أفِرُّ إليكَ بثوبي الأخير ِ... وكلِّي رجاءٌ وأنتَ قريب ُ
رَجَعتُ وحبِّي كـَنـَاج ٍ أسير ِ ... وخبأت ُ سِرِّي وجئت ُ أتوب ُ
...
ألا يا ذنوبي اهجريني وروحي
لأنـِّي ضعيف ٌ أمامَك ِ خائن ْ
وزيدي نحيبا ً علينا ونـُوحي
فلسنا سوى منْ تـَشْيه ِ الضغائنْ
...
أفِرُّ إليكَ وزادتْ شُروري ... على كلِّ جُرْف ٍ سحيق ٍ أجوبُ
وفي كلِّ واد ٍ يهيمُ حضوري ... ولكنَّ قلبي بذنبي مَشوبُ
...
تعبتُ منَ الخائنات ِ الليالي
وأثقلت ُ نفسي بما لا تطيق ْ
وأشْفـَقـْتُ حتى تعودُ الخوالي
ولكنْ هَفـَوتُ فتـُهْتُ الطريق ْ
...
إلهي بعفوكَ أنقِذ مصيري ... توالتْ علينا الحِمى والكُروبُ
تولَّى شؤوني واصرفْ غروري ... فإنَّ التي تعترضـْني ذنوبُ
...
عصيتـُكَ دونَ حياء ٍ وجئتُ
إليكَ حَييَّا ًبرأس ٍ ذليل ِ
وعذر ٍ كأنـِّي سُدودا ً مَلئتُ
ففاضتْ شجوني بدَمع ٍ هطيل ِ
...
إلهي أفِرُّ إليكَ وأمري ... جديرٌ بأن ْ يقتضيهِ الهروب ُ
لأنـِّي شربتُ الحياة َ وعُمري ... فـَنيتُ وما للفـَناءِ حبيبُ
...
ألا يا ذنوبي اهجريني وخـَلِّي
جراحا ً تـُحاكي بدمعي ودَمِّي
ومُوتي نـَوىً واتركيني أصَلِّي
لأدعو لإبني وزوجي وأمِّي
...
أفِرُّ إليكَ بثوبي الأخير ِ ... وحيدا ً أتيتُ وتخلو الدروب ُُ
ستفتحُ لي بابَ فضل ٍ وخـَيْر ِ ... إذا كانَ لي منْ دعائي نصيبُ
...
ويستـُرُنا فوقَ أرض ٍ بناها
ويشهدُ فيها الهدى والضـَلالا
ونعصي وكلُّ الأمور ِ يراها
ونحنُ نزيدُ المعاصي جمالا
...
إلهي أعِِنـِّي لِذِكْر ٍ وشُكـْر ِ ... بحسن ِ العبادة ِ ترقى القلوبُ
أعِنـِّي على ضبطِ نفس ٍ بصَبر ِ... واجعلْ حَواسي إليكَ تؤوبُ
...
وقلبي وعيني وأذني كذاك ْ
تخافُ بأنْ يلتقيها حِسابْ
فأوقِدْ يقيني وأسدِلْ هُداكْ
فإنـِّي أريدُ الطريقَ الصوابْ
...
أفرُّ إليكَ بقلب ٍ كسْير ِ ... وإنـِّي عَصَيتـُكَ لكن ْ أتوبُ
وأخشى الكبائرَ بعدَ الصغير ِ ... لأنـَّكَ أنت علينا الرقيب ُ
...
إلهي أدِمْ في حياتي الصلاة ْ
وكلَّ الفرائض ِكلَّ السُنـَنْ
وأحسِنْ ختامي وقبلَ المماتْ
بنيل ِ الشهادَة ِ أزكى المِنـَنْ
...
فإنْ طالَ عمرٌ بذنبٍ كثير ِ ... فإنـَّك دوما ًعلينا حسيبُ
أفِرُّ إليكَ بثوبي الأخير ِ ... فمنْ لي سواكَ إلهي يُجيبُ
جمانه شبانه