أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: منشورات على جدران السفارة الإسرائيلية

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي منشورات على جدران السفارة الإسرائيلية

    منشورات فدائية على جدران السفارة الإسرائيلية .. للشاعر الكبير نزار قبانى

    تقديم/ هشام النجار

    من أهم الأحداث التي وقعت خلال الثورة المصرية المجهوضة ويعد واحدا ً من انجازاتها القليلة .. وإن كان حدثا ً رمزيا ً لكن له دلالات عميقة وله جذور وخلفيات تاريخية محفورة في وجدان الشعب المصري ومنقوشة في ذاكرته تأبى أن تمحى .

    الحدث كان إسقاط وإحراق العلم الإسرائيلي الذي ظل يرفرف في سماء القاهرة منذ عام 1980م إلى اليوم .

    هذا الحدث الرمزي الكبير يدل على أن الشعب المصري لا ينسى أبدا ً جراحاته وشهداءه وتضحياته .. ولا ينسى يوما ً ثاراته.. وأنه لا يقبل أبدا ً إهانته واحتقاره وإذلاله .

    وإذا كان حسنى مبارك ونظامه وحاشيته قد قبلوا ورضوا الذلة والاحتقار والهوان فتلك لأنفسهم .. ولا تنسحب بطبيعة الحال على الشعب المصري الأبي الرافض من الإسكندرية إلى أسوان للتطبيع والتمييع .

    وإذا كان مبارك ومن معه قد نسوا أو تناسوا.. فالشعب المصري أبدا ً لم ينس ولن ينسى المقابر الجماعية لأسرانا.. وكيف كان اليهود يبيعون أعضاء الأسرى المصريين كقطع غيار مثل قطع غيارات السيارات.

    وكيف كان طلبة الطب في جامعات إسرائيل يستخدمون أجساد أسرانا في مختبرات التجارب .

    حدث إسقاط وإحراق العلم

    الإسرائيلي حدث رمزي يدل

    على أن الشعب المصري لا

    ينسى أبدا ً جراحاته وشهداءه

    وتضحياته ولا ينسى يوما ً ثاراته

    في أعقاب اعتداء إسرائيل الغاشم على حدودنا في سيناء واستشهاد ضباطنا وجنودنا .. عم الغضب ربوع مصر وتوافد الرافضون المحتجون على مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة .. مطالبين بطرد السفير هاتفين:

    "لا للمذلة .. لا للعار .. لا للاهانة .. لا للاحتقار ".

    وفى لحظة احتقار للنفس والذات فداء ً للوطن العزيز.. طار أحد طيارينا من الثوار بجناحي العزة والإباء في طلعة جوية أرعبت الصهاينة.. وصعد 17 طابقا ً متسلقا ً الجدران والمواسير.. وصولا ً إلى العلم الإسرائيلي ليهبط به متوجا ًبالظفر.. وليحرق ويمزق وتدوسه الأقدام .

    تنازع البطولة شابان أحدهما يدعى أحمد الشحات .. والآخر يدعى مصطفى كامل.. ورغم التنازع لم يفقد الحدث بريقه.

    فالبطل الحقيقي لموقعة السفارة الإسرائيلية ومن أسقط العلم الإسرائيلي ليس الشحات أو كامل فقط.. إنما المصريون جميعهم .. الرافضون للمذلة والتطبيع .. الغاضبون لمقتل شهدائنا على الحدود.

    لن يقدر اليوم إعلام أو صحيفة على وصف بطل من أبطالنا بالجنون كما كان يحدث بالماضي .. وكما حدث مع

    فالبطل الحقيقي لموقعة السفارة

    الإسرائيلية ومن أسقط العلم

    الإسرائيلي ليس الشحات أو

    كامل فقط.. إنما المصريون

    جميعهم الرافضون للمذلة

    والتطبيع .. الغاضبون

    لمقتل شهدائنا على الحدود.
    سليمان خاطر ومع سعد إدريس حلاوة "أجمل مجنون في مصر" .. الخ .

    وإلا فالشعب المصري كله مجنون بحب وطنه وبالغيرة عليه.. أما المجنون الحقيقي فهو نزيل المستشفى الذي صادق الصهاينة وصار أهم حلفائهم وكنزا استراتيجيا لهم وأمدهم بالطاقة والغاز ومرر جرائمهم .. وجعلنا نتفرج على مذابحهم وانتهاكاتهم لأكثر من ثلاثين عاما ً.. وعلمهم يرفرف فوق رؤوسنا مجبرين .

    اليوم يقيمون جدارا ً عازلا ً آخر ليس على الحدود بيننا وبين إسرائيل .. بل جدارا ً يحيط بالسفارة الإسرائيلية من كل اتجاه.. ليحميها من غضب المصريين .

    تخيلت هنا ثوارنا شباب وفتيات أمام الجدار الجديد يسطرون وينقشون منشوراتهم.. ويكتبون رسائلهم للعدو الإسرائيلي .

    وتذكرت ما سطره الشاعر السوري المعروف نزار قباني في قصيدته "منشورات فدائية على جدران إسرائيل ".

    فلتكن إذا ً معنا بتحديها وشموخها وكبريائها ورفضها الاستسلام للأمر الواقع .. إلى جانب منشوراتنا الفدائية الخاصة على الجدار العازل المقام مؤخرا ً حول السفارة الإسرائيلية .

    لتبقى قصيدة نزار معنا على جدار السفارة الإسرائيلية.. لنقول لإسرائيل من خلالها:

    " يا آل إسرائيل لا يأخذكم الغرور.. عقارب الساعات أن توقفت لأكثر من ثلاثين عاما ً لابد أن تدور" .

    يا آل إسرائيل لا يأخذكم الغرور.

    . عقارب الساعات أن توقفت

    لأكثر من ثلاثين عاما ً لابد أن تدور
    ولنقول لهم:

    إن العرب الذين ظنوا أنهم تحجروا.. تغيروا تغيروا .

    ولنقول:

    سلامكم ممزق .. وبيتكم مطوق .. كبيت أي زانية .

    ولنحذرهم من:

    ثمانين مليونا ً من المصريين خلف الأفق غاضبون .. يا ويلكم من ثأرهم.. يوم من القمقم يطلعون .

    منشورات فدائية على جدران إسرائيل

    للشاعر/ نزار قبانى

    لن تجعلوا من شعبنا

    شعب هنودٍ حمر..

    فنحن باقون هنا..

    في هذه الأرض التي تلبس في معصمها

    إسوارةً من زهر

    فهذه بلادنا..

    فيها وجدنا منذ فجر العمر

    فيها لعبنا،وعشقنا، وكتبنا الشعر

    مشرشون نحن في خلجانها

    مثل حشيش البحر..

    مشرشون نحن في تاريخها

    في خبزها المرقوق، في زيتونها

    في قمحها المصفر

    مشرشون نحن في وجدانها

    باقون في آذارها

    باقون في نيسانها

    باقون كالحفر على صلبانها

    باقون في نبيها الكريم، في قرآنها..

    وفي الوصايا العشر..

    2

    لا تسكروا بالنصر…

    إذا قتلتم خالداً.. فسوف يأتي عمرو

    وإن سحقتم وردةً..

    فسوف يبقى العطر

    3
    المسجد الأقصى شهيدٌ جديد

    نضيفه إلى الحساب العتيق

    وليست النار، وليس الحريق

    سوى قناديلٍ تضيء الطريق

    4

    من قصب الغابات

    نخرج كالجن لكم.. من قصب الغابات

    من رزم البريد، من مقاعد الباصات

    من علب الدخان، من صفائح البنزين، من شواهد الأموات

    من الطباشير، من الألواح، من ضفائر البنات

    من خشب الصلبان، ومن أوعية البخور، من أغطية الصلاة

    من ورق المصحف نأتيكم

    من السطور والآيات…

    فنحن مبثوثون في الريح، وفي الماء، وفي النبات

    ونحن معجونون بالألوان والأصوات..

    لن تفلتوا.. لن تفلتوا..

    فكل بيتٍ فيه بندقيه

    من ضفة النيل إلى الفرات
    5
    لن تستريحوا معنا..

    كل قتيلٍ عندنا

    يموت آلافاً من المرات…

    6
    إنتبهوا.. إنتبهوا…

    أعمدة النور لها أظافر

    وللشبابيك عيونٌ عشر

    والموت في انتظاركم في كل وجهٍ عابرٍ…

    أو لفتةٍ.. أو خصر

    الموت مخبوءٌ لكم.. في مشط كل امرأةٍ..

    وخصلةٍ من شعر..

    7

    يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور

    عقارب الساعات إن توقفت، لا بد أن تدور..

    إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا

    فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور

    والعطش الطويل لا يخيفنا

    فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور

    هزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور

    قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور
    8

    ننصحكم أن تقرأوا ما جاء في الزبور

    ننصحكم أن تحملوا توراتكم

    وتتبعوا نبيكم للطور..

    فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضور

    من باب كل جامعٍ..

    من خلف كل منبرٍ مكسور

    سيخرج الحجاج ذات ليلةٍ.. ويخرج المنصور

    9
    انتظرونا دائماً ..

    في كل ما لا ينتظر

    فنحن في كل المطارات، وفي كل بطاقات السفر

    نطلع في روما، وفي زوريخ، من تحت الحجر

    نطلع من خلف التماثيل وأحواض الزهر..

    رجالنا يأتون دون موعدٍ

    في غضب الرعد، وزخات المطر

    يأتون في عباءة الرسول، أو سيف عمر..

    نساؤنا.. يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر

    يقبرن أطفال فلسطين، بوجدان البشر

    يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر..

    10
    لقد سرقتم وطناً..

    فصفق العالم للمغامرة

    صادرتم الألوف من بيوتنا

    وبعتم الألوف من أطفالنا

    فصفق العالم للسماسرة..

    سرقتم الزيت من الكنائس

    سرقتم المسيح من بيته في الناصرة

    فصفق العالم للمغامرة

    وتنصبون مأتماً..

    إذا خطفنا طائرة

    11

    تذكروا.. تذكروا دائماً

    بأن أمريكا – على شأنها –

    ليست هي الله العزيز القدير

    وأن أمريكا – على بأسها –

    لن تمنع الطيور أن تطير

    قد تقتل الكبير.. بارودةٌ

    صغيرةٌ.. في يد طفلٍ صغير

    13

    ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعام

    لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألف عام

    طويلةٌ معارك التحرير كالصيام

    ونحن باقون على صدوركم..

    كالنقش في الرخام..

    باقون في صوت المزاريب.. وفي أجنحة الحمام

    باقون في ذاكرة الشمس، وفي دفاتر الأيام

    باقون في شيطنة الأولاد.. في خربشة الأقلام

    باقون في الخرائط الملونة

    باقون في شعر امرئ القيس..

    وفي شعر أبي تمام..

    باقون في شفاه من نحبهم

    باقون في مخارج الكلام..

    14

    موعدنا حين يجيء المغيب

    موعدنا القادم في تل أبيب

    "نصرٌ من الله وفتحٌ قريب"

    15

    ليس حزيران سوى يومٍ من الزمان

    وأجمل الورود ما ينبت في حديقة الأحزان..

    16

    للحزن أولادٌ سيكبرون..

    للوجع الطويل أولادٌ سيكبرون

    للأرض، للحارات، للأبواب، أولادٌ سيكبرون

    وهؤلاء كلهم..

    تجمعوا منذ ثلاثين سنه

    في غرف التحقيق، في مراكز البوليس، في السجون

    تجمعوا كالدمع في العيون

    وهؤلاء كلهم..

    في أي.. أي لحظةٍ

    من كل أبواب فلسطين سيدخلون..

    17

    سوف يموت الأعور الدجال

    سوف يموت الأعور الدجال

    ونحن باقون هنا، حدائقا ً، وعطر برتقال

    باقون فيما رسم الله على دفاتر الجبال

    باقون في معاصر الزيت.. وفي الأنوال

    في المد.. في الجزر.. وفي الشروق والزوال

    باقون في مراكب الصيد، وفي الأصداف، والرمال

    باقون في قصائد الحب، وفي قصائد النضال

    باقون في الشعر، وفي الأزجال

    باقون في عطر المناديل..

    في (الدبكة) و (الموال)..

    في القصص الشعبي، والأمثال

    باقون في الكوفية البيضاء، والعقال

    باقون في مروءة الخيل، وفي مروءة الخيال

    باقون في (المهباج) والبن، وفي تحية الرجال للرجال

    باقون في معاطف الجنود، في الجراح، في السعال

    باقون في سنابل القمح، وفي نسائم الشمال

    باقون في الصليب..

    باقون في الهلال..

    في ثورة الطلاب، باقون، وفي معاول العمال

    باقون في خواتم الخطبة، في أسرة الأطفال

    باقون في الدموع..

    باقون في الآمال

    19

    تسعون مليوناً من الأعراب خلف الأفق غاضبون

    يا ويلكم من ثأرهم..

    يوم من القمقم يطلعون..

    20

    ظل الفلسطيني أعواماً على الأبواب..

    يشحذ خبز العدل من موائد الذئاب

    ويشتكي عذابه للخالق التواب

    وعندما.. أخرج من إسطبله حصاناً

    وزيت البارودة الملقاة في السرداب

    أصبح في مقدوره أن يبدأ الحساب..

    21

    نحن الذين نرسم الخريطة

    ونرسم السفوح والهضاب..

    نحن الذين نبدأ المحاكمة

    ونفرض الثواب والعقاب..

    22

    العرب الذين كانوا عندكم مصدري أحلام

    تحولوا بعد حزيران إلى حقلٍ من الألغام

    وانتقلت (هانوي) من مكانها..

    وانتقلت فيتنام..

    23
    حدائق التاريخ دوماً تزهر..

    ففي ذرى الأوراس قد ماج الشقيق الأحمر..

    وفي صحاري ليبيا.. أورق غصنٌ أخضر..

    والعرب الذين قلتم عنهم: تحجروا

    تغيروا..

    تغيروا

    24

    أنا الفلسطيني بعد رحلة الضياع والسراب

    أطلع كالعشب من الخراب

    أضيء كالبرق على وجوهكم

    أهطل كالسحاب

    أطلع كل ليلةٍ..

    من فسحة الدار، ومن مقابض الأبواب

    من ورق التوت، ومن شجيرة اللبلاب

    من بركة الدار، ومن ثرثرة المزراب

    أطلع من صوت أبي..

    من وجه أمي الطيب الجذاب

    أطلع من كل العيون السود والأهداب

    ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحباب

    أفتح باب منزلي.

    أدخله.. من غير أن أنتظر الجواب

    لأنني أنا.. السؤال والجواب
    25
    محاصرون أنتم بالحقد والكراهية

    فمن هنا جيش أبي عبيدةٍ

    ومن هنا معاوية

    سلامكم ممزقٌ..

    وبيتكم مطوقٌ

    كبيت أي زانية..
    26
    نأتي بكوفياتنا البيضاء والسوداء

    نرسم فوق جلدكم إشارة الفداء

    من رحم الأيام نأتي كانبثاق الماء

    من خيمة الذل التي يعلكها الهواء

    من وجع الحسين نأتي.. من أسى فاطمة الزهراء

    من أحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزان كربلاء

    نأتي لكي نصحح التاريخ والأشياء

    ونطمس الحروف..

    في الشوارع العبرية الأسماء

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء غريب صبري مشاهدة المشاركة
    يعجبني جدا أسلوبك في نقل المختارات الشعرية
    متعة الشعر والثقافة معا

    شكرا لك أخي

    بوركت
    شكرا جزيلا سيدتى الكريمة على حضورك العطر وثنائك الراقى ، جعلنا الله دائما عند حسن ظنك بنا وتقبل الله منا ومنكم
    تقبلى خالص التحية والتقدير

المواضيع المتشابهه

  1. كتابات جنود إسرائيليين على جدران بيت السموني بغزة
    بواسطة ناصر البنا في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-02-2009, 05:48 PM
  2. معلقة أولى .. على جدران العروبة : لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-01-2008, 10:02 PM
  3. منشورات فدائية على جدران قاعدة امريكية
    بواسطة محمود شاكر الجبوري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 02-01-2008, 08:50 AM
  4. على جُدْرانِ اللَّيْلِ
    بواسطة مروة دياب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 21-11-2006, 09:59 PM
  5. كتب أنيس منصور لاول مرة على النت ...من جدران المعرفة
    بواسطة بهاء كامل في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-03-2006, 07:36 PM