الجهل و أدب الحديث
الثقة بالنفس تزداد كلما كانت المعرفة قليلة عند الناس، كانت هذه الكلمات نتيجة لبحث قام به عالمان و نشر بحثهما وكتب عنه الكثير "The Dunning Crouger Effect " و الحقيقة أن البحث كان دقيقًا في ما توصل إليه من نتائج، حيث لا تصل الثقة بالنفس عند العالم و المبدع والعبقري أو حتى الحكيم إلى درجة عالية جداً كما هي الحال عند أصحاب المعرفة البسيطة جداً.
أما ملاحظتي على هذا الموضوع محلياً أن لبعض أصحاب المعرفة القليلة ثقة بالنفس تساوي درجة 100% و أحيانًا كثيرة تسمح لهم ثقتهم تلك بأن يظنوا أنفسهم أكثر علماً و معرفة ممن يملكون ناصية علم أو أكثر بل و أكثر وعياً وحكمة من العباقرة والحكماء، هذا ما لمسته من الأحاديث التي سمعتها من بعضهم و لكل منهم أسلوبه المميز الذي لا يخفى على الناس.
بعض من يملكون ثقة عالية بأنفسهم قد توصلهم الثقة إلى الخروج على الأدب واللباقة في الحديث مع من هو أكثر علمًا و معرفةً و دراية في أمر أو أمور علمية و ثقافية، وقد تصل بهم الثقة بالنفس إلى درجة ثقة إبن الخليل بن أحمد الفراهيدي وما قاله في أبيه، هذه الثقة العمياء لا تسمح لأصحابها بأن يتهموا أنفسهم لا سمح الله فيحاولوا أن يفكروا فيما يقرؤون أو يسمعون، أو أن يستفسر أحدهم من غيره ليصل إلى نتيجة حقيقية، والحمد لله أنهم لن يتعلموا أبداً.
باسم سعيد خورما