مَرارِةُ الحَياةِ
-----------
تَجْتاحُني قَسْوَةُ الرَّحيلِ
فَيَرْفَعُ القَلْبُ راياتِ الاِسْتِسْلامِ
وَيَهْمِسُ العِشْقُ هَمَساتِهِ
دَفْقَ صَبابَةٍ في خاطِرِ الأوْهامِ
جَعَلْتَ واقِعي رَمادَ أَشْواقٍ
نَثَرْتَها حَنايا قَلْبي الحَزينْ
فَكانَ صَمْتي ردًّا
صَرَخَتْ بِهِ العَبَراتُ
أمْسى رَواءً حينَ جَفَّ العَطاءُ
كَيْفَ أنْسى كَلِماتِكَ
وَهيَ رَثاءٌ أَخْرَسَتْ
صَخَبَ الحَنينِ
فَغَفَتِ الأشْواقُ بِحِضْنِ جُرْحي
غَرَّبَتْها الأيَّامُ وَوَأَدَتْ أَحْلامي
قَسْوَةُ السِّنينِ
ضاعَتْ مِنّي الخُطى
بَعْدَ أن كَفَّنَ الوَداعُ لِقاءَنا
بَكَفَنِ الغائِبين
يا عَيْني لا تَذْرِفي الدَّمْعَ
عَلى أطْلالِ حِكايَةٍ
مَطْوِيّةٍ في سِجِلِّ العابِثين
ضُمّي أحاديثَ الهَوى
وَاَقيمي تِذْكارًا عَلى أشْلاءِ عِتابٍ
نَزْفُهُ الأنين
لا تَعْتَبي يا عَيْني
عَلى ما كانَ مِنْ عَبَراتِنا
فَالهَجْرُ وَشْمُ ذَواتِنا
والصَّبْرُ أتْلوهُ حَسْرَةً
فَقَدْ رافَقَتْني مَرارَةُ الحَياةِ
فَرِفْقًا بِقَلْبي أيُّها الغَدْرُ اللَّئيمُ