|
قل لـ(الصغير) : تركت روضا يانعا |
فخما منيعا ذا بهاءٍ رائعا |
نضرا بهيجا سندسيا باهرا |
عذبا رطيبا مخمليا واسعا |
وتركت مجدا عالميا فاخرا |
وفقدت عزا ذا علاء مانعا |
وهجرت إرثا لا يضاهى ملكه |
أضحى هباء بالمرابع ضائعا |
يا ويح عجزك كنت أنت عميدها |
تحمي القلاع لمرتقاها طالعا |
حتى رضخت فكيف هان ربيعها |
لتكون أنت بها الخنوع البائعا |
وتكون أنت المستلذ بغفوة |
سادت حماها المستكين القابعا |
أرضيت ذلا يستبيح حصوننا |
وجلست وحدك بالمهانة خانعا ؟! |
وجعلت أرضك للمذلة ملعبا |
للاعبين ترى السلوك المائعا |
حاموا بـ(حمرا) حاملين صليبهم |
يحوي بأرتال العتاد مقامعا |
أمست ديار للحرائر تُرتقى |
جهرا تعاني المستبد القامعا |
ماذا دهاك وقد دهتك حماقة |
كبرى تصم عن الجهاد مسامعا ؟! |
و(أبو قماشة) بالتفاوض لم يزل |
يعطي الأعادي سلسبيلا يانعا |
في نكبة التسليم كنت ممزقا |
تعطي القصور حوت جمالا ساطعا |
والناس بالأحزان تبكي حسرة |
ترنو بآلام الفراق جوامعا |
ومنازلا صارت كأحلام الكرى |
كانت لهم عبر الزمان مراتعا |
يا حزن قلبي إن يشاهد قسّهم |
بالقهر يدلف بالصليب الجامعا |
وأذاننا المبرور يصمت ينتهي |
ما عاد يلقى بالدروب السامعا |
فمحارق التفتيش تحرقهم بها |
صاروا جميعا للهيب مطامعا |
كانوا رجالا واثقين بنصرهم |
لولاك كنت المستهين المانعا |
لقوافل الأحرار كانوا كلهم |
صفا يسد منافذا ومواقعا |
فاخترت سلما والحروب بجندنا |
بزت عدوا مستطيرا طامعا |
ماذا دعاك لكي تكون مهادنا |
ترجو بأوهام السلام مُخَادعا ؟! |
وتود أرياش النعام وسائدا |
وتروم في جوف القصور مَخَادعا |
تغشى الجواري والجواري إن زهت |
بثت بأعصاب الشغوف نوازعا ! |
فتكون بين الزاهرات مؤانسا |
صبحا وليلا للحريم مُضاجعا |
وتقيم غضا واهنا بلذائذ |
تخشى بآلام القتال مواجعا |
إن كنت تألم بالحروب فإنهم |
أيضا بوخز قد يقض مَضاجعا |
أغراك ضعفك بالخضوع فواجهوا |
شخصا جبانا بالشدائد خاضعا |
بالعزم أمك بالصمود بفخرها |
تأبى المذلة تستحث جوامعا |
ورجال قصرك بالجنوح لسلمهم |
مالوا فلاقوا بالهوان فواجعا |
لو كنت حقا بالشموخ لقلتها |
إني سأطلق للجهاد مَدافعا |
وأكون أول من يقاوم هاهنا |
عنها بأنفاس الحياة مُدَافعا |
(فرناند) سحقا لن أسلم بلدتي |
سأكون سيفا للأعادي سافعا |
(غرناطة) الأمجاد موطن عزتي |
عنها أدافع مستعدا يافعا |
لكن قلبك يا (صغير) بنبضه |
ضعف فصرت (الأحمري) الدامعا |
تأوي لقصرك تستحث نجائبا |
لخيال وهم قد يؤم الهاجعا |
لولاك ما ضاعت وضعنا هكذا |
ندمي بآهات بالبكاء مدامعا |
نهفو لفردوس الجمال ونرتجي |
في روض بستان الربيع مزارعا |
بين المروج بحسنها وثمارها |
تزهو تمج من السقاء منابعا |
يا زهر أندلس الملاحة شوقنا |
يزداد يشخص للصفاء مطالعا |
كنت الربيع حضارة مثلى لنا |
شعت بآفاق النضار طوالعا |
كانت لنا الآثار تشهد أننا |
كنا نصد مكابرا ومنازعا |
دانت لنا الأنحاء جزلى أشرقت |
بالنور نعطي للأنام طوابعا |
فالكل أذعن للعروبة صاغرا |
بالعدل يأخذ من سناها طابعا |
وترق فيهم للفلاح مناهج |
عظمى تعم لدى الجميع طبائعا |
أين القرون تحدثت أطلالها |
تروي عن المجد التليد مقاطعا ؟! |
وتبث فينا بالفضاء مشاهدا |
تمضي تصافح بالإباء مُمَانعا |
يشتاق آفاق العلاء ويستقي |
نبع الجدود إلى الحدود مسارعا |
هل أصبح التاريخ محض تذكّر |
يغشى مع الصبر المرير مسامعا ؟! |
(غرناطة) الإجلال تلك قصيدتي |
جالت وأمت بالبعاد شوارعا |
زارت بحمراء الحضارة قصرها |
ورنت سفينا عن حماها شارعا |
يحوي (الصغير) وأمه قالت له |
(بالدمع تبكي كالنساء مرابعا) ؟! |
أشكوك لله المهيمن قائلا : |
(رباه حاسب من أضاع ودائعا) |
واختار أن يجثو أمام خصومنا |
يحبو ضعيفا للأعادي خاشعا |
أهدي الصلاة مع السلام (محمدا) |
طه الرسول الهاشمي الشافعا |
والآل والصحب الكرام جهادهم |
بالحق كان السمهري البارعا ! |