ولي دونكم أهلون

إكراما لذكرى ت .س . أليوت


ما زال منذ البدء تخنقه الحقيقة

شيطانه متيقظ الإغراق حتى في التفاصيل الدقيقة

ما زال يشعر بالتوحش في الغيوم الهاربات إلى الفناء

في كل ما يفترّ من شفة السماء

ما زال يقتله التوحش حتى في التراتيل العتيقة

ما زال يخنقه الزحام

في زحمة الأوراق بعثرها جنون الهاربين إلى الأمام

وظلال أقنعة الوجوه الكاذبات

والعيش في الأرض الموات

والموت في الأرض الشتات

أيار يا أقسى الشهور :-

الخوف في بوح الشرور

والأرض تشربنا كؤوسا من قبور

ذهب الحصاد مع الرياح العاويات

عبرت به كل الجهات

وتبعثر الحلم المعفر في المسافات السحيقة

سرقته أودية الفراغ الجائعات

في ذات يوم كان لي في الأرض متسع

في ذات يوم كنت أحسب أن لي في الأرض متسعا

لكنني في كل يوم حين يحترق النهار

عند الغروب

بعضي يسافر خلف أجنحة الغيوب

بعضي يموت ولا يعود كما الغيوم الهاربات.

قوة الحق لا حق القوة
============

هاجر الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة المنورة هو وصاحبه الصديق سرا
كانا وحيدين في الصحراء
مطاردين من فرسان القبائل
لو أمسكت بهما قريش لفتكت بهما وقتلتهما شر قتلة
وبعد عشر سنين يعود الى مكة فاتحا
قريش لا تقاوم
تستسلم
ماذا تظنون إني فاعل بكم ؟؟؟؟؟
خيرا أخ كريم وابن أخ كريم
يا سبحان الله !!! كيف تبدل الساحر الكاهن - في نظر قريش - الى أخ كريم وابن أخ كريم
هو نفسه الذي كانوا يطاردونه
إرهابيا كان !!!
نبيا أضحى !!!
كاذبا كان !!!
صادقا أمسى!!!
كيف ؟؟؟
ما الذي تبدل
لا شيء سوى عشرة آلاف مقاتل كانوا رهن إشارته

الحق يحتاج الى القوة كما الباطل
لكن قوة الحق تجعله خالدا
وقوة الباطل تسارع في نهايته

شريعة السيف
========

تاريخنا الذي نتغنى به هو في معظمة قائم على حرمة السيف وقدسيته
أراه في مجمله ملكا غضوضا قام على نظرية ( يا مسرور أقطع رأـسه ، يا مسرور أعطه الف درهم )
هناك اضاءات مشرقة ( زمن الخلفاء الراشديين ) (عمر بن عبد العزيز ) ( صلاح الدين) ( السلطان عبد الحميد الثاني )
ولكنها تبقى اضاءات قليلة في تاريخ أمتد الف وخمسمئة عام

المشكلة أننا ورثنا نلك العقلية القائمة على حرمة السيف ؛فكلمة خليفة لم تعد في مرحلة ما تعني خليفة رسول الله بالقدر الذي باتت تعني فيه خليفة الله في أرضه ،رضاه من رضا الله وسخطه من سخطه ، فهو المعطي بلا سبب، والمانع بلا سبب دستوره : السيف والنطع ، وهو غير ملزم بتبرير أفعاله .
للحقيقة والتاريخ أقول : لقد انحرف المسار بعد معركة كربلاء !!! ،الحسين- رضي الله عنه - لم يثر على معاوية أبدا !! ، بل كان يصلي لنصر جيوش الدولة الاسلامية زمن معاوية .
المشكله بدأت بعد الاخذ بمبدأ التوريث ، هذا النظام الذي حكم التاريخ العربي كله منذ ذلك الوقت ،والذي في رأيي مهد لحقبة الاستعمار المعاصر ، ذلك أن العقلية العربية أصبحت جاهزة تماما لتقبل المستعمر ، أو على الاقل لا ترفضه على طريقة اليونان القدماء مثلا

قرأت مرة (للشقيري) مقالا يتحدث فيه عن مقابلته مع( ماوتسي تنج) ,
يقول سألت ماو : علمني كيف أثور على الظلمة
قال ماو : أعلمك وفيكم سيد الثوار ( الحسين ) !!!؟؟
ربما كان ماو يعي تاريخنا أكثر منا
المفارقة أن ثورة الحسين التي كانت ضد مبدأ التوريث أصلا تمخضت عن أشد المبادئ مناداة به
واليوم نرى العقلية العربية تمخضت عن نظام في السياسة عجيب غريب ( الجمهوملكية) نفس نظرية (شريعة السيف )

المفارقة المزعجة هي إنك عندما تتحدث عن تاريخنا بموضوعية تقوم الدنيا ولا تقعد ، ويبدا نهر الاتهامات ،والرجم بالغيب

أنا أرى أننا بحاجة إلى النظر للتاريخ بموضوعية ،بعيدا عن العواطف الجميلة ، أو على الاصح بعيدا عن إسقاط الخيال والأماني على التاريخ ، في محاولة للهروب من واقع حالك
أن الانتقال من مرحلة أزمة الوعي الى مرحلة وعي الأزمة يحتاج إلى اعادة قرأءة التاريخ والواقع المترتب عليه بالضرورة بصورة عقليه محضة والنظر لما يدو ر حولنا لنعرف أين نحن وكيف حصل ذلك وكيف يزول

صداقة

خادعته السنين والأيام
واستبدت برأسه الأوهام

بين قلب مغلف بالأماني
وبيان تخطه الأقلام

لم يكن يدرك الأمور ولكن
بعد جهد أميط عنها اللثام

أسوء الأمر أن تكون شغوفا
بصديق تقوده الأرقام

يأكل اللحم في الغياب ويعوي
بكلام أخف منه الحِمام

قلمي يعيش ممزق الأشلاء
ويموت زهر العشق في صحرائي

وتضيع في بحر الحياة مراكبي
وهويتي في زحمة الأسماء

جمدت دموعي في محاجر مقلتي
فكأنني شيء من الأشياء

وكأنني ما كنت يوما عاشقا
أو كنت طفلا جامح الأهواء

لعبت بي الدنيا فصرت مشتتا
بعضي يخالط بعضه كالماء

فإلى متى أبقى طريدا ضائعا
متقلب الأهواء والآراء

وإلى متى هذا السكون يلفني
وإلى متى أبقى سجين شقائي

ذهب الذين أحبهم وتمزقت
أنوار شمسي وأستبد مسائي

وتصافح الليلان ليل مصيبتي
والآخر المقرون بالجوزاء

مذ دق هذا القلب كانت رحلتي
محفوفة بمخاوف الضعفاء

سأعيش أعتصر العذاب قصيدة
وأصوغها في سورة البؤساء

على أنقاض أضغاث الحياة
وبين الشك والمنتاقضات
تفرّد بالحقيقة لا يبالي
بمن ينساق للمتشابهات
يروغ من الحياة إلى الموات
يروغ من الموات إلى الحياة
فإن يغفو تطارده المعاصي
وإن يصحو تهجد بالسبات

أوغلت في سَفَر الخريف إلى الموات.
ورسمت أقفاصا يكفنها ظلال الذكريات.
هي قرية ، هي غيمة ، ما كان يسكنها سوى ظل يراقب كل صمت الثاكلات.
أمسافر ؟؟ ، لا ، لا ، فأنت الساكن الأبدي في كل الجهات.
أنّى صمتّ فليس إلا بعض غيمات تبعثر، ترسم الأسرار، تمطرها على كل اللغات.
هو ليس جرح يا صديقي.
لكنه شوق الرفات إلى الرفات .
هو ليس إلا بعض نور الشمس غلّفه جنون بارد في غفلة ما كان ربك شاءها ، لكنها – بالعقل – إحدى المعجزات

ياغربة الكلمات في نفسي
كفي الملام وحرقة اليأس

وتوسلي بالشعر علّ به
أمل يقطّر نشوة الأمس

أهدرت قافية السنين ملاحقا وهم السراب
يا أيها الأمل المكفن بالعذاب
ما عاد في الأيام متسع لتعويض الشباب
بقيت لحيظات ويهطل بعدها مطر الغياب

ينمو الموات كمئذنة
والفجر مثل المقصلة
لا شيء إلا دورة الوقت المعربد في الحروف المهملة
وتكسر الأصنام في طاحونة الفكر الطريد
وتراقص الآمال والأحلام في القلب الشهيد
والذكريات
وحروف بعض الأغنيات