل، و هو يهز رأسه بهدوء ومرح على هيئة المتوعد لها قائلا : - سنرى .

    -"ترى ما السبب في هدوئه ؟"..سألت كل من سبب حصين وسبب ثقيل نفسها في الوقت عينه .

    وفي حين خمنت سبب ثقيل احتمالا مرعبا ، وهو أن " الوتد المجموع يفكر في قتلها والتخلص منها نهائيا ، ومادام أمرها مفروغ منه فلماذا يقلق نفسه بطريقة معاملة سبب حصين لها ؟" .

    توصل تفكير سبب حصين إلى احتمال أقل رعبا وهو أن " الوتد المجموع لايرغب بأكثر من حجز سبب ثقيل لبعض الوقت لتأديبها ، ثم هو سيفرج عنها حتما ﻷنه ليس شريرا بطبعه .وبالتالي فإن بعض المعاملة الحسنة لها اﻵن ستصب في مصلحته فيما إذا تعرض للمحاسبة أو المعاتبة بشأنها فيما بعد " .

    وما كان ﻹحداهما أن تعرف في تلك اللحظة أن ما يفكر به الوتد المجموع كان أقل رعبا مما تتوقعه سبب ثقيل وأكثر رعبا مما تتوقع سبب حصين .لقد كان يفكر في محو ذاكرتها فقط ...نعم هكذا وبكل بساطة..سيحضر لها عقارا طبيا تتناوله تدريجيا فيصيبها بالهلوسة التدريجية ثم تفقد معه ذاكرتها فقدانا تاما بعد ستة أشهر فقط دون أية آثار عضوية .وهكذا يرتاحان هو وسبب حصين من خطر وجودها الفضائحي. وبالوقت نفسه فإن أحدا لن يتهمهما بما يؤذيهما لعدم توفر أي دليل ضدهما . هذا ما حدث به الوتد المجموع نفسه وهذا بالضبط ما جعله يخفي ابتسامة نصره المحتوم . ولم يكن على سبب حصين بعد أن خرجا من القبو تاركين سببا ثقيلا مقيدة بالحبال إلا أن تهز رأسها بالموافقة على ما صرح لها به من نواياه . فهو اﻵن سيلعب دور رئيس العصابة بصفته الوتد المجموع أما هي فما عليها إلا أن تقنع بدور العميل الذي يتلقي اﻷوامر وينفذها دون اعتراض ، بصفتها سببا حصينا أو وتدا مفروقا .

    ومنذ اليوم الثاني لاختطاف سبب ثقيل بدأ الوتد المجموع يحضر عقار فقدان الذاكرة التدريجي ويطلب من سبب حصين أن تدس مقدار الجرعة اليومية المطلوبة في طعام سبب ثقيل وهذا ما سيودي بها -إن شاء الله -إلى فقدان كامل للذاكرة...لكن سببا حصينا التي كانت تخبره بأنها ملتزمة بتنفيذ خطته *،امتنعت في الواقع عن دس العقار في الطعام . فقد بدأت في الواقع تفكر بالتمرد عليه ،وذلك بتحريض مباشر من سبب ثقيل التي قالت لها حرفيا بعد أن غادر الوتد المجموع إلى منزله :- كنت أود أن أجد فرصة لمتابعة حوارنا الذي بدأناه في مطعم اﻷوزان ..وها قد واتتني الفرصة ..فهلا أسعفتني في هذا كما أسعفتني بتضميد جرحي !

    -أما زلت مصرة على متابعة الحوار بعد كل هذا الذي جرى لك بسببه ؟! أنت بالفعل عجيبة! ما حاجتك لمعرفة أي شيء وأنت قد تكونين مقبلة على الموت ؟

    -أتعجبين مني ؟ أنا مستعدة ﻷن أدفع حياتي ثمنا رخيصا ﻹعلاء الحقيقة . حياتي لا تساوي أي شيء إن لم أعش حقيقتي وأعبر عنها .

    -وكيف تعبرين عن حقيقتك إن كان اﻵخرون يصرون على رفضها ورفضك ؟ قالت سبب حصين هذا بتفكير بطيئ وبحزن يخيم على ملامح وجهها وصوتها . وعلمت سبب ثقيل أن كلماتها نقرت وترا حساسا في نفس سبب حصين فقالت :

    - أنا من يحق لي أن أتعجب بعد حواري معك في مطعم اﻷوزان كيف يضع نفسه شخص يتمتع بمثل نقائك وذكائك وثقافتك في إمرة شخص متعنت مجبول على التسلط والتكبر مثل الوتد المجموع . فردت سبب حصين وقد شعرت بصدق محدثتها :

    -إذا كنت ترين هذا ، فكيف تفسرينه ؟

    -أفسره بأنه يستغل حاجتك وضعفك ويقوم بابتزازك .

    - وما حاجتي وضعفي ؟

    - ضعفك وهم تكون في نفسك بسبب عدم مصالحتك لنفسك...أنت ترفضين الاعتراف لحقيقة نفسك *بحق الوجود ...ترفضين الاعتراف بحقيقتك ﻷن اﻵخرون يرفضون هذه الحقيقة . فأنت تحتاجين للتستر على حقيقتك ...وهذا ما يمنحك إياه الوتد المجموع .هو يتستر على حقيقتك ويمنحك فرصة الظهور بالشخصية التي يرضى عنها اﻵخرون ...ولهذا أنت ضعيفة أمامه وتظنين نفسك محتاجة له .وهو يبتزك لحاجتك هذه *.

    كانت عينا سبب حصين قد امتلأتا بالدموع وهي تنظر في وجه سبب ثقيل مستغربة دقة تشخيصها *، وكادت دمعة تسقط من جفنها لولا أن مسحتها وهي تسأل :

    - وهل ترين أن حقيقتي تستحق القبول ؟ *أقصد : أوليس من حق اﻵخرين أن يرفضوا حقيقتي إذا كانت هذه الحقيقة شاذة عن الواقع ؟

    - ليس هناك من حقيقة شاذة وحقيقة غير شاذة .الحقيقة كيفما كانت فهي تفرض نفسها بكونها حقيقة وحسب ...وليس علينا أن ننتقي ما يعجبنا من الحقائق فنقبله ونعلي شأنه وننبذ ما لا يعجبنا من الحقائق فنعمد إلى تمويهه والتستر عليه .كما تفعلين أنت والوتد المجموع .

    وتنهدت سبب حصين فيما ظلال ابتسامة أشرقت على *بشرتها الداكنة . وهي تقول :

    - أتعلمين ؟أتمنى لو أنني قابلتك في غير هذه الظروف ..كل كلمة تقولينها أشعر بأنها تسد ثقبا في فراغ أعماقي ...أنا في الحقيقة أحتاجك كصديقة . وابتسمت الصديقتان معا ولمعت عينا سبب ثقيل التي أومأت بحاجتها إلى فك الحبال التي تقيد يديها ورجليها . وهنا قامت سبب حصين لفك قيودها بحماس بينما وجدت إحدى الدمعات المحتبسة في جفنيها الفرصة مواتية للتﻷلؤ على وجنتها بنية اللون ...وعلى ذكر اللون البني قالت سبب ثقيل بلطف وهي تفرك بأصابعها *آثار الحبال عن معصميها : - حوارنا اﻵن كصديقتين يحتاج إلى فنجانين من القهوة وبعض السجائر .

    - هههههه ....على الرحب والسعة ..لكن لم أكن أظنك تدخنين !

    -لست كذلك ..ولكنني أشعر بالحاجة إليها وأشتهيها اﻵن . وصعدت سبب حصين لصنع القهوة ولم تنس أن تقفل باب القبو على سبب ثقيل ، ليس لعدم ثقتها بها وإنما احتياطا لعودة الوتد المجموع فجأة .و كان *ذلك الحوار الذي استمر لساعات بينهما فاتحة لحوارات طويلة استغرقت ساعات وساعات في ذلك القبو الذي كان معتما قبل أن تشتري سبب حصين مصباحا كهربائيا قويا وتعلقه في سقفه .

    وبالحوار المديد تطورت العلاقة بينهما إلى مستوى الصداقة الحقيقية *، الصداقة التي توثقها الوعود والعهود وكلمات الشرف .وكان من جملة تلك العهود عهد أخذته كل منهما على اﻷخرى أن تخلص صديقتها النصيحة والدعم حتى تتجاوز كل منهما محنتها. ولو كان الوتد المجموع يعلم بهذا الذي يحدث خلف ظهره إذن لقرر أن يشرك السبب الحصين في تناول ذلك *العقار مع سبب ثقيل . لكن من يدري فلعلهما كانتا ستدفعانه لتناول العقار هو نفسه بدلا من أي منهما...كما قالت سبب ثقيل .*

    و مع تطور الصداقة غير المتوقعة *بين السببين داخل القبو تطورت اﻷحداث غير المتوقعة أيضا خارج القبو *. *فبعد أسبوع واحد من اختفاء سبب ثقيل عن اﻷنظار أصدرت منظمة *حقوق اﻹيقاع التي تعمل سبب ثقيل لصالحها *بيانا أعلنت فيه *عن الاختفاء المشبوه لسبب ثقيل والذي حدث *إثر *إجرائها العديد من التحقيقات الصحافية *التي ركزت فيها على قضية الشعب الخببي في اﻵونة اﻷخيرة *. وبعد إعادة عرض العديد من التحقيقات المصورة التي أجرتها سبب ثقيل على شاشات القنوات الفضائية امتلأت الساحات العامة في العديد من جزر *بحر الكامل وهو مسقط رأس سبب ثقيل بالمتظاهرين الذين رفعوا العلم الوطني للشعب الخببي المضطهد مع صور سبب ثقيل وطالبوا بحق تقرير المصير للشعب الخببي وتشكيل دوائرية للبحث عن سبب ثقيل والعثور عليها وضمان سلامتها . وما هي إلا أيام قليلة حتى انتشرت عدوى المظاهرات من بحر إلى آخر واتسعت وتضخمت تدريجيا *أعداد المتظاهرين ومطالبهم *فبدؤوا يهددون بخلع اﻷنظمة اﻹيقاعية الحاكمة التي لا تستجيب لمطالبهم المتمثلة *بإعادة طرح قضية الشعب الخببي على مائدة مجلس اﻷمن اﻹيقاعي ومطالبته بإجراء التصويت اﻷممي على حق الاستقلال و تقرير المصير للشعب الخببي الذي تحولت فيه سبب ثقيل إلى رمز وطني . وكانت سبب ثقيل تتابع مع سبب حصين كل تلك اﻷحداث من داخل ذلك القبو الذي يطل بنافذة صغيرة مطلية باللون اﻷسود على رصيف شارع خلفي عريض كان المتظاهرون يعبرونه في طريقهم إلى ساحة تسمى بساحة الكسف في آخر جزيرة من أرخبيل المنسرح . فكانت سبب ثقيل تسمعهم وهم يصرخون خببية خببية ...والشعب يريد الحرية)...ولو كان أحد يعلم أن سببا ثقيلا كانت تقف من اﻷسفل لتراقب أقدام المتظاهرين العابرين نحو الساحة مطالبين بالبحث عنها دون أن تحاول الخروج والمشاركة معهم ،وهي قادرة على ذلك، فلعله كان سيشكك بمقدار حقها في أن تتحول لرمز وطني عند جماهير أصبحت تهتف باسمها *في الصباح والمساء ، وتعلق صورها على الجدران في الساحات العامة وعلى زجاج سيارات النقل الداخلي .ولو رحت تعد عدد صورها التي طبعت خلال الشهرين الماضيين لهالك الرقم الضخم ..وفي الحقيقة ليس المتظاهرون وحدهم من كان يرغب في طباعة صورها بل إن التجار وأصحاب المنتجات الاستهلاكية المهددة بالكساد أجادوا أيضا استغلال الحملة اﻹعلامية للبحث عنها كما أجادوا استغلال جمالها اﻷخاذ معا فأخذوا يطبعون صورها على أغلفة أصابع الشوكولا *وعلى علب العلكة التي كانت تشتريها سبب حصين وعلى ملابس الصبايا المراهقات والشبان المراهقين وحقائب تلميذات المدارس وكراسات الجامعة وزجاج محلات الحلاقة النسائية . ومع عدوى اقتناء صورها والهتاف باسمها تحولت المظاهرات إلى مشاريع ثورات صغيرة متعددة وانتشرت الاعتصامات في جزر بحر الكامل والخفيف *والرجز .

    ولو تساءلت عن سر اشتراك هذه البحور دون غيرها في نشوء مشاريع الثورات فيها بشكل خاص لانهالت عليك اﻷجوبة من المحللين السياسيين والمراسلين الصحافيين من مواقع اﻷحداث التي أصبحت تغطيها اﻵن ساعة فساعة قناة (ساعة البحور) ولعلمت أن تلك البحور الثلاثة تشترك باحتوائها على مناطق خببية تسمى مناطق (الثلاثة أسباب 2 2 2 ) أو ما يطلق عليه اسم (مناطق الرقم 6 ) في آخر جزيرة من كل أرخبيل فيها ففي البحر الكامل والخفيف والرجز هناك سكان ذوو أصول خببية في أغلبيتهم يرمز لهم بالرقم 6 أو 2 2 2 *.وإشارة إلى إمكانية اختفاء السبب الخببي في مثل هذه البيئات الخببية جاء في بيان منظمة الحقوق اﻹيقاعية أنه ينبغي البحث عن سبب ثقيل في مناطق الثلاثة أسباب 2 2 2 من كل بحر وفي كل مكان من حشو أي أرخبيل أو جزيرته اﻷخيرة في أية دائرة على كوكب اﻹيقاع . وهكذا تشكلت لجان بحث خاصة بكل بحر من البحور الثلاثة . وما لبث بحر الرمل أن قدم طلبا للانضمام إلى البحور آنفة الذكر باعتبار إحدى جزره الطرفية المهجورة والخالية من السكان كانت في اﻷصل وقبل أن يهجرها سكانها إحدى مناطق الثلاثة أسباب 2 2 2 . وما أن سمع سكان بحر البسيط بهذا الخبر حتى قاموا بمظاهرة عارمة أمام قصر الرئاسة للمطالبة بضم الجزء المسمى بمجزوء البسيط من أرخبيل بحر البسيط إلى تلك الكتلة الثورية التي انشئت للبحث عن سبب ثقيل . ثم تضخمت تلك الكتلة الثورية فتحولت إلى حركة سياسية *ذات أهداف عامة *أهمها المطالبة بتحرير كل الشعوب المضطهدة ودعمها في حق تقرير مصيرها وأطلق على هذه الحركة اسم ( حركة بحور عدم الانحياز ) . وها هم ممثلو البحور في هذه الحركة يعقدون أول اجتماع أممي لهم تحت شعار ( من الفراهيدي إلى خشان ) . وتتابع سبب ثقيل وسبب حصين أخبار هذا الاجتماع أمام شاشة التلفاز فتسأل سبب ثقيل صديقتها عما يقصدونه من اختيار كلمات ذلك الشعار الغريب " *من الفراهيدي إلى خشان * " فترد سبب حصين قائلة :*

    - لا أعلم بالضبط ...ولكنني أظن أن كل الاسمين " الفراهيدي و خشان " يمثلان شخصيتين أسطوريتين قديمتين ....و

    وقاطعت سبب ثقيل كلام صديقتها برفع صوت المذيع عبر جهاز التحكم عندما لاحظت أنه يتحدث عن ذلك الشعار ..قال المذيع :*

    -و تقول اﻷسطورة :إن الفراهيدي كان رجلا من كوكب آخر غير كوكب اﻹيقاع *كان يقضي وقته كله في تخيل كائنات إيقاعية يخطط لها معيشتها وشؤون حياتها وﻷنه كان طيبا ومؤمنا كافأه اﻹله بخلق كوكب اﻹيقاع هذا وخلق له تلك الكائنات اﻹيقاعية مجسدة لتعيش عليه بالفعل كما كان يخطط لها ...فالفراهيدي يرمز إلى الرؤية التاريخية لحياة الكائنات اﻹيقاعية على كوكب اﻹيقاع .*

    وضحكت سبب ثقيل وسبب حصين ومضغتا العلكة فيما تابع المذيع القول :

    - أما خشان فشخصية أسطورية أخرى ترمز إلى مستقبل الكائنات اﻹيقاعية على كوكب اﻹيقاع ، إذ تقول اﻷسطورة أن كوكب اﻹيقاع سيعاني في آخر الزمان من مشكلة التلوث الصناعي للصناعات اﻹيقاعية غير المنضبطة بقوانين الصحة العامة مما سيعرض حياة جميع الكائنات اﻹيقاعية عليه لخطر الانقراض والفناء ...وعند ذلك سيأتي ذلك الرجل من كوكب آخر ليعيد تنظيم اﻷمور ويجدد في القوانين الضابطة للحياة ...

    وهنا ضحكت سبب ثقيل قائلة :
    [caps]
    - إذن سننتظر أن يأتي superman كوكب اﻹيقاع ليحل لنا مشاكلنا العالقة يا صديقتي ...ونظرت *سبب ثقيل باتجاه سبب حصين التي بدت شاردة الذهن مهمومة..فقالت لها :

    - لا عليك عزيزتي ...حتى مشكلتك يمكن حلها...سأقف إلى جانبك حتى النهاية ...ثقي بي وتوكلي على الله ..

  8. #18
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.30

    افتراضي

    الله الله
    تابعي أستاذتي بهذا الجمال و نحن متابعون بكل شغف و رغبة .

    بوركت .

  9. #19
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد رامي مشاهدة المشاركة
    الله الله
    تابعي أستاذتي بهذا الجمال و نحن متابعون بكل شغف و رغبة .

    بوركت .
    أشكرك لحضورك الذي يبهجني ويشجعني أستاذي الكريم أحمد رامي ...
    أدامك ربي وحفظك
    مع أطيب تحية

  10. #20
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    الحلقة قبل اﻷخيرة


    كانت كتل الظلام المتكاثفة قد بدأت تتفرق في عمق الشارع المشجر الذي يصل بين منزلي الوتدين وساحة (الكسف) في المدينة . وعندما نظرت سبب ثقيل قبيل أذان الفجر من الباب الموارب رأت سيارتها البيضاء ما تزال مركونة على حافة الرصيف كما تركتها هناك منذ أربعة أشهر ..غير أن طلاء الغبار الذي امتزج بفتات أوراق الشجر التصق بسطوح السيارة بعد زخة عاجلة للمطر فجعلها أشبه بسيارة جبلية عادت للتو من رحلة شاقة في مجاهل غابات المشتبه .ولعل اكتشاف مجاهل المشتبه أقل مشقة من الوصول إلى قرار ثابت مع هذا المخلوق المذبذب الذي أوشك يشيب شعري بسببه . كانت تقول لنفسها

    - سبب ثقيل ! كوني حذرة . ناداها المخلوق المذبذب من خلفها ...فأغلقت الباب بهدوء وعادت لتفتح ذراعيها لمعانقته قائلة :

    - سبب حصين ! لقد أحبطت أملي فيك . كيف تغيرين رأيك في اللحظة اﻷخيرة ؟..كيف تطيب نفسك أن نخطط للرحيل معا ثم تتخاذلين و تتراجعين عند التنفيذ هكذا ؟

    *وردت سبب حصين همسا وهي تضغط بيدها *على يد سبب ثقيل *:

    -لقد بررت لك . ولن نعيد ما قلناه في القبو قبل قليل...الفجر بدأ يبزغ والوقت ضيق ..اركبي سيارتك وغادري قبل *أن أغير رأيي وأمنعك من المغادرة .

    - وهل خلقك الله إلا لتغيري رأيك ؟؟

    -هناك ما علي التحقق منه قبل تنفيذ القرار.. قد لا تفيدني العجلة .

    - ما تتحققين منه بخصوص حبيب القلب..؟

    - وبخصوص غيره أيضا.. دعي هذا اﻵن . سأشتاقك ...اتصلي بي وأخبريني عن كل خطوة ستخطينها بعد خروجك . ...

    قالت سبب حصين وهي تجذب سببا ثقيلا إلى صدرها .

    -وأنا سأشتاقك أيضا ...اعتني بنفسك وفكري بأنك حرة في قرارة نفسك ثم اتخذي قرارك ونفذيه.
    - هيا اخرجي ..وكوني حذرة ..في أمان الله .

    وانفتح باب الشارع ببطء وشفط سببا ثقيلا بلمحة بصر. ...ونظرت سبب حصين في الفراغ اﻷزرق الذي كان يحتويها وقالت :

    -لقد كانت هنا . ...

    ثم رجعت بخطواتها المتثاقلة لتجلس على أخفض درجة من الدرجات التي تتقدم الباب الداخلي لبناء البيت . ونظرت في الحديقة حولها فلم تر إلا ذلك الفراغ اﻷزرق وهو يتقدم نحوها وقد فغر فاها بحجم دوامة بحرية تلف وتدور وتسحب لجوفها كل ما في محيطها الدائري من كائنات إيقاعية عائمة ..وكان ثمة برد في الجو يسقط وفق محاور مستقيمة كأشعة ضوء نافذ ليخترق جلدها ثم عظامها ثم قلبها .. وهناك في القلب كانت المحاور تفتح ثقوبا حمراء صغيرة ما تلبث أن تتسع لتتلاقى ويتصل بعضها ببعض لتتحول إلى فجوة حمراء ..حمراء ...حمراء ...

    -استيقظي حبيبتي ...أنت تهذين ..منذ متى و أنت نائمة في الشمس وعلى الدرجات الباردة هكذا ...؟

    جاءها صوت الوتد المجموع من عالم بعيد بعيد ، كان صوته دافئا كنغمة ناي مبحوحة ،غير أن الوتد كان قريبا منها ...قريبا إلى درجة أنها تشعر بأنفاسه الساخنة تمر فوق جبينها وهي تتأرجح كسفينة في ذلك الفراغ البحري اﻷزرق ...وفتحت عينيها وهو يحملها بين ذراعيه متقدما بها نحو سريرها . ولما هبط بها جلست على حافة السرير ..ونظرت في ابتسامته الحائرة و صمتت.

    - ما بك حبيبتي ؟ سأل وقد جلس إلى جوارها فيما كانت أصابعه تزيح الشعر المنسدل عن جبهتها

    -حرارتك مرتفعة ...هل أنت مريضة ؟

    -لست مريضة ...! أجابت ..

    - لقد أطلقت سببا ثقيلا .. تركتها تغادر عند الفجر.

    - هل جننت ؟ كيف تفعلين هذا ؟

    صرخ الوتد المجموع وقد هب من مكانه واقفا كمن تلقى في قدميه وخزات غادرة من دبابيس مهملة على اﻷرض ، فأخذ يتقافز في مكانه دون وعي ليدوس على المزيد منها .

    - هل جننت ؟ ....هل فكرت بعواقب فعلتك..؟ لم لم تنتظري شهرين آخرين حتى يفعل العقار فعله...؟

    - لم أعطها أي عقار .

    - ماذا ؟ .... إذن قضي علينا ..قضي علينا ...قضي عليك أنت..كيف تتصرفين دون استشارتي ؟...لقد أخطأت إذ اعتمدت عليك ..أنت ...

    ولم تدعه سبب حصين يكمل تركيب جملته ..فصرخت به بحزم لم يختبره فيها قط ..

    - أخرج من بيتي ...هيا ..دعني وشأني ..أخرج ولا تعد إلى هنا مرة أخرى ...أخرج أخرج .

    وعلى الرغم من دهشته وذهوله بما يرى ويسمع صرخ هو اﻵخر :

    -اصمتي ... أتصرخين أيضا..؟ إلى أين سأخرج بعد أن سددت أبواب كوكب اﻹيقاع في وجهي ...؟ اﻵن ستذهب سبب ثقيل لتبلغ الشرطة بما حدث معها ..وعما قليل سيفتضح اﻷمر كله ..استعدي اﻵن للسجن .

    - لن تفعل ذلك .

    -هه... لن تفعل ذلك! ...ماذا أصاب عقلك ؟ بل ستفعل وتفعل ...أنت حمقاء ...ما الذي قالته لك لكي تقنعك بتحريرها ؟ ..لكن...لا وقت للكلام ..لا تشرحي لي شيئا ..علينا أن نسرع في الفرار قبل وصول الشرطة .

    -إهدأ ...إهدأ ..أنظر إلى الساعة على الجدار ..إنها تشير إلى العاشرة ..وقد أطلقت سببا ثقيلا متذ خمس ساعات ، ولو كانت ستبلغ الشرطة لفعلت ذلك بعد خروجها بخمس دقائق كي تضمن القبض عليك وأنت نائم ، لكنها لم تفعل ....لقد أثبتت لي بهذا أنها صديقة مخلصة ...أنا أثق بها .

    -ما الذي بينكما ؟..

    سألها الوتد المجموع بعد أن هدأ روعه فجلس على حافة السرير وأمسك بذقنها ليدير وجهها إليه .

    - بيننا احترام الحقيقة .

    - أية حقيقة ؟

    - حقيقتي ...وحقيقتك ...حقيقة كل شيء .

    -تكلمي ...بماذا أخبرتها ؟

    - بكل شيء .

    -بكل شيء....؟ أأخبرتها بأنك ...بأنك...

    - خنثى ... قلها ..نعم أخبرتها بأنني خنثى ..لم أكن محتاجة ﻷن أشرح لها ..كانت قد فهمت اﻷمر بنفسها ودون شرح ..

    - وما الذي كان يضطرك لهذا ؟ لم تعطين أحدا ما ممسكا عليك ؟ لم تضعين نفسك على المشرحة لتكوني تسلية ﻷصحاب الفضول ؟ لم تكشفين نقاط ضعفك للمﻷ وأنت شخص محترم ذو مكانة في المجتمع ؟ ألست أنت البروفيسور وتد مفروق رئيس بعثات التنقيبات اﻷثرية والمرشح ليكون مبعوثا في قضايا أمم اﻹيقاع ؟ ألست ضيف الشرف في المؤتمرات والجمعيات ؟ أتغامرين بالتضحية بسمعتك وتاريخك من أجل قول الحقيقة لصحافية تافهة *لا هم لها سوى التسلية والظهور ؟ ما الذي كان ينقصك لتمنحك إياه الحقيقة *؟ وهل فكرت بحجم خسارتك مقابل ذلك ؟

    - لم يكن لدي الخيار ...لست أنا من أخبرها .بل لقد عرفت ذلك بنفسها .

    - كنت سأمحو ذاكرتها ...

    - وأنا ما كنت ﻷدعك تتحول إلى مجرم ..أن تمحو ذاكرتها يعني أن تقتل كائنا وتقضي على حياته ...على تاريخه ومستقبله .

    -وماذا عن تاريخك ومستقبلك أنت ؟ إحداكما كان *سيقضى عليها فإما أنت وإما هي . وأنت لم ترتكبي أي ذنب .أما هي ...هي من أوقعتنا و أوقعت نفسها في هذا المأزق .وعليها أن تتحمل النتائج.كنت مجبرا لفعل شيء ما دفاعا عنك وحفاظا على مكتسباتك .*

    - كانت تبحث*عن الحقيقة...

    - الحقيقة التي ستقضي عليك أنت ...هي كانت تحاول إيذاءك بكشف حقيقتك ..وأنا كنت أحاول حمايتك والحفاظ عليك *..حسنا ...أنت لا تقدرين ما أقدمه لك...فلتواجهي العالم بحقيقتك اﻵن ....

    قال الوتد المجموع هذا ثم خرج وغاب عن اﻷنظار .....وألقت سبب حصين بجسدها على السرير وبكت.*لم تكن متأسفة ﻷن سببا ثقيلا قد علمت بحقيقتها ، فهي لا تخشى منها أي أذى ...لكنها كانت متأسفة ﻷنها تحب الوتد المجموع ..كانت تحبه حقا *...وهو لا يفكر إلا بمكتسبات الوتد المفروق...ترى هل كان سيحبها لحقيقة ذاتها لو لم يكن الوتد المفروق متلبسا بها ...هل كان سيحبها كسبب *؟ وهل حبه لها كسبب مجرد شفقة ورحمة *أم أنه حب ...هل يعشقها أم يشفق عليها ؟ ...ذلك هو السؤال .

    ومر يومان قبل أن تذيع وسائل اﻹعلام خبر ظهور سبب ثقيل بعد اختفائها لمدة أربعة أشهر ...أما تصريح سبب ثقيل لوسائل اﻹعلام فقد كان حسب الاتفاق بينها وبين سبب حصين *:( عصابة من الملثمين اختطفوها ليطلبوا فديتها ،وعاملوها جيدا ..لكنها استطاعت التحايل عليهم والتخلص منهم دون أن تعرف أي شيء عن توجهاتهم ...).

    وفي اليوم السابع أعلنت هيئة أمم اﻹيقاع اجتماعا طارئا في الشهر المقبل *للتصويت على عرض قضية الشعب الخببي على مجلس اﻷمن بهدف الوصول إلى اتفاق أو تسوية مع كل من أنظمة البحور التي تنتهي أرخبيلاتها بمنطقة خببية 2 2 2 ..ولحل مشكلة الشعب الخببي المشرد في مختلف البحور.*

    وفيما كانت سبب حصين تتلقى هذا الخبر من التلفاز رن جرس هاتفها الجوال ،وكانت سبب ثقيل على الطرف اﻵخر*

    - ألو ...سبب حصين ..كيف حالك ؟

    -أهلا سبب ثقيل ..طمئنيني . ما أخبارك وأين أنت اﻵن ؟

    - أخباري لن تسرك . أنا عالقة على الحدود اﻹقليمية لبحر الرجز ..أحاول الدخول إلى منطقة 2 2 2 كسائحة بصفتي سببا خببيا .وهم يرفضون استقبالي ويمنعون دخولي.

    - لكن أليس الرجز منضما إلى حركة بحور عدم الانحياز التي تناصر حقوق الشعب الخببي ..فكيف يرفضون استقبالك كسبب خببي ؟*

    -عزيزتي ! أنت تعلمين أن ما يقال في اﻹعلام شيء وما يحدث في الواقع شيء آخر . ..لقد اكتشفت أنهم يضيقون هنا على كل زائر من الشعب الخببي . وأخفضت سبب ثقيل صوتها وتابعت :*

    - إنهم يعاملوننا باعتبارنا إرهابيين ...ويخشون من إثارتنا للمشاكل في الداخل عندهم .

    -ما هذا الذي تقولينه ؟

    -هذا ما فهمته ..هناك مظاهرات واعتصامات في منطقة 2 2 2..والنظام الحاكم يخشى من تطورها . لذا فهم يصعبون دخولي بصفتي سببا خببيا.

    - لكن أليست 2 2 2 منطقة خببية ..أليس فيها شعب خببي ؟*

    -لا عزيزتي . لا مكان للأسباب الثقيلة في منطقة 2 2 2 الرجزية ..لا أراه إلا تشابها شكليا مع الشعب الخببي ..لا أعتقد بوجود أصول وراثية خببية هنا .

    -كيف تقولين هذا ؟ ...ولماذا تقوم المظاهرات في منطقة 2 2 2 الرجزية إن لم يكن تعاطفا مع القضية الخببية وبسبب اﻷصول الخببية ؟*

    - هذا ما يثير دهشتي. هم لا يمنحون حق اﻹقامة الدائمة إلا للسبب الخفيف حصرا. يعني لن أتمكن من استعادة نشاطي الخببي في الداخل كسبب ثقيل إذا كانت إقامتي دائمة .أما في حالة اﻹقامة المؤقتة *فهم يشترطون دخولي كسبب خببي بأن أدخل من جهة اليمين أي من جهة *السبب اﻷول في منطقة 2 2 2 .

    -حسنا ..وما المانع عندك ؟

    - المانع أنهم يشترطون أيضا أن أقدم وديعة تعد عندهم بمثابة الكفالة فور دخولي .فبهذه الوديعة يطبقون قانون الخبن قسرا علي . فيجب*أن ألتزم وضعية السبب الخفيف حصرا بتنفيذ الخبن عبر الوديعة وبهذا فلن يكون لي صفة سوى سبب مخبون يعني 1 ...يعني لن أتمكن من استعادة نشاطي الخببي في الداخل أيضا .وسأبقى في وضعية 1 2 2 والتي يسمونها 3 2 *تهكما .

    - يا إلهي ! ..اﻷمر صعب فعلا .طيب ما رأيك أن يجري الوتد المفروق اتصالاته كي يتواسط لك بالدخول من المنطقة الوسطى في 2 2 2.. أي في محل السبب الثاني ؟ ألا يفيدك ذلك بشيء ؟*

    -هه . ذلك أسوأ...ﻷن الوديعة بالخبن عند الدخول لا بد منها وهذا يجعلني في وضعية *2 1 2 والتي يسمونها 2 3 وهي وضعية مرفوضة في الرجز. والشرطة تلاحق من يقيم بهذه الوضعية ﻷنها مخالفة لقوانين اﻹقامة .وما أن يكتشفوا أمري سيقومون بترحيلي قسرا وسريعا إلى الحدود اﻹقليمية لبحر السريع حسب اتفاقيات التعاون المشتركة بين نظامي البحرين .

    - حسبنا الله ونعم الوكيل ....يا مسكينة يا سبب ثقيل ! طيب ماذا ستفعلين اﻵن ؟

    - أفكر بالمغادرة والسفر باتجاه بحر الخفيف .

    - نعم . افعلي ذلك ..فهم يمتلكون منطقة *2 2 2 أيضا . .لكن هل أنت واثقة من أنهم لن يصعبوا اﻷمور عليك كما حدث في الرجز ؟

    - في الخفيف هنا منطقتان 2 2 2 إحداهما في الداخل (الحشو ) واﻷخرى طرفية في آخر جزر الخفيف وأنا سأدخل إلى المنطقة الطرفية ..وأظنني لن أجد صعوبة هناك .

    -وما أدراك ؟*

    -علمت أنهم يعتمدون على قانون علاقة ( الفاصلة ) في ما يتعلق باﻹقامة والزيارة .

    -وماذا تعرفين عن هذا القانون ؟*

    - في بلادي (بحر الكامل ) يعتمدون على قانون علاقة الفاصلة ذاته .فنحن نستقبل السبب الخببي الزائر عن طريق وجود كفيل ضامن له من السكان اﻷصليين لبحر الكامل ويجب أن يكون الكفيل سببا خفيفا حصرا. وتسمى العلاقة بين الكفيل والزائر الخببي بعلاقة الفاصلة . وهي في نظام البحر الكامل فاصلة حقيقية . إلا أنهم في الخفيف يستعيضون عن الكفيل الضامن بأن يدخل الزائر الخببي بصفته سببا خفيفا كي يقدم وديعة وفق قانون الخبن -كما هو الحال في الرجز - أي أنني أدخل بشكل مخبون 1...ثم إذا دخلت فيمكنني تسوية وضعي بعلاقة فاصلة ( شكلية ) مع وتد من سكان المنطقة اﻷصليين فتكون العلاقة بيننا وفق الشكل 1 3 2 والتي أتمكن فيها من استعادة نشاطي الخببي بصفتي سببا ثقيلا بدعم الوتد الكفيل الذي سيمنحني قيمة ما قدمته كوديعة من حسابه الخاص بقانون المنح 1 1 2 2 فعند ذلك أستعيد نشاطي كسبب ثقيل (2) 2 2 ...وهذا ما يهمني .

    - حقا ...بالفعل هذا رائع ..أرجو لك التوفيق ..لكن ما تزال لديك مشكلة في الدخول إلى الخفيف .

    - ما هي ؟

    - ستتعاملين مع وتد .*

    - ماذا..؟

    -ستطلبين منه المساعدة .و سيساعدك ويدعمك وستكون بينكما علاقة ولن تكوني قادرة على الاستغناء عنه .

    -ماذا ؟ !!. لم أفكر بهذا ؟ كيف سأحل هذه المشكلة ؟ لست أنا من تضع يدها في يد وتد ...فكلهم متسلطون ومتعجرفون ويرغبون بإذلالنا..

    -ماذا لو كنت مخطئة ؟

    - أنا لا أخطئ بحقهم ...إنهم لا يستحقون الرأفة حتى ...لكن صحيح ....لم تخبريني كيف كان رد فعل وتدك الحبيب على ما حدث .

    -لقد غضب مني أيما غضب ثم تركني ورحل ..ولم يتصل حتى اﻵن ..

    -أرأيت ؟ ...وأنت ماذا ستفعلين ؟*

    -لا أعرف*

    -هذا هو الجواب الذي أكرهه ...أقترح أن تتصلي به وتعلميه بأنك قررت إجراء عملية جراحية ﻹصلاح *وضعك .ألم نتفق على أنني سأرتب لك أمر *إجراء العملية ؟*

    -بلى ..لكن ليس اﻵن ..دعي اﻷمور تأخذ مجراها...سأتصل بك كل بوم لتخبريني بما يحدث معك .

    وبعد شهر من هذا الاتصال بين السببين كانت سبب ثقيل قد عادت إلى بحر المنسرح وقبل أن تلتقي بسبب حصين اتصلت بها اتصالا آخر :

    -ألو ..سبب حصين ..كيف حالك ؟*

    *اسمعي عزيزتي *أنا اﻵن في بحر المنسرح ..وقتنا ضيق للغاية *..قومي فالبسي ملابس نسائية وتعالي لتقابلي الطبيب ..لقد حجزت لك موعدا *بعد نصف ساعة في مشفى خشان للعروض الرقمي .

    -مشفى خشان ؟ أليس هذا الاسم لتلك الشخصية اﻷسطورية ..؟*

    -نعم نعم ...أسرعي ..سيراك الطبيب ويحدد موعدا لعمليتك الجراحية اليوم ...

    -اليوم عمليتي ؟ !

    -ما بك عزيزتي ..؟ ركزي معي ! اليوم سيحدد الطبيب موعد عمليتك ...هل اتصل بك حبيب القلب ؟

    - لا ..ليس بعد. ..منذ شهر لم أره ..لا أستطيع نسيانه ..كل شيء حولي يذكرني به .أما هو ..فيبدو أنه *نسيني تماما ..حتى أن خط هاتفه مغلق أو خارج حدود التغطية طوال الوقت *...أود أن أكلمه ....أشتاق إليه .وأجهشت سبب حصين بالبكاء.

    -حسنا...هوني عليك ..لا بد أن يتصل بك ..وقد يعود ...لو كنت مكانه لفعلت ...هيا....تماسكي ..أنتظرك أمام باب المشفى ..

    -أنا خائفة ...

    -لا تخشي شيئا ..أخبرني الطبيب أن العملية سهلة عليهم ..ولن يكون لها أية عواقب وظيفية ..بل على العكس ستشعرين بالراحة والاستقرار النفسي بعدها ..ستتحولين إلى سبب خفيف سبب حقيقي كامل ..كل ما في اﻷمر أنك ...لن تتمكني من اﻹنجاب.

    -وهل كنت أطمع باﻹنجاب ...أن يقال " عاقر" أفضل من أن يقال "خنثى " ...*إنما أخشى من ضعفي وتراجعي في اللحظة اﻷخيرة ..و أنا حزينة على موت الوتد المفروق ..وحزينة على أن من كان يدعي عدم قدرته على العيش بدوني قد هجرني.. .وأشبعني هجرا.

    - القرار لك ...كل مكتسبات الوتد المفروق التي يأسف عليها وتدك الحبيب في كفة ميزان وشعورك بالحرية في الكفة اﻷخرى ..فأيهما أثقل ؟

    - أخشى أن الحرية بدون المكتسبات كالطيران بغير أجنحة ...فهل *ثم غير الفشل ؟ لعل الوتد المجموع على حق .

    - إلى متى ستظلين مترددة ...؟

    -حاولت الاتصال به ففتح الخط ثم أغلقه ..حتى أنه لم يسمعني صوته ..*

    -نعم ..نعم ..قولي هكذا كي أفهمك ... هل سألت نفسك ما الذي يغضبه منك ..؟ إسمعي عزيزتي ..إن كان يحبك لحقيقة نفسك فيجب أن يكون سعيدا بقرارك . وإن كان يحبك لمكتسبات الوتد المفروق فليذهبا معا إلى الجحيم ..

    -من ومن ؟

    -الوتدان .

    -أحدهما حبيبي . واﻵخر تاريخي ..

    -آه ، صحيح . عفوا..فليذهبا إلى الجنة ...

    -ثقيلة ...

    -دعيهما يذهبان حيثما يشاءان .

    -أتجدين هذا وقتا مناسبا للمزاح ؟

    - تعالي بسرعة ...

    - ...أنا ..أنا قادمة.



صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. موضوع للحوار : كيف تتم إعادة الصياغة
    بواسطة عطية العمري في المنتدى إِعَادَةُ الصِّيَاغَةِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 24-04-2018, 01:13 PM
  2. السمات الفنية في شعر الفتوح الراشدي-الصياغة-حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2016, 02:58 PM
  3. الصياغة الفنية في خطبة النبي
    بواسطة د مرتضى الشاوي في المنتدى البَلاغَةُ العَرَبِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-02-2013, 01:48 AM
  4. نحو رواية التخاب
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-08-2011, 01:32 PM