أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: ودق السحاب في قصيدة وجع الغياب

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي ودق السحاب في قصيدة وجع الغياب

    قصيدة وجع الغياب للشاعرة الكبيرة ربيحة الرفاعي تواصل رحلة التفوق الشعري الذي بدأته الشاعرة منذ حين وصولا لقمة شعرية لا تكاد تنازعها فيها شاعرة في تاريخ العرب، وفيها سمات تتبلور بصمة شعرية تتطور وتتألق ولكنها لا تتغير ولا تتبدل، وسأقوم في السطور القادمة بعمل قراءة نقدية عامة لإبراز خصائص وسمات هذه القصيدة مظاهر التميز فيها شعرا وفكرا وحرفا وحرفة.

    أولا المعنى:

    فكرة النص:
    تتبلور فكرة النص حول الهاجس الشعوري المتعلق بالانتماء النفسي والعاطفي في علاقة صادقة وغالبة لوطن يسكنها حد العشق وعشق يسكنها حد الوطن، وهي تتقن مجددا هذا التألق الفني في طرح الفكرة بشكل انسيابي ينبثق من حالة التعالق والتطابق بين العلاقة العاطفية باعتبار الوطن حبيبا والحبيب وطنا، وصولا لتحقيق المآل والأرب بالدفع نحو الشموخ والتحدي ودفع العدو وتحرير الوطن.

    العنوان:
    كان اختيار العنوان دالا وكاشفا ومعبرا عن حالة الوجع الذي يسببه غياب الوطن أرضا عن شاعرة تحتل أرضها وتحرم نصيبها من أن تعيش في أحضانه. أما الوجع فهو لأن الغياب إنما هو غياب مادي لا معنوي وبهذا يبقى أثره أقوى وحضوره أشد والحنين إليه أعظم بما يجد الوجع ويجدده. ولعلني وأنا أمدح هذا العنوان الكاشف لأحبذ لو كان العنوان مثلا "في محرابك" للدلالة أيضا على قداسة هذا الوطن في النفس وحالة الوجد والخشوع في حضرة الغياب.

    الموضوع:
    كان طرح موضوع القصيدة ملفتا بألق التسلسل وحالة الاندماج العاطفي وصولا للتماهي المادي والمعنوي بين معنى الحبيب الوطن والوطن الحبيب، وصولا لتلك الخاتمة التي تحمل الإباء والتحدي والرغبة في الانعتاق من كل وجد وألم دون انكسار أو استسلام. ولقد ظل هاجس الوطن في شعر المبدعة الكبيرة ربيحة الرفاعي خطا ثابتا يرصد مواضع الألم ومتحسسا مواضع الأمل ومتسما دوما بالشموخ والإباء والرغبة في رؤية سيف العزة يجتث رقاب الباطل والقهر والتسلط.
    ولذا كان الموضوع حالة متدرجة من التعبير عن مدى التعلق والتشبث بالانتماء ورصد مواطن الوجع والحزن المبرر من حالة الغياب حينا وحالة التسلط حينا والإيغال في البعد كلما لاح منه الشراب حتى لقد يبدو لها سرابا لا يروي وأحلاما يصورها لها مجون حزنها وعظيم عتبها. لكنها رغم كل هذا لا تعلن حالة التمرد والعصيان بل تتوسل هذا الوطن أن يضمها وأن يفتح بابه لمن صلبت نفسها على أعواد الغرام به والحنين له. ثم لا تنفك تعبر عن عتبها ليس بالصخب والغضب بل بالتبتل في محرابه واحتمال قسوته والارتهان لطلابه والتغزل برفعته وهيبة جنابه.
    ثم لا تنفك الشاعرة تتوسل الوطن أن يجود بالسقيا إذ لا سقيا لها غيره ولا يطيب لها إلا ماؤه وزلاله، ولا تريد إلا رضاه وهواه فالدماء مجبولة بترابه والصواب مرتبط بصوابه والانتماء يقودها لتظل في أعقابه راغبة راضية طامعة بالندى ورضاب الرضا. ثم تختم بتذكيره بمجده وقدره بأن يكون في أعلى مكان وأنه يجب أن ينهض ليكون حيث يجب وحيث تحب موضحة أن ذلك لا يكون إلا بسلطان القوة فالحرية لا تمنح بالصوت وبالعويل وإنما تنتزع بالسوط وبالسيف وبالدم.

    ثانيا المبنى:

    الديباجة:
    جاءت الديباجة الشعرية في النص عالية جدا سبكا وربطا وتركيبا وتوظيفا كعادة جل شعر الشاعرة الكبيرة ربيحة الرفاعي، وهي لغة شعرية فخمة وذات أسلوب متين وجزالة واضحة مرتكزا على أصالة الشعر ومحلقا بلغة مواكبة للعصر وبأداء متطور غير جامد يتمثل في صور أدبية خلابة جلها من الأبكار وألفاظا غير معجمية ولا متقعرة لكنها غير بسيطة أو سطحية، ووحدة موضوع مقنعة وممتعة، ورشاقة في الطرح فلا تكاد تجد ترهلا في أي بيت أو أي معنى، يزين كل هذا حالة موسيقية ذات جرس جميل ودقيق ومحسنات بديعية متوازنة ومتزامنة.

    الجرس والموسيقى:
    جاءت القصيدة على بحر الكامل الذي يتميز بأن وزنه قابل للجروس الهادئة الرقيقة والجروس الصاخبة الثائرة، وهذا اختيار موفق مكن الشاعرة من أن ترق حد الندى في مواضع الرقة وأن تصخب حد الثورة والسيف في مواضع الإباء، وجاء هذا كله بتناسق مشهود وبراعة غير متكلفة في التعامل الفني في التوزيع الجرسي داخليا وخارجيا مع وجود حالة التماوج الموسيقي وتحاشي الرتابة بما زان التلقي الموسيقي للقصيدة خصوصا بوجود تلك المحسنات من جناس وطباق وسجع وتورية ومراعاة النظير وحسن التقسيم البادي للنفس والمبدي الجمال للحس.
    أما القافية فجاءت قافية مقيدة ومؤسسة فزادت المتعة بوجود ألف التأسيس التي تمنح الحس انطلاقا للأعلى ثم تتبع بالروي الأساسي بباء مكسورة وتقفل بكلف ساكنة. ولعل المتأمل يرى مدى روعة الاختيار وتوفيق التوظيف بين تلك الألف التي تمنح الحس انطلاقا للأعلى كما ذكرت وبين الباء التي خفضت بالكسرة لتنزل به خفضا بعد رفع ثم تلك الكاف الساكنة التي كأنها تجمع المتناقضين في كظم وصمت، ولا يفوت أيضا توضيح طبيعة مخرج الحرف في القافية باعتبار الألف هنا جوفية تنطلق من أعماق النفس والباء شفوية تكتم تلك ثم تأتي الكاف الساكنة لتكظم كل هذا في صمت موجع ووجع أكيد.

    الصورة والخيال:
    تميزت القصيدة بحالة التوازن المقصود بين التصريح والتلميح ، ووسطية طرح الصورة بما لا يطغى على المعنى بل يخدمه ، وتأتي الصورة عند الشاعرة غير متكلفة وغير مقحمة بل في سياق هادف وفي إطار صورة كلية يرسمها الخيال الخصب والأسلوب الذكي في التعبير عن المعاني بما يمثل حالة فطرية أو لنقل تلقائية من التأطير للصورة كي تكون ذات وقع مؤثر ومعبر في نفس القارئ، وتتفاوت الصور بين تقليدية وحديثة وبين مطروقة وبكر ولكن يميز هذا كله حسن التوظيف والرصد الذي يجعل من الصورة حالة ملفتة في شرح المعنى وأثرا قويا في نفس المتلقي.

    السبك والتركيب:
    لعل هذا من أهم ما يميز قصيد الشاعرة إذ إنها تلقي بالا للسبك والتركيب بشكل كبير منطلقة من مفهوم أن الشعر بيان وأن البيان بلاغة والسبك والتركيب هما أهم عناصر البلاغة فتعتمد التكثيف في الطرح عموما وإن أسهبت في بعض مواضع فلتحقيق غايات تراها مهمة. ولعله يبدو جليا في توظيفها لعناصر التقديم والتأخير بشكل ذكي، والتورية والازدواج ومراعاة النظير وكذا الالتفات وحسن التقسيم. ولعل أجمل ما يتميز به التركيب عند الشاعرة هو حرصها على دقة توظيف المفردات بشكل رائع بما يخدم المبنى والمعنى بشكل باهر.

    البديع والمحسنات:
    وإنني أجد في هذا النص وفي جل نصوص الشاعرة ربيحة الرفاعي أن عنصر البديع والمحسنات يحظى برعاية كبيرة فتساق المعاني والتراكيب في ثوب البديع الجميل والذي اسلفت بالإشارة إليه من حسن التقسيم والالتفات وكذا الجناس والطباق والمقابلة، والتورية التي تمثل عند الشاعرة إبداعا لا يشابهها به بزعمي أحد حيث تجعل من التورية العامة ما يدهش الذائقة بقدر قدرتها المتقنة على التورية الخاصة والتي تمارسها ضمن إطار التورية العامة للنص. ولا تكتفي الشاعرة بكل هذا بل تضيف لنصها هذا ولنصوصها عموما لمسة فنية بمراعاة مخارج الحروف وأثرها في تأكيد وتأصيل المشاعر بين الرخاوة والشدة والهمس والجهر وغير ذلك مما يضيف الكثير للنص. هذا وتوظف الشاعرة الكنايات والاستعارات بشكل مميز محترف وبذكاء أدبي بارز.


    ثالثا الشرح والنقد:

    مُضْنًى أَتَاكَ فَضُمَّهُ لإهَابِكْ = وَارْحَمْ أَسِيِرَ السُّهْدِ مِنْ إِرهَابِكْ
    مطلع مدهش بقوة تأثيره وتعبيره عن الحالة الشعورية وبتصريع ملفت خصوصا في التشابه الظاهر بين حروف المفردات في العروضة وفي الضرب. وإن التقديم والتأخير في "مضنى أتاك" تمنح النص قوة تأثير عجيبة بلفت النظر لأهمية المضنى في المعادلة فليس المجيء هو الأساس هنا بل من جاء وهو قد جاء وقد أنهكه الضنى شوقا ووجدا، وما أتى لأنه مضنى وإنما أتى لأنه يقبل على ملجأ مشاعره ويطلب منه أن يضمه إلى إهابه. وفعل الضم هنا يثير في النفس مشاعر متباينة من الرفق والرهبة والحنين ذلك أن الضم يختلف عن العناق الذي يكون عادة بين ندّين عملا تفاعليا تشاركيا، ولكن الضم أمر مختلف يكون أجمل ما يكون من الأم حين تضم إليها وليدها لا تنتظر منه مشاركة ولا ينتظر منها إلا السكينة والطمأنينة، وحين يكون الضم للإهاب يرسخ في النفس معنى السكينة والاحتضان الأمومي الصادق الذي لا مقابل له ولا زيف فيه، وهو يعبر عن مدى الالتصاق والانتماء للأصل تماما كما يلتصق الطفل بأمه ويلين قلبه ونفسه إلى ملامسة إهابها وسماع نبضات قلبها.
    وفي العجز يكتمل المعنى ويفسر المشهد بوجود حالة من الوجع والسهد تتوسل الرحمة وتشتكي الإرهاب الذي يحدثه في نفسها، وبتقديم الضنى وطلب الضم إلى الإهاب يكون حسن الطلب للرحمة من الإرهاب الذي قد يكون ماديا أو معنويا نفسيا أو جسديا فهذا ليس مهما بقدر أهمية الرغبة في الضم انتماء وطلبا للسكن وللسكينة.
    ولعل حسن التقسيم باد هنا بشكل ملحوظ ومؤثر في قول الشاعرة مضنى أتاك فهنا يكون الوقوف مؤثرا والمعنى كافيا ليحضر نفس المتلقي لما بعده والذي جاء رقيقا بحزن عميق ووجد شفيف مؤطرا للجانب الحسي والشعوري في النص. وإن في حرف الهاء الذي يخرج من أعماق النفس وتكراره في البيت أربعة مرات موزعة بين الصدر والعجز، واستخدام الضاد التي تتميز بالانتشار بدون شدة هو مما يدل على عبقرية الأداء الشعري هنا.

    وَبِدَمْعِهِ اغْسِلْ مُقلَتَيْكَ تَرَقُقًا = وَامْسَحْ غُبَارَ الحُزْنِ عَنْ أَهْدَابِكْ
    وبهذا يتضح أن الأمر ليس طلبا للأخذ بل هو في أساسه طلبا للمنح والعطاء بل والفداء بأن يكون دمع عينيها فداء لدمع عينيه يغسل به مقلتيه وأحزانه برقة ورفق ويمسح بهما ما علق على أهدابه من غبار حزن وكدر حياة. إنها إذن حالة من الانصهار يصبح فيها العطاء أخذا والأخذ عطاء، وتتشارك فيها الأرواح وتتشابك المشاعر فلا يكاد يعرف دمع من دمع ولا حزن من حزن.

    مَا انْفَكَّ يَجْثُو فِي رِحَابِكَ نَبْضُهُ = فَأْذَنْ لِمَصْلُوبِ الغَرَامِ بِبَابِكْ
    وهنا يكون تأكيد جديد على هذا المعنى من حميمية العلاقة وتوحد الذات فالنبض يجثو في الرحاب لا ذلّة بل حنوا وطاعة، والغرام يصلب المشاعر ويطلب الإذن للدخول ليس عقوبة وإنما مثوبة ورغبة في أن يكون كل وجع طارئ سببا لقرب والتصاق وتذلل انعتاق من حالة الوجد والصد إلى حالة القرب والسعد.
    والصورة البيانية هنا رائعة من نبض يجثو في الرحاب بدلالة النبض على الحياة من جهة وعلى القلب والهوى من جهة، ودلالة الجثو على مدى التمسك والتنسك في العلاقة. والصورة البيانية في العجز تظهر ببراعة الحالة الشعورية في مصلوب الغرام الذي يشتكي وهو يجثو ويطلب الإذن مقبلا آملا بالقرب وبالوصل إذ لا سكن ولا سكينة إلا خلف هذا الباب الذي ما كان يصح أن يغلق يوما.

    كَيْ يَكْتُبَ السَّطْرَ الأَعَزَّ قَصِيدَةً = تَشْدُو بِهَا الأَروَاحُ فِي مِحْرَابِكْ
    وتتواصل حالة الانهمار الشعوري بمزيد من العطاء والشرح بأن ما كان كل ذاك إلا ليقوم على رضاك وتأكيد حالة التعلق بك حد العبودية بكتابة تراتيل تشدو بها الأرواح في محرابك.
    إذن قد كان تعليل الأمر هو كتابة القصيدة الأعز لتكون ترتيل الأرواح في المحراب، وشخصيا كنت أفضل لو كان الحرف بدل السطر لتأكيد أهمية كل حرف في تلك القصيدة الأعز، ولكني هنا أمدح جدا توظيف مفردة المحراب تأطيرا للمعنى وتحضيرا للوصول إلى معنى الوطن ومحراب القدس.

    لَا تَنْأَ عَنْ قَلْبٍ بِحُبِّكَ هَائِمٍ = يَشْتَاقُ مِنْ وَجْدٍ لِمُرِّ عِتَابِكْ
    تبتل شعوري وعاطفي مؤثر للتأكيد على مدى التعلق وقوة الانتماء حتى وإن كان على حساب العتاب المر، وهنا تبدأ الشاعرة في إظهار ما يجول بخاطرها من حزن مرير ووجد شفيف لا يمثل عندها أولوية ولكنه في نفس الوقت يؤثر فيها وتأمل في أن يمسح على قلبها ويتوقف عن حالة النأي عن قلب هائم بحبه مشتاق له رغم الوجد ومر العتاب.

    سَكَنَتْ جُفُونَ عُيُونِ فَجْرِكَ حَسْرَةً = عَينَاهُ، تَرنُو لانغِرَاسِ حِرَابِكْ
    واستمرارا لسياق صاخب وتحول هادئ تبدأ الشاعرة في كشف ما يوجع قلبها والحسرة التي تعتمل في نفسها من عنت هذا الحب وهذا التعلق حتى لتشعر بأنه غرم لا غرام، وتنتظر بتلك الحسرة انغراس الحراب في مشاعرها.
    ولعل من حسن التقسيم هذا التوزيع الجرسي الجميل بالسجع المتتالي وتعلق المفردة بالمفردة في الصدر بما يصخب بالجرس بعد هدأة ويحرك الحرف مهتزا بقوة مشاعرها المتألمة وشكواها المتوجعة. وجميل أيضا هذا التوظيف المميز للفعل يرنو وعلاقته بالعين من جهة وبالتوقع الراضي ولو بمضاضة من جهة أخرى.

    وَأَتَتْ عَلَى جَدْبٍ تُرَاوِغُ حُزْنَهَا = بِمُجُونِ أَحْلَامٍ بِرَيِّ سَرَابِكْ
    وتواصل الشاعرة مرافعتها الكاشفة لمدى حزنها وأسفها لتقرع نفسها قبل أن تقرعه بأنها إنما تراوغ حزنها بأحلام واهمة بطلب الشراب من السراب وفي هذا ما يحمل من معنى اليأس والقنوط من الحصول على ما يروي الجدب الذي أصاب روحها. ولعلني هنا رأيت لو استخدمت الشاعرة الجنون بدل المجون لكان أدق توظيفا وأفضل للمعنى المقصود.

    يَا سَيِّدَ الدُّنْيَا قَد استَعَرَ الرَّجَا= فِي الشَّعبِ مَنثُورًا رَهِينَ طِلابِكْ
    كَالمَاسِ رَصَّعَ جَبْهَةَ المَجْدِ النَّدَى= لَمَّا الحَيَا أَنْدَى جَبِينَ جَنَابِكْ

    وبذكاء كبير تنتبه الشاعرة إلى أنها ربما أثقلت في العتاب الذي أتت به بعد مقدمة من التبتل والتوسل والتودد لتعدل عن قسوة الاتهام إلى رقة التودد بالـكيد على مكانته في نفسها وبأنه المقصود والمرجو في كل النفوس. وهنا أيضا توظف الشاعرة لفظة الشعب توظيفا مزدوجا بالتأكيد على مكانة هذا السيد في نفوس الجميع من جهة وتوجيها للمعنى نحو معنى الوطن باعتبار الشعب دليلا عليه. وفي البيت التالي تذكير بمجده وقدره وإمعان في التغزل به مع ملاحظة مراعاة توظيف الشاعرة الدقيق للحرف وهنا كان حرف الجيم بكل ما يحمل من سمات وخصائص هو ما تكرر في البيت بشكل ملفت وجميل.

    وَاصِلْ جَفَاءَكَ لَنْ تُخَذِّلَ عَزْمَهُ = مَهْمَا صَفَعْتَ رَبِيعَهُ بِيَبَابِكْ
    وتواصل الشاعرة حالة الذكاء الأنثوي لتعود بعد حالة المدح والتودد العارضة إلى مواصلة البوح الذاتي بالعتاب والشكوى بفعل أمر لا يراد إلا عكسه وحالة تحدّ لا يراد منها إلا الخير والنهي عن كل ما يسبب هذا التخذيل. هو إذن بيت يحمل القسوة والحدة وأجمل ما فيه الصورة البيانية المدهشة في العجز باليباب يصفع الربيع.

    فَأَرِحْ بِوُدِّكَ وَانْشَرِحْ وَاهْنَأْ بِهِ= وَأَتِحْ لِرَوْحِ الدَّوْحِ لَفَّ شِعَابِكْ
    تربط الشاعرة الانشراح والهناء بإراحة الحبيب بالود كي يكون قادرا على العطاء بدون مرارة، وتجد في إتاحة المجال للروح حالة من التعلق ودوح مشاعر وشعابا من شهد ونهر، جاء هذا كله في بيت حافل بالمحسنات من سجع وجناس ومقابلة وحسن تقسيم وتوزيع جرسي باهر. ولعل تكرار حرف الحاء هنا بما يحمل من حنو ورقة ما ناسب مقام الرقة بعد القسوة.

    أَوْ بُزَّ طَيْفَكَ مِنْ جُيُوبِ هُيَامِهِ = وَأَزِحْ أَسِنَّةَ بَزِّهِ بِغِلَابِكْ
    وَاسْتَحْيِهِ وَارْفَعْهُ مِنْ لَأْوَائِهِ= وَاجْبُرْ كَسِيرَ صَوَابِهِ بِصَوَابِكْ

    هو استمرار للشكوى وإن بدأت النبرة تتلطف والاسترضاء يزيد فالشكوى هنا من مدى التعلق والعشق، وهذا الطيف الساكن في الجيوب والصدور، وهذا الطلب الرقيق لجبر الكسر ومرجعية الصواب للصواب، والتشكي من لأواء الحزن دون اتهام.

    وَافْرِشْ إِلَيْكَ الدَّرْبَ مِنْ إِصْرَارِهِ =فَدِمَاؤُهُ مَجْبُولَةٌ بِتُرَابِكْ
    بيت جميل التركيب والصورة وفيه ما يحمل معنى الانتماء عمقا باختلاط الدم بالتراب وإظهار الحاجة للوصول لكن بشرط أن يفرش هو الدرب وهذا أمر قد يستغرب ولكن يمكن تفهّمه في ظرف التلميح للحالة المؤسفة التي تصيب الوطن والذي لولا شدة التعلق والانتماء لانقلبت عنه النفس عازفة آسفة.

    وَأَعِذْهُ مِنْ رَمَضِ الشَّتَاتِ وَلُمَّهُ = وَاضْرِبْ مَدَى خَيْبَاتِهِ بِشِهَابِكْ
    الحديث عن الشتات في الواقع الفلسطيني هو حديث ذو شجون، وهنا كانت الشاعرة مبدعة في طرحه بشكل ملتصق بالروح وكأنه التيه الذي يحتاج المرء من يعيده منه، واللم هنا جاء بعد طلب الضم في البداية لأنه أوثق لمعنى الشتات كما كان الضم هناك أوثق لمعنى الحنين، وهذا مما يمثل دقة التوظيف وفقه اللغة عند الشاعرة.

    وَبِهِ غِمَارَ المَوْتِ خُضْ لا تَنثَنِي = مُتَوَثِّبًا سَتَجِدْهُ فِي أَعقَابِكْ
    بيت يؤكد على الالتزام والفداء بلا قيد ولا شرط فلو خاض الوطن البحر سيجدها في الأعقاب ولو خاض غمار الموت فسيجدها تسبقه وتفتديه، والشرطية هنا كانت رائعة من حيث التأكيد على هذا الوفاء والالتزام وكذا الربط القوي بين هذا الارتباط العضوي النفسي والذي لا يمنع من الاتباع ما قد يكلف من عنت.

    مِنْ أَيْنَ بِالسُّقيَا لِعُمْرٍ أَمْحَلَتْ = سَاعَاتُهُ فِي لَسعِ كَيِّ غِيَابِكْ
    وَعَلَى خُدُودِ الوَردِ أَنْدَى شَوْقُهُ= دَمْعًا يَئِنُّ، فَجُدْ بِشَهْدِ رِضَابِكْ

    ما أرق هذا التبتل والتوسل طلبا للقرب وللرضا سقيا عمر أمحلت ساعاته التي تبدو أعواما في حالة الغياب ولسع الكي بالفراق. من أين لي بسقيا لعمر تعلق بك وصار لك إن لم تغدق عليه بهذه السقيا التي لا يرتوي من سواها وإن بذلت له أنهار الكون كله؟ أي رقة وأي تبتل جميل!
    ثم هل أجمل من الرضاب سقيا لظمأ حبيب؟؟ وهل أرق من الورد رسول شوق وود؟؟ وهل أشد ألما على نفس الحبيب من دمع الحبيب؟؟ كل هذا جاء في بيت واحد مؤثر ومعبر.

    ذَبُلَتْ قُلُوبُ الصَّبرِ أَيْبَسَهَا الأَسَى= تَتَوَسَّل الأيَّامَ وَدْقَ سَحَابِكْ
    يَا دُرَّةَ الأَوْطَانِ فَاسْقِ عِطَاشَهَا = حَانَ القِصاصُ فَجُدْ بِضَمِّ غِضَابِكْ

    لا يزال الحديث عن ظمأ النفس إلى الوطن والتمتع بظلاله وأنهاره والتقلب في أحضانه سكنا وسكينة، والتوسل لودق سحابه وطلب السقيا وصولا لبداية التحول في المعنى نحو وسائل تحقيق هذه السقيا من خلال القصاص من خلال فرسان الغضب الذين يقومون للنصرة بعزة وأنفة.

    وَأَنِخْ لَهُمْ نُوقَ الِإبَاءِ لِيَسْحَقُوُا = رَأْسَ الرُّكُونِ لحَالِهِمْ بِكِعَابِكْ
    وَاصْدَحْ بِصَوْتِ الحَقِّ يَرْأَبُ صَدْعَهَا = مَغْزُولَةُ الحَسَرَاتِ قَيْدَ عَذَابِكْ

    أنخ لهم نوق الإباء .. طلب مستحق فلا معركة ولا إباء بدون ركوبة وحمولة تمنح كل أبي وسائل تفعيل هذا الإباء من خلال توفير العدة والعتاد، ومن خلال نشر روح المقاومة والجهاد لسحق رأس الركون لحالهم. ولعل في هذا الطرح الفكري ما يستوقف طويلا ذلك أن عدو الأمة الأول هو الأمة نفسها بركونها وتعللها بالعجز وميلها للدعة، وإنها لو تركت الركون والدعة ولم تنشغل بالتبرير والتنظير وعمدت إلى الاشتغال بما يحقق الأرب وبما يحشد القوة ويرهب عدو الله وعدوهم لما تمكن عدو غاصب من وطن ولا تولى فاسد أشر أمر الأمة. هو إذن تشخيص دقيق وعميق وواع والعلاج يكون بالانتصار بكل أبي حر صادق وبتوفير العدة والعتاد وانتهاج سبيل المقاومة والجهد والجهاد. كل هذا يكون بصوت حق وسوط عزة وإباء، وعودة للحكم العادل في كل الخلافات كي يمكن رأب الصدع وهل من قضية يمكن أن يرأب صدع الأمة مثل قضية الوطن الحبيب فلسطين؟؟ بل هل ثمة وطن يحتاج رأب الصدع أكثر من فلسطين؟؟

    يَا أُمَّةَ المِلْيَارِ هُبِّي وَاضْرِبِي= وَلْيَشْهَدِ التَّارِيخُ مَجْدَ رِكَابِكْ
    إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وهنا تطالب الشاعرة أمة المليار بما يعني من توجه نحو الأمة الإسلامية وتذكيرها بمجدها وبهيبتها التي أدانت لها الكون حين كانت تحب صهوات الجياد وخوذات الحرب إباء وعزة وليس اعتداء ولا افتراء.

    وَاسْتَحضِرِي دُنيَا الشَّهَادَةِ وَانْهَضِي = ثُمَّ انْفُضِي عَنْ تِبرِ ذِكْرِكِ مَا بِكْ
    وهنا تكمل الشاعرة المعنى والتوجه الإسلامي بالتذكير بالشهادة وفضلها وبإحدى الحسنيين، وتطلب منها النهوض باعتزاز ونفض غبار التقاعس الذي أصاب تبر ذكرها ومجدها فهي التي يجب أن تحاسب وتسأل عما أصابها وعليها أن تتوقف عن لوم الآخر المعادي فلولا تقاعسها ولولا ما بها من وهن وخذلان لما تجرأ عليها كل وضيع ولئيم.
    ولا يفوتني هنا في غمرة التقلب في هذه المعاني وهذا الأداء الفكري الدقيق أن أشيد بالأداء اللغوي والأدبي الباهر من خلال التوزيع الجرسي الجميل هنا ومن خلال الجناس بين انهضي وانفضي.

    مَنْ لِلإِبَاءِ وَقَدْ تَجَرَّاَ كَلْبُهُمْ=فَفَرَى لُيٌوثَكِ بَعْدَ عَقْرِ كِلَابِكْ
    هي دعوة صارخة تنادي كل أبي للتصدي وقد سامت كلابهم ليوث أمتنا وعقرت كلابها العهد وخانت الأمانة وباعت الولاء والانتماء بأبخس الأثمان. وهل تحلو حياة تتجرأ فيها الكلاب على الأسود وتسود الكلاب على الأحرار من أبناء الأمة؟؟

    لَا صَوتَ حِينَ السَّوطُ يَفرِضُ صَمتَهُ = فَخُذِي رِقَابَهُمُ بِسَيفِ عِقَابِكْ
    خاتمة لا أجمل بما حمل هذا البيت من تلخيص مهم وحل واضح ومختصر بأن يكون سيف العقاب موجها لكلابهم وكلابنا سواء بسواء، وأن يكون الصوت للسوط ليفرض صمت الهيبة والرهبة في كل نابح وكل ضابح.
    الجناس الرائع بين الصوت والسوط خصوصا فيما يتعلق بتقارب المخارج والذي لو أهمل المرء في ذلك لخرجا متشابهين، وكذا مدى الاحتدام الشعوري في البيت كخاتمة قوية لقصيدة رائعة.

    الخاتمة:
    هي قصيدة موفقة في المبنى والمعنى وكان التوظيف اللغوي والبلاغي للمفردات عاليا جدا والسبك والتركيب قويين ومتينين، والجرس متماوجا وفق الحالة الشعورية المصاحبة، وكان هناك التورية العامة بخطاب الوطن في شخص الحبيب والتغزل به في هذا السياق ثم كان هناك حالة من الانسيابية والاتساق في الطرح وانتقال متسلسل بين الأبيات والمعاني في وحدة موضوعية مميزة وطرح فكري عميق في ثوب شعوري صادق وقوي فجاءت هذه الخريدة الشعرية إضافة مهمة لديوان العرب من شاعرة لها القامة الأعلى بين شواعرهم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    قراءة تحليليّة ونقديّة رائعة في غوصها العميق بين معاني ومباني الأبيات؛ مظهرة التّميّز والدّقة في السّبك، وملبسة إيّاها حلّة مزدانة بلآلئ الشّرح
    قرأت وأبدعت أخي الشّاعر النّاقد الدّكتور سمير لدرّة من درر شاعرتنا المميّزة الأخت ربيحة
    بوركتما
    تقديري وتحيّتي

  3. #3
    الصورة الرمزية لحسن عسيلة شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 1,324
    المواضيع : 38
    الردود : 1324
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    تحية تقدير واحترام للناقد والمنقود والمنقود لها ،
    استجممت في هذه الخمائل المزركشة بألوان الكلام والمعطرة بمسك البيان ،
    وتهيبت قبلُ استكشافَ أقاصي هذه الخمائل لقلة زادي وضآلة عدتي وعتادي ،
    واليوم أزعم أني جبت الرياض طولا وعرضا من أقصاها إلى أقصاها تذوقا واستمتاعا وتعمقا وإيغالا بفضل الله ثم بفضل مرشد ماهر وهاد مُهتد ودليل عارف وحاذق يدعى الدكتور سمير العمري ،
    الشكر موصول للأخت الحبيبة الأميرة الطيبة الشاعرة والأديبة ربيحة الرفاعي
    والشكر موصول للأخ الحبيب الامير الطيب صاحب الهطل الصيب الأديب والشاعر والمفكر مبخوس الحقوق لدى أمته السيد سمير العمري
    والشكر موصول للحرف البهي والفكر النقي اللذان يتمتع بهما كل من الناقد الشارح والأديبة الشاعرة ،
    تقبلا تحيتي وتقديري ومودتي وامتناني
    حزين وحادي الأمة اليوم فرقة
    وجهل ٌوخِــــــذلانٌ وحبُّ قِيانِ
    التعديل الأخير تم بواسطة لحسن عسيلة ; 15-06-2014 الساعة 11:25 PM

  4. #4
    الصورة الرمزية أحمد رامي مسؤول عام المدرسة الأدبية
    عضو اللجنة الإدارية
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الدولة : بين أفنان الشعر
    المشاركات : 6,190
    المواضيع : 45
    الردود : 6190
    المعدل اليومي : 1.31

    افتراضي

    بعت نومي بمتابعتها ,
    لله درك فقد وصلت بعيدا في تحليلك للنص و سبرت غورا لم يكن ليصله أحد ,
    و فرشت لنا مائدة من أطايب الكلم حول النص ..
    و وجدتك استثرت حيث الإثارة و فترت عند فتور النص نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دراسة قيمة وبحث مهم .

    تقديري و امتناني .
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

  5. #5
    الصورة الرمزية الدكتور ضياء الدين الجماس أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    الدولة : المملكة السعودية
    المشاركات : 4,657
    المواضيع : 382
    الردود : 4657
    المعدل اليومي : 1.21

    افتراضي

    فرصة ممتعة لسبر طريقة تفكير الأدباء وتحليلهم
    قصيدة رائعة تستحق الوقوف عليها لسمة الهدف النبيل.
    بوركتم جميعاً
    واتقوا الله ويعلمكم الله

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    لا أعظم ولا أكرم للشاعر من قراءة في انثيالات حرفه تصل لأعمق أعماقه، وتكشف ما وراء المعلن والمضمر من قوله، بحرفية ناقد وروح شاعر وذكاء متلق يفهم ما يقرأ ويعرف كيف يرى جماله ويضفي عليه بفكره وتفاعله جمالا أكبر

    كنت هنا ورأيت هذا الكنز النقدي الكبير ينفتح ملقيا جواهره تزين حرفي، غير أني أعجزني الردّ أمام هذه النقد التحليلي السامق يمسك تفاصيل القصيدة، متأملا مبينا ما فيها وما عليها، فأجدني بنصي بين يديه تلميذة تعاود قراءة ورقة الإجابة لتتعلم من حيث أصابت وحيث أخطأت
    وحسب حرفي أن يشهد له أمير الشعر ليزهو ويعتد

    شكرا لك بحجم روعتك أميرنا
    لا حرمك البهاء

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 382
    المواضيع : 55
    الردود : 382
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    أجمل ما في النقد أن يتناوله أهل الوجد والحس المرهف , وقد كنت هنا ناقدا بصيرا وشاعرا جميلا .
    وشكرا كل الشكر لشاعرتنا المجيدة الأستاذة ربيحة الرفاعي

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    قراءة تحليليّة ونقديّة رائعة في غوصها العميق بين معاني ومباني الأبيات؛ مظهرة التّميّز والدّقة في السّبك، وملبسة إيّاها حلّة مزدانة بلآلئ الشّرح
    قرأت وأبدعت أخي الشّاعر النّاقد الدّكتور سمير لدرّة من درر شاعرتنا المميّزة الأخت ربيحة
    بوركتما
    تقديري وتحيّتي
    بارك الله بك أختي الكريمة والأديبة الملهمة وشكر الله لك هذا الرد الكريم!

    دام دفعك!

    ودمت بخير ورضا!

    تقديري

  9. #9
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    قراءة يجب تدريسها لطلاب النقد لروعة الغوص في أعماق النص وبراعة التحليل التي لا تتاح لناقد عادي
    سأطيل جلستي في هذا الإبداع النقدي
    وسأعود إليها مرات ومرات لأتعلم فن القراءة وفهم المقروء

    شكرا لك أميرنا

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.01

    افتراضي

    لا أعلم الروعة في القصيدة أم في القراءة النقدية
    عمالقة يبهرونا دوما فلا يسعنا الا النهم من بحر المعرفة والإبداع
    جمال على جمال
    دمتما بكل الروعة
    تقديري وكل المودةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. وَجَعُ الغِيَاب
    بواسطة ربيحة الرفاعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 61
    آخر مشاركة: 25-11-2021, 11:10 AM
  2. لَوْ كَانَ عَرْشُكَ فِيْ السَّحَابْ
    بواسطة عبده فايز الزبيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 11-09-2016, 11:18 PM
  3. وجعُ الغياب !!!
    بواسطة وهب الله سالم منصوب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-07-2015, 12:40 AM
  4. معارضة" وَجَعُ الغِيَاب"/وفاء عرب
    بواسطة وفاء عرب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 18-06-2014, 10:41 PM