أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أنا من سنين أحب الجزائر

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي أنا من سنين أحب الجزائر

    تقديم/ هشام النجار

    لماذا يستدعى فاروق جويدة في هذا النص في هذا التوقيت تاريخ البطولات ؟

    لماذا يستنجد شاعرنا بذكرى الشهداء من مصر والجزائر ؟

    الجواب ببساطة شديدة ، وأظن أن هذا هو ما أراده وعناه جويدة: أن هذا هو مجال المنافسة الحقيقي .. هناك على أرض المعارك وفى ميادين المقاومة وعلى أرض مواجهة الأعداء دفاعا عن الأرض والعرض والمقدسات.

    هناك فى تلك الميادين .

    وليس يا مهرجين ويا محرضين ويا مثيري الفتن ومشعلي الحرائق في المستطيل الأخضر أو بين الثلاث خشبات .

    وفى مجال المنافسة ذاك ، وفى ذلك الميدان الشريف المقدس .. مصر والجزائر متعادلان ؛

    فكلاهما ضحى .. وكلاهما قدم زعماء وعلماء ومصلحين ومفكرين وقادة .

    وكلاهما بذل التضحيات وقدم الشهداء والدماء من أجل الحرية والاستقلال والحفاظ على الهوية وحماية الأوطان.

    مصر والجزائر - بما تعنيه الكلمتان الكبيرتان في قاموس الأوطان – متعادلان.

    وان كان الغوغاء يزايدون وينكرون هنا أو هناك .. فليعودوا إلى كتب التاريخ ليدرسوها ويتعلموا ما فيها .

    بل كانت مصر والجزائر كلتاهما فرسا رهان للأمة الإسلامية في التصدي للهجمات الصليبية والصهيونية العسكرية والفكرية على السواء.

    فما يريد قوله جويدة باستدعائه أمجاد مصر والجزائر الحقيقية وسير أبطالهما وشهدائهما الحقيقيين :

    أن يا قوم .. يا أهل داحس والغبراء والبسوس .. يا أبناء عنترة ومالك بن زهير.. والمهلهل والسموأل .. والغطاريف الأوائل !

    اسمعوا يا أصحاب الضجة الفارغة والصيحات الصاخبة :

    مصر ليست فوق العرب ، لكنها أخت العرب وشقيقتهم الكبرى ومنطلق نهضتهم ونقطة حراستهم وحصن أمنهم ، وملاذهم عند اشتداد المحن وتزاحم الكرب .

    اسمعوا يا غوغاء .. يا من تريدونها بحور دماء .. وشهداء وأشلاء تحت أقدام لاعبي الكرة :

    مصر ليست فوق الجزائر ، لكنها شقيقتها الكبرى وامتدادها التاريخي وعمقها الجغرافي وشريكها الحضاري والثقافي وعونها وساعدها في وجه حملات التغريب والتنصير والتذويب ومحو الهوية .

    مصر ليست فوق الجزائر يا جماهير الكرة .. وليست فوق أحد ؛ فالفوقية صفة لا تنبغي ألا لله وحده ، وإن كان لها فضل ومكانة بين شقيقاتها فهذا لا يجعلها تتعالى وتتطاول ويدعى البعض أنها فوق الجميع ، بل يجعلها حاضنة للجميع .

    ويجعلها تعفو وتصفح وتغفر الزلات .

    وتقابل السيئات بالحسنات .

    ولا تقحم نفسها في مهاترات الصغار .

    وذلك يجعلها واثقة عزيزة شامخة كبيرة .. وإذا رماها السوقة والمرتزقة والسفهاء بالأحجار فهي تبتسم ولا تنحني لتلتقط حجرا ً وتقذف.. أو ترد حجرا بحجر كالصغار .

    مصر ليست فوق الجزائر يا صغار ، بل كما يغنى جويدة كما عودنا وكما لم يغنى من قبل على نفس اللحن القديم :

    أنا من سنين أحب الجزائر

    وتبقين يا مصر فوق الصغائر

    ولقد قام الشاعر الكبير فاروق جويدة بتغيير عنوان قصيدته الجديدة في الأهرام من "أنا من سنين أحب الجزائر" إلى "وتبقين يا مصر فوق الصغائر".. رغم التنويه عنها تحت عنوان "أنا من سنين أحب الجزائر".. ونحن هنا نحتفظ بالعنوانين معا ً.. لأن كلا ً منهما مناسب وجميل.

    وهو ما يعنى أن جهات ما طلبت تغييرها أو أن الشاعر الكبير حرص على مراعاة مشاعر الجماهير المصرية الغاضبة من سلوك المشجعين الجزائريين الهمجي ضد مشجعي منتخب مصر ومثقفيها في أم درمان بالسودان.

    قصيدة جويدة الجديدة سبقتها مقدمة نثرية للشاعر الكبير قال فيها "هذه صرخة الشهداء خرجت من سيناء وطافت بالجزائر تعلن العصيان على كل ما حدث بين شعبين شقيقين جمعتهما الدماء ولا ينبغي أن تفرق بينهما الصغائر".

    وتبقين يا مصر فوق الصغائر

    شهيد علي صدر سيناء يبكي

    ويدعو شهيدا ً بقلب الجزائـــر

    تعال إلي ففي القلب شكوى



    وبين الجــــوانح حزن يكــــابر

    لماذا تهون دماء الرجــــــال

    ويخبو مع القهر عزم الضمائر



    دماء توارت كنبض القلوب

    ليعلو عليها ضجيج الصغائــــر

    إذا الفجر أصبح طيفـا ً بعيــدا ً



    تـباع الدماء بسوق الحناجـــــــر

    علي أرض سيناء يعلو نــداء

    يكبر للصبـــح فوق المنابـــــــر



    وفي ظلمة الليل يغفو ضيـاء

    يجيء ويغدو.. كألعــاب ساحــــر

    لماذا نسيتــم دماء الرجــــــــال

    علي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!



    ***

    علي أرض سينــاء يبدو شهيـد

    يطوف حزينـا ً.. مع الراحليـــن

    ويصرخ في النــاس: هذا حرام



    دمانا تضيــــــع مع العابثيــــــن

    فهذي الملاعب عزف جميــــل

    وليســــت حروبا ً علي المعتدين



    نحب من الخيل بعض الصهيل

    ونعشـــــق فيها الجمال الضنين

    ونطرب حين يغني الصغــــار



    علي ضوء فجر شجي الحنيـــن

    فبعض الملاعب عشق الكبــــار

    وفيها نداعب حلــــم البنيــــــــن



    لماذا نراها سيوفــــــا ً وحربـــــا ً

    تعالــــوا نراها كنـاي حزيــــــن

    فلا النصر يعني اقتتال الرفــــاق

    ولا في الخســارة عار مشـــــين



    ***

    علي أرض سيناء دم ونـــــــــار

    وفوق الجزائر تبكــي الهــــــمم

    هنا كان بالأمس صوت الرجال



    يهز الشـعــوب.. ويحيـي الأمم

    شهيدان طافا بأرض العروبـة

    غني العـــراق بأغلى نغــــــــــم



    شهيد يؤذن بيــــن الحجيـــــــج

    وآخر يصرخ فوق الهــــــــرم

    لقد جمعتنا دمـاء القـلــــــــــوب



    فكيف افترقـــــنا بهزل القــــــدم ؟!

    ومازال يصرخ بين الجمــوع

    قم اقــــرأ كتـابك وحـي القلــــــم



    علي صدر سيناء وجه عنيــد

    شـــهيد يعانق طيـــــــف العلـــــــم

    وفوق الجزائر نبض حزيـــن



    يداري الدمــوع ويخفي الألـــــــم

    تعالـوا لنجمع ما قد تبقــــــــي

    فشــر الخطــايا سفيـــــــــه حكــــــم



    ولم يبق غير عويل الذئـــاب

    يطـــــارد في الليل ركـــب الغنــــــــم!

    رضيتم مع الفقر بؤس الحياة



    وذل الهــــــوان ويـــأس النـــــــدم

    ففي كل وجه شظايا همــــــوم

    وفي كل عيـــن يئن الســــــــــــــأم



    إذا كان فيكم شموخ قديـــــــم

    فكيف ارتــــــضيتم حــياة الـــــــــرمم؟!

    تنامون حتى يموت الصبـــاح

    وتبكون حتى يثور العــــــــــدم



    ***

    شهيد علي صدر سيناء يبكي

    وفوق الجزائر يسري الغضـب

    هنا جمعتنا دمـاء الرجـــــــال



    فهل فرقتنا' غنــــــاوي' اللعـــب

    وبئس الزمـان إذا ما استكـــان

    تسـاوي الرخيص بحر الذهـــــب



    هنا كان مجــد.. وأطلال ذكـــري

    وشـعب عـريق يسمـي العـــــرب

    ويا ويلهــم.. بعــد ماض عــريـق

    يبيعون زيفـا بســــوق الكـــــــــــذب



    ومنذ استكانوا لقهر الطغــــــاة

    هنا من تـواري.. هنا من هـرب

    شعوب رأت في العويل انتصارا

    فخاضت حروبا.. بسيف الخطب



    ***

    علي آخر الدرب يبدو شهيــــــد

    يعانــق بالدمــــــع كل الرفــــــاق

    أتـوا يحملون زمانــــــا قديمـــــا

    لحلـــم غفا مرة.. واستفـــــــاق



    فوحد أرضا ً.. وأغني شعوبــــــا ً

    وأخرجها من جحـور الشـقـــــــاق

    فهذا أتي من عيون الخليـــــل

    وهذا أتي من نخيل العـــــــراق



    وهذا يعانق أطـــلال غــــــزة

    يعلو نداء.. يطــول العنـــــــــاق

    فكيف تشرد حلم بــــــــريء

    لنحيـــا مـــرارة هذا السبـــــــاق؟



    ويا ويل أرض أذلـت شموخـا ً

    لترفـــع بالزيــف وجه النفــاق



    ***

    شهيد مع الفجر صلي.. ونادي

    وصاح: أفيقوا كفـــــاكم فســــادا ً

    لقد شردتكم همــوم الحيـــــاة

    وحين طغي القهر فيكم.. تمادي



    وحين رضيتم سكـون القبــور

    شبعتم ضياعا ً.. وزادوا ً عنادا ً

    وكم فارق الناس صبح عنيـــد

    وفي آخر الليل أغفي.. وعادا ً



    وطال بنا النوم عمرا ً طويــــلا ً

    وما زادنا النـوم.. إلا سهــــادا ً



    ***

    علي صدر سيناء يبكي شهيـــد

    وآخر يصرخ فـــوق الجزائـــر

    هنا كان بالأمس شعــب يثـــور



    وأرض تضج.. ومجــــــد يفاخــــــر

    هنا كان بالأمس صوت الشهيد

    يزلزل أرضا ً.. ويحمي المصائر



    ينام الصغير علي نار حقــــــــد

    فمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!

    ومن علم الشعب أن الحــــروب



    ' كـرات' تطير.. وشعب يقـامر ؟!

    ومن علم الأرض أن الدماء

    تراب يجف.. وحــزن يسافـــــــر



    ومن علم الناس أن البطولـــــــة

    شعب يباع.. وحكم يتــــــاجر؟!

    وأن العروش.. عروش الطغاة



    بلاد تئن.. وقهر يجـــــــاهر

    وكنا نـباهي بدم الشهيــــــــــــــد

    فصرنا نباهي بقصف الحناجر!



    إذا ما التقينــــــا علي أي أرض

    فليس لنا غير صدق المشاعر

    سيبقي أخي رغم هذا الصـــراخ



    يلملم في الليل وجهي المهاجر

    عدوي عدوي.. فلا تخــدعوني

    بوجه تخفـي بمليون ساتــــــر



    فخلـــف الحـــــــدود عـــدو لئيــم

    إذا ما غفونا تطل الخناجـــــر

    فلا تتـــركوا فتنـة العابثيـــــــــن



    تشـوه عمرا ً نقي الضمائــــــر

    ولا تغرسوا في قلــوب الصغــار

    خرابا ً وخوفا ً لتعمي البصــــائر



    أنا من سنين أحـــب الجـــــزائـــر

    ترابا ً وأرضا ً.. وشعبـــا ً يغامـــر

    أحب الدمــاء التي حررتــــــــــه



    أحب الشموخ.. ونبل السرائر

    ومصر العريقة فوق العتـــــــاب

    وأكبر من كل هذي الصغــــائر



    أخي سوف تبقي ضميري وسيفي

    فصبر جميل.. فللــيـــل آخــر

    إذا كان في الكون شيء جميـــــل

    فأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر

  2. #2

  3. #3

المواضيع المتشابهه

  1. يا منْ أحبُّ
    بواسطة عادل العاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 23-10-2020, 11:07 PM
  2. أنا أحب الفول النابت !
    بواسطة سمير الفيل في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 30-07-2014, 05:59 PM
  3. أحب أن أعرفكم بنفسي في .... أنا فلسطيــــــــن
    بواسطة ياسمينا مسلمة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 30-09-2007, 08:49 PM
  4. أَنَا... مَنْ أَنَا؟
    بواسطة عيسى جرابا في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 19-08-2006, 06:27 PM
  5. ثلاث سنين .
    بواسطة خميس لطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-10-2003, 07:11 PM