عَادَ الشّتَاءُ حَبِيبَتِي
فَبِأيّ غَيْمَاتِ الهَوَى
تَتَدَثّرِينْ
عَادَ الشّتَاءُ مُحَمّلًا
فَلِأيّ آيَات النّدَى يَا زَهرَتِي
قَد تَرتَدِينْ
عَادَ الشّتَاءُ وإنّهُ
حَمَل القُلُوبَ تَزَاحُمًا
تَقتَاتُ وَقتَ شَتَاتِهَا
نَبضُ الحَنِينْ
وَمَظَلّتِي غَادَرْتُهَا
أهُنَاكَ يَا بِنْتَ النّوَى
لَكِ غَيرَ شُرْيَانِي وَصَدرِي
تَحتَهُ تَتَراقصِينْ ؟؟
مَا عُدتُ أخشَى فِي الهَوَى
جُرحَ الفُؤادِ وَلَا دُمُوعا للأنِينْ
مَا عُدتُ أخشَى إنّنِي
إسْتَوطَنَ الإحسَاسُ قَبرِي مِن سِنِينْ
مَا عُدتُ أخشَى مَاكِرًأ ..
رَسَمَ السّرَابَ كَأنّهُ
دَربٌ أمِينْ
تَغتَالُني ..
وأنَا المُعَذّبُ فِي الحَيَاةِ أجُوبُهَا
وأدُور في فلك الجوى
هيمان فيها جامح
يَجتَاحُني حُلمُ الليَالِي بَينَ شَكٍّ واليَقِينْ
يَا وَردةً سَرَقَتْ عُقُول النّاظرينْ
وَتَقَلّدت حُلَل الجَمَال بِأسْرِهِ
وَغَدَتْ لَنَا
قَمَراً يُنٍيرُ بِكُلّ حِينْ
قَدْ يُورِدُ الشّطْآنَ قَلبِي سَائلًا
بِاللهِ مَاذَا تَطلُبِينْ ...؟
مَا جِئتُ يَذْبَحُنِي الكَلَامُ بِصَمتِهِ
مَا جِئتُ أغْفُو فَوقَ أشوَاكٍ حَزِينْ
مَا جِئتُ أنْفُخُ فِي تَمَاثِيلِ الهَوَى
مَا جِئتُ تِريَاقًا لِمَا تَتَجَرّعِينْ
وَلَقَد ألِفْتُ العِشقَ حَتّى عَافَنِي
وَبَقيتُ فِي كَنَفِ الحُرُوفِ كَمَا الرّهِينْ
وَقَضيتُ عُمرِي فِي مَدَارَاتِ الجَوَى
كَالجُرْمِ أعْلُقُ أيْنَمَا تَتَنَقّلينْ
الحُبُّ قَد أودَى الفُؤادَ مَتَاهَةً
جَلَب التّعَاسَة مِن بلادِ البَائسينْ
إنّي نُهِيتُ عَنِ المَحَبّة والهَوَى
وَوَعِيتُ تَوّا مَا دَوَاءُ العَاشِقِينْ
تِلك الهَزِيمَة فِي رَحِيلي مَكْسبٌ
وَالقَلبُ عانَقَ جُرحَهُ كَالمُستَكِينْ
تِلكَ التِي رَسَمت بِرُوحِي تَشتَهي
مِن كَفّها خَمر الحَنينْ
لا تَرسُمي ... لا تَنقُشِي
يَا طِفلَتِي
إنّي نَسِيت الوَهْمَ فِي بَلدِ اليَقِينْ
عُودِي كَمَا الظّلُمَات مَوعِدُها فَقَد
غَابَت شُمُوسُ العَاشِقِينْ
حَطّتْ رِحَالِي فِي قِفَارٍ عَامِدَا
وَالقَلب مُلْقى منْ سنينْ