حاءٌ و باء
********************
يَقُولُونَ رِفْقاً بِكلِّ النِّساءِ
كأنَّ القَصَائِدَ محْضُ ادِّعاءْ
ومَا قلتُ إلا كلاماً بحَقٍّ
لأني أنا بَحْرُ سِرِّ النّساءْ
إذا قُلْتُ فيهنَّ شِعْراً فإني
صَدقتُ تماماً وربِّ السَّماءْ
تَقُولُ : نُوَلِّيكَ حَوَّا طَبِيباً ؟
أقولُ : أصَبْتَ فَعِنْدِي الدَّواءْ
وأَعْلَمُ عِلْماً هَدانِيهِ ربِّي
ولَيْسَ غُروراً ولا كِبْرِياءْ
وأمْلكُ مفتاح حواءَ حَاءٌ
وتَفْتَحُ كلّ المغاليقِ باءْ
فأَسْكنُ ما شئتُ مِنها بِعِزٍّ
وأَهْجرُ إنْ دَبَّ فيها الغَباءْ
أنا مَنْ يُشَدُّ الرِّحالُ إليهِ
أنا موْطِن العشْقِ والإِنْتماءْ
وأوْطانُ كلّ العَذارَى وَحُلْمٌ
يُراوِدُهُنَّ صَباحَ مَساءْ
وكم منْ نساءٍ غَرِقْنَ ببحْرِي
فَيَظْلَلْنَ ظَمْأَى بِطَعْمِ الرّوَاءْ
أنا البَحْرُ يحلُو لحوّاءَ مَوْجي
تَهيمُ فترضى لِيَ الإِنْحِناءْ
وتلهثُ بالشّكْرِ في كل حينٍ
لأني فَرَضْتُ عليها الغِناءْ
فتعزفُ لَحْناً شَجِيّاً بصوْتٍ
رقيقٍ وعذْبٍ إلى ما أَشاءْ
لأنّي أنا البَحْرُ مِنْ دونِ غَدْرٍ
أُعَلِّمُ كلّ البِحَارِ الوَفاءْ
فإنْ قُلْتَ رِفْقاً بحوّاءَ فاعْلَمْ
بأنِّي رَفِيقٌ بكلّ النِّساءْ
*******************
بقلمي
أحمـــ الجمل ـــد