وكأنه الخراب.. من يدفن عقلها..ينثر عليها من بقايا الحزن.. لغة الهذيان..
هذه مدن الهوادج..لا يسمع غناء أشجارها، أمطارها..عواء..تحت ظل من وريد الشهقة.. قابع
في ضجيج هواء لا يفيق لا ينتهي عن طعن قميص سهولها.. مجهول هدم سدودها.. سرق مياه حقولها..
أغرق ما فيها وحولها.. معتمة قناديل الدروب تهش سرابها..
لا تعرف النوم القديم نوافذ مدينتي، منذ الغروب في رحيل الريح، وقت الوداع في سكون الأصداف
وحدك أيها الجنون على سواحل بحر ينظر لشفق يلتهم التراب..
وحدك وعلى وجهك الصبح مجروح البكاء..
وحدك وجهنمية الأشواك تمنحك جحيم الماء..
والساعة في حنجرة اللحظة تحفر لعنة شاردة الخطوات
بشبع حكيم يلتهم اللهب غباء ذاكرة.. يعرفها
مـوج ينطفئ على هديره بريق نجم غريب اليأس
يسوق أجنحة المراكب لآفاق مفقودة الزرقة..
ها هو السهر يدق طبولا مخبولة
تدق باب يقظة قادم من الغياب
غموض حلم يستلقي على هدوء ضوء..
في قمر هارب بعزف منفرد الخيبة..
وهذا الفجر يضرب بعصاه النسيان