حتى لا يحترق الدخان!!!!/وفاء عرب

وكأنه الخراب.. من يدفن عقلها..ينثر عليها من بقايا الحزن.. لغة الهذيان..
هذه مدن الهوادج..لا يسمع غناء أشجارها، أمطارها..عواء..تحت ظل من وريد الشهقة.. قابع
في ضجيج هواء لا يفيق لا ينتهي عن طعن قميص سهولها.. مجهول هدم سدودها.. سرق مياه حقولها..
أغرق ما فيها وحولها.. معتمة قناديل الدروب تهش سرابها..
لا تعرف النوم القديم نوافذ مدينتي، منذ الغروب في رحيل الريح، وقت الوداع في سكون الأصداف
وحدك أيها الجنون على سواحل بحر ينظر لشفق يلتهم التراب..
وحدك وعلى وجهك الصبح مجروح البكاء..
وحدك وجهنمية الأشواك تمنحك جحيم الماء..
والساعة في حنجرة اللحظة تحفر لعنة شاردة الخطوات
بشبع حكيم يلتهم اللهب غباء ذاكرة.. يعرفها
مـوج ينطفئ على هديره بريق نجم غريب اليأس
يسوق أجنحة المراكب لآفاق مفقودة الزرقة..
ها هو السهر يدق طبولا مخبولة
تدق باب يقظة قادم من الغياب
غموض حلم يستلقي على هدوء ضوء..
في قمر هارب بعزف منفرد الخيبة..
وهذا الفجر يضرب بعصاه النسيان

احببت أن أخبرك بابتسامة
أن عصافير نافذتي استقالت من أنشودة الصباح
فلا ترهق نفسك في اللا شيء
تصحبني الغبطة أن الوحوش لا تعرفني
وأني مرصودة للجمال
يعرف طفل قلبي أنه على موعد مع الحزن
ويعرف أن كف ما ستمسح على جبينه
إلا أنه دائما يحب العبث
كأنه يمتحنني قلبي!..

كفى! ..
ثمة نبض سكران نائم في المقعد الخلفي لقلبي
وكنت سأنام بعد دعم الآف الأحلام
أجل!.. لا تحزن أيها الروح الانسان
ليس النوم وحده هو الذي يسرق أحلامنا، فالرؤيا لا تشعر بالزمن
والساعة تشبه عقاربها!.. لا احد يرانا في المنام، الشمس بين الناس وحيدة
وعند غروبها تزدحم بالناس
لا تمنحوا البؤساء نهاراتكم.. حتى لا تخطف أيديكم
احتفظوا لقلوبكم بقلوبكم
لا ترفعوا الحقراء عاليا .. حتى لا تنهب ثيابكم
لا تنظروا إلى أحذيتكم .. حتى لا تقطع أعناقكم
ابتعدوا عن النعاس.. حتى لا يصيبكم الذعر من العتمة
احذروا مجالسة قطاع اللحم.. حتى لا تجرح أقدامكم
تبرعوا بثرواتكم للأغنياء
ومع الأغنياء اشربوا.. النبيذ الأبيض

قلبي سادي لا يسامح
ولا يعنيه إن مزق البرد العميق ليله
وسادتي تقبل الحلم الوحيد
ونجومي تغلق الأبواب في وجه الضوء
قلبي سجان رائع الصمت حاكم نفسه
يجلد الصيف عبر ممرات ذاكرة الصوت
ستتجدد خلايا الصبر قطرة قطره
لا أصافح الآتي
فأنا في كل ثانية أولد من بين أكوام الجليد
ماذا ستفعل مع امرأة !..
في كل ثانية
من تحت الرماد تنهض
من جديد!..؟..

لم أكن أنت وأنا كنت وحدي على سرير الملل..
الملم الأصوات التي لا تسمعني تماما من حنجرة الفراغ ..
أنا وأنفاسي نتقاسم الوحدة نراقب الزوايا
نعانق الارتياح المصاحب
بأذهان الغموض شمس منسية ‏
صوتها لا يصل إلى الحناجر المعتقلة
بجوف الحرف حرف لم يعد يضمه السكون
اللغة ليست موءودة ولا مخدوعة
ليست عشيقة نبض سافر المكر
لم تكن أنت وكنت أنا أسير إلى الوراء..
تصدمني دمعة مهرولة هاربة من حضن اليأس
أجففها وأراقب وقاحة الأسرار..
الحبر لا يحرق القلب
لا يسلب الحلم
لا يزور الصمت
الرياح ضجرت
من رائحة حقارتكم
النجوم تعرف نذالة وجوهكم
البراكين بسياطها تجلد صوركم
لم أكن أنا وكنت أنت من قدم الكأس مخلوطا بالمطر الكبريتي..
ليس سيئا مذاق النسيان وليس أسخف
ممن شربوا الخديعة الهائلة من بئر قلب كان يروي مخازن الفقر..
والإخلاص يمتد من شرق الحب إلى غرب الحرب
يحرس على جسد الخارطة
الأوراق والأحداق والخطوات
انظروا بين اقدامكم
سترون الكثير من الحقائق المهلكة
تجلدوا والتزموا الدعاء
أنا وحدي لم أكن أنت
وكنت أنت ولم أكن أنا

قد يبتسم الجليد لدفن وجنة الشمس
وتغني الأسوار لخطوات السراب أغاني الأشجار القديمة
قد يطرب لميلان الخيزران الخريف
وترتدي القمم على امتداد الصقيع الأنفاس
قد يعطش الغرق لزرقة الماء
ويدعو العطش له بأنفاس سعيدة ناجحة
لكن في الصحراء ثمة افاعي كثيرة تسعى
كان يلزمنا عدم التمادي، التغابي، التجاهل
كل شيء وضع في الطريق سيزول
ولن يمضي أي شيء دون عقاب
بعد أن تطارد الريح النوافذ
عادة يكسر الزجاج
وينجرح الصوت
وينشد الفجر
الوداع " إيكاروس"
كان يجب على الشمس أن تسقط
الأجنحة

من سماء بعيدة شاسعة أفلتت وردة
عطرها أسطورة البحار
رامبو أيضا ..
لم يهجر الشعر دون شفقة وحسب
بل كان نشاطه اللاحق تهكميا!..
انقطع رامبو عن ماضيه كشاعر
تعاطى تجارة السلاح
وكانت أول رصاصة
في قلب الشعر!!!!

في عقل كل نجم آلاف الأسئلة
ولم يحظ رأس سقراط حين عرف نفسه بالأجوبة
والجهل منقوع النوم الحاد في حدقة "الشوكران"
وعبقرية الثلج لم يعد يتسع له ذراع الفضاء

تحت جنح الظلام
أداؤنا متخبط بنبض مستقيم
وجب دفنه
منحتك وسام الممثل الماسي
وأغلقت الصفحة

هي لعبة البحر..
الأزرق يترك
عنف الماء الأبيض
يحطم السفن
عروق الساحل
تعرف أسرار الماء
وعشق الزبد لعلو موج يصفق
لصمت الأعماق
على جرائم البحر