ولي دونكم أهلون

يا ليل وجهـك قـد أسـرّ لخاطـري
عن سـر هـذا الصمـت والكتمـان

قد صـرتَ أسـود سرمديـا فاحمـا
لـمّـا شـربـت عـصـارة الأزمـــان

شربت لياليك الأصيل على المدى
حتـى سـكـرتَ بخـمـرة الأحــزان

يا ليل صمت الكون فيـك شريعـة
وشعائـر حُـكِـيـت بـغـيــر لــســان

بـــاح الـنـهـار بـســره لعـيـونـنـا
ولبـسـت أنــت عـبـاءة الكـتـمـان

	من سوف يصرخ في النهاية

الشمس تغرب والشعاع الأحمر المذبوح ينذر بالبوار و بالنهاية
وضجيج أفواج الرعاة الرائحين من الحقول يهز صمت النظرة الخرساء كالزلزال ينعق بالخراب

وقفت وباحت بعد أن صمتت طويلا :
قالت : أحبك هل سمعت ؟؟

الشمس ما زالت تشد رحالها نحو الأفول
قالت : أحبك ، هل سمعت ؟؟

هو جالس ، لا شيء يفعل
عيناه تسترقان ما صنع اللهيب ببعض أعقاب السجائر
شفتاه تعتصر الكلام المر لكنّ الشجاعة تختفي في لحظة النطق الأخيرة

هل تعلمين ؟؟؟

بالأمس جاءوا !!!
قالوا نريدك للمثول أمام حراس الظلام

الشمس ما زالت تهرول للغروب

بقيت لحيظات وينتصر الظلام
ويسود ذاك الصمت في الأفق البعيد


سيزول كل الحب في قبو الشرور مع ارتعاشات الألم

أترى لهذا الحب من أمل بأن لا تفترسه يد المنون؟؟؟
أهو الجنون ؟؟ يحط رحاله في غيهب القلب المدجج بالجراح


سيف من الأقلام سوف يغتال الحقيقة
وعيون خفاش تحدق في ارتعاشات الشفاة
القابضات على الحروف

من سوف يصرخ في النهاية ؟؟
من سوف تهزمه الحقيقة ؟؟


الوقت ؟؟؟ ليس الوقت إلا بعض نملات يقيدها الجدار
وزئير باب جائع في حائط ما عاد يعرف غير أقلام القبور
هي لحظة ، أو حقبة ، لا وقت في قبو السكون
لا وقت تحسبه العقول الشاردات من الذهول

قالت أحبك ؟؟
قالت ، ولكن قبل أن يتسلق النمل الجدار

	ابتسام

الموج يلعب بالسفينة والشراع
والقلب يخبو ثم يعلو في هفوت وارتفاع
والعين تجحظ مثل تمثال تحجر
من إلف عهد باهت الوجه مغبر
والعقل يذهب ثم يأتي مثل أحلام اليتامى
أو كأس خمر حائر بين الندامى
يا هل ترى أهي ابتسام ؟؟
أم أن أحلام الغرام
أسرتك حتى في المنام
أم أنه من ألف عام
ما زلت تذكر بعض أيام الطفولة
لم يمحها رق الكهولة

من أين جئت وخلف كل شراع
أفق تمدد في المدى دون انقطاع
من أين جئت وكل من في الأرض مخنوق الطباع ؟
من أين جئت وكل من في الأرض يأسره التخفي في القناع ؟
يا هل ترى أهي ابتسام ؟؟
أم أن بعض الأمنيات
وخيال بعض الذكريات
وجنون بعض الهلوسات
تحيا كما تحيا الزهور من الموات
وتمر مثل العطر في لحظات

الريح تعبث بالسفينة والشراع
والروح يأكلها التناقض الصراع
والعمر يلهث في المدى دون انقطاع
والزهر يفقد كل أسباب الجمال
والشعر يفقد كل أنواع البلاغة والخيال
يطغى عليه اليأس والدنيا وآهات الجياع
ورماد أحلام السنين الخاويات من الحياة
الناقشات على الجباه
في كل يوم كل قهر كل ذل كل خوف كل آه
لغة التلعثم وارتعاشات الشفاه
سوط التجعد والتعرق في الجباه
موت تخفى في حياة
العقل يغشاه السكون
والقلب يقرع مثل طبل في جنون
والفكر لا يدري بما هو كائن أو لا يكون
القهر شيء لا يفسر
الذل شيء لا يفسر
الخوف شيء لا يفسر
قلب يهرول في أحشاء إنسان تحجر
عقل تكسّر
تعويذة نقشت على الأرواح
قربان هابيل المعفر بالخيانة والجراح
ووريد يحيى المستباح
مهرا لأوطار الرذيلة والسفاح
وقميص عثمان المبلل بالمكائد والسياسة والنواح
وصراخ جيفارا في عالم والدولار والزيف البواح

من أين جئت وقد ضلت سفينتنا وعاندها الشراع
والحلم ضاع
شربته قطعان الرعاع
أكلته آلاف الجياع
خبزا يغمس بالسّكوت المر والتقيا وجمر الانصياع

وتحولت أحلامنا خرزا لتيجان الملوك
لو يسألوك
من انت ؟
من أين جئت يا صعلوك
لو يقتلوك
من انت ؟ من أي غيب جئت يا مملوك
من أي جارية ولدت ومن ابوك ؟

هل تذكرين
أيام أن كنا صغار
أيام كنا زهرة عطرية وحديقة يسخو بها آذار
أيام لم يندس في تقويمنا أيار
في كل عام نحن نجلس في انتظار
ورحى الزمان تدور باستمرار
يا هل ترى هل يختفي أيار
ونعود نجلس في انتظار

ســــــــــــدوم

الأرض ضاقت بالمسيح وبالرسالة
صلبوه أو كادت يد الشيطان تعبث بالعدالة
وسدوم ما زالت تلوّح بالسيوف
من بعد آلاف الدهور
من بعد آلاف العصور
تجتر إنسان الكهوف
وعلى طريقتها تصلي للكسوف وللخسوف
وعلى طريقتها ترحب بالضيوف
وتظن أن الدين في عبث الطلاسم ، والوصايا في تراتيل الدفوف
وتشع بالشهوات والنزوات والوعد المبهرج بالزيوف

فهناك في تلك التلال
بين الهداية والضلال
بين الحقيقة والخيال
بين الإجابة والسؤال
زرعت يد الشيطان مملكة الضلال
سنّت يد الشيطان قانون المحال