|
القـصـيـدة |
فُتِحت جِنانُ الخلدِ للأبطالِ |
وتزينت حورُ الجِنانِ وأشرقت |
ترجو لقاءَ فوارسِ الأهوال |
وتكلمت في رِقَّةٍ وتبسَّمت |
هل من ليوثٍ ترتقي لوصال |
هل من حبيبٍ عابدٍ ومجاهدٍ |
فيفوزَ بالجنّاتِ والآمال ؟ |
هل من خطيبٍ فارسٍ ومقاتلٍ |
متقدِّمٍ ويغوصُ بينَ نِصال ؟ |
هل من شهيدٍ نبتغيهِ لوصلنا |
والمهرُ بحرٌ من دمٍ مهطال ؟ |
طال انتظارُ الحورِ لكن لم تجد |
في الأُسدِ من يصبو لأيِّ قتال ! |
أصغت مسامعها لهم فلعلها |
تَلقى صليلَ السيفِ وقتَ نِزال |
وتلفتت نحو الجبالِ فأبصرت |
خيلاً وفرساناً بِلا إقبال ! |
نادت على عُشَّاقِها فلعلهم |
أن يستفيقوا في رُبىً وجبال |
فتردد الأبطالُ لكن أحجموا |
وقد اكتفوا بالقولِ دونَ فِعال |
وإذا بِهم وبِبأسِهم قد أعرضوا |
بل قد نأوا عن عِزَّةٍ ومَعالِ |
وإذا بهم تركوا الخيولَ حبيسةً |
ودموعُهَا تجري على الأغلال |
بل إنهم تركوا الذئابَ طليقةً |
تقضي على الأغنامِ والأموال |
فتأسَّفتْ حورُ الجِنانِ لحالِهِم |
وتراجعتْ لِتَحَطُّمِ الآمال |
عادتْ إلى ظِلِّ الجنان وحيدةً |
من غير فرسانٍ وغيرِ منال |
وأوتْ إلى فِردوسِها في خِفَّةٍ |
لمَّا رأتْ مِن هذه الأحوال |
لمَّا رأتْ خُطَّابها قد أصبحوا |
يلهون مثلَ بقيةِ الأطفال |
يا إخوتي أهل العقيدةِ كُنتُمُ |
أملاً لأمَّتِنا وضربَ مِثال |
كُنتمْ شُعاعاً ساطِعاً في ظلمةٍ |
وملأتُمُ الأرجاءَ بالأقوال |
فتعلقت كُلُّ القلوبُ بِقولكمْ |
ترجوا عِناق القولِ بالأفعال |
عاشتْ ربوعُ القُدسِ في آمالِها |
بِخلاصِها بعقيدةِ الأبطال |
وتعلَّقت أنظارُ كشميرٍ بِكمْ |
وبقت على شوقٍ لكم ووصال |
والظالمون أصابهم هلعٌ بكم |
وأصابهم فزعٌ ليالِ طوال |
فإذا بِكمْ تترددون لِرهبةٍ |
مِن بعدِ أن سِرتُم إلى إقبال |
وإذا بآمال الشعوبِ تحطَّمتْ |
وتحوَّلتْ مِنكمْ إلى أطلال |
فلقد حرمتم أمَّةً مكلومةً |
مِن صولةٍ للخيل والأبطال |
يا إخوتي أهلَ العقيدةِ ما بِكم |
ماذا دهاكم مِن هوى المُحتال |
كِدنا نُعانِق عِزَّنا يا إخوتي |
ونسيرُ نحو خِلافةٍ بِجلال |
فإذا بِأعداءِ الجهادِ تآمروا |
حملوا لكمْ صُلبانهم بِشِمال |
وأتوا لكم بِبجاحة غربيَّةٍ |
كي تهبِطوا مِن عِزَّةٍ ومَعال |
فإذا بِكم تجرون خلف سَرابِهم |
وتوجِّهونَ الخيل نحوَ خيال ! |
بل تتركون نصيحةً مِن عاقِلٍ |
وتوجِّهون العقلَ نحوَ خبال ! |
يا إخوتي أهل العقيدةِ ما لكم |
وسبيلَ أهلِ الغيِّ والأقوال ! |
أوَ قد ظننتمْ أن تنالوا عِزَّةً |
بِسلامةٍ تدعوا إلى الإذلال ؟! |
أم قد ظننتم عِزَّ دينِ مُحمَّدٍ |
يأتي بأقوالٍ بغيرِ فِعال ؟! |
هل دولةُ الإسلامِ تأتي بغتةً |
مِن كافرٍ بالخالقِ المُتعال ؟ |
هل ترتجون من اللصوصِ شهامةً |
لِحمايةِ الأعراضِ والأموال ؟ |
عجباً لقومٍ يطلبون وضوءهم |
بالخمرِ لا طُهراً بماءِ زُلال ! |
عجباً لقومٍ يطلبون طهورهم |
بحظائرِ الخنزيرِ والأوحال ! |
عجباً لقومٍ يطلبون الشهد مِن |
بطنِ الذبابِ وخِسةِ الأزبال ! |
عجباً لقومٍ يطلبون الشاة مِن |
بينِ الذئابِ هدية كوصال ! |
يا إخوتي إن الذئاب وإن بدتْ |
في حُلَّة الغُزلانِ تحتَ ظِلال |
فهيَ الذئابُ بمكرِها وبغدرِها |
تبغي دِماءَ الشاةِ والأطفال |
فإذا رأتْ شاةً تَكِرُّ لِسَحقِها |
وتَفِرُّ إن لاقتْ أُسُودَ جبال |
لا يردعُ الذئبَ اللئيمَ سِوى العصا |
والسيفُ يمحو حيلةَ المُحتال |
يا إخوتي أهلَ العقيدة ما بكم |
هل قد نسيتم عِزةَ الأبطال ؟ |
هل قد نسيتم ثأر إخوانٍ لكم |
ودماءَ شُبّانٍ على الأطلال ؟ |
أم قد نسيتم إخوةً قد كُبِّلوا |
بل أُعدِموا في قيدهم بِتِلال ؟ |
ماذا فعلتم للشيوخِ وقد غدو |
في شِدة التعذيب والأهوال ؟ |
هل تنعمون براحةٍ ولُيوثُكم |
بين انتِظارِ القتلِ كُلَّ ليال ؟ |
ماذا تُراكم فاعلين لِحالهم |
هل تقعُدون لِهذهِ الأحوال ؟ |
هل تجهشون وتخمِشون وجوهكم |
بين البُكاءِ المرِّ كالأطفال ؟ |
هل تسكِبون الدمعَ مثلَ نِسائكم |
أم تنثرون دِماءكم بجِبال ؟ |
هل تقعدون عن الجهادِ بِذِلَّةٍ |
أم تنهضون بِعِزَّةٍ وقِتال ؟ |
إن كنتمُ حقاً رِجالاً فانهضوا |
سُلّو السُيوفَ بصولةٍ وجلال |
فستصبِحوا ياإخوتي في عزةٍ |
وسيكتُبُ التاريخُ فخرَ مقال |
يا إخوتي إن الجهاد هو الذي |
يُلقي بِهامِ الكفرِ في الأوحال |
إن الجهاد طريقنا وسبيلنا |
وسبيلُ أُسدِ الله والأبطال |
أما القعودُ عن الجهاد فخِدعةٌ |
بل حيلةٌ لِمُراوغٍ مُحتال |
يا أمتي إن الجهاد هو الهُدى |
والنورُ والإيمانُ للأجيال |
هو ذروةٌ لسنامِ دينِ مُحمَّدٍ |
وبه نصونُ الدينَ من إخلال |
وبه نصون عقيدةً وشريعةً |
وبه نصون العِرضَ من أهوال |
وبه مُتابعةُ الحبيبِ مُحمدٍ |
ذاك الضحوكُ الفارس القتّال |
فلِمَ الخروجُ على سبيلِ محمدٍ |
وهو السبيلُ إلى هدىً ومعال |
ولِمَ التّهرّبُ من مُنازلةِ العِدا |
وقِتالِ أهلِ الكفرِ والضُّلال |
إن التهربَ حيلةٌ مذمومةٌ |
تُفضي بِأمُتِنا إلى الإذلال |
فلتكسِروا أغمادكم كي تبرُزوا |
لِقِتالِ كل مكابرٍ مختال |
ولتضرِبوا فوق الرِّقابِ بِقوةٍ |
بالسيفِ كلَ الكفرِ والأرذال |
ولتُقدِموا نحو الجهادِ بعزةٍ |
فالنصر بالإسلامِ غيرُ محال |
وتذكروا هدي الحبيبِ محمدٍ |
وتمسَّكوا بشريعةٍ ونِضال |
وتذكروا أجدادكم أبطالكم |
كانوا هُداةً قادةً لرجال |
ثم انهضوا في عزةٍ وكرامةٍ |
ولتعبُروا بحر الدمِ المِهطال |
حتى يعودَ ليوثُكم لِعرينهم |
ونُزيلُ كلَّ سلاسلِ الأغلال |
ونُدمِّرَ الأوغادَ في أوكارهم |
ونسومَ أهلَ الكفرِ بالإذلال |
ونسودَ كلَ العالمين بديننا |
حتى نفوز بجنّةِ المتعال |
وإلى لقاءٍ في جهادِ عقيدةٍ |
لنُعيدَ عزَّ خلافةٍ ومعالِ |
منقول |
|