|
من يذبحُ الليلَ في شعري وأوراقي |
قد خانني الليلُ حتى اشتدّ إيراقي |
والسهدُ حلَّ مَحَلَّ النومِ مُغتصباً |
إسدالةَ الجفنِ في عيني وأحداقي |
قد أيقظَ الليلُ في قلبي لَواعِجَهُ |
وحرَّكَ الدمعُ في عينيّ إشفاقي |
حتى الكواكبُ مادتْ عن مَسالِكِها |
من حُرقةِ الآهِ في حلقي وإحراقي |
كنتُ ادّخرتُ لِصَرفِ الدهرِ من جَلَدي |
حتى عشقتُ فلم يبقى بهِ باقي |
وكنتُ أَحفظُ أسراراً وأَكتُمُها |
حتي نفذتِ إلى أَعماقِ أَعماقي |
كم كانَ حُلواً بأن أغفو تعانقني |
طيفاً وأُصبحُٰ مُشتاقاً لِمُشتاق |
كم غرّدَ الطيرُ في شعري وقافيتي |
وكم تَناقَلَ أهلُ الشوقِ أشواقي |
وكم وَفَيتُ بِعَهدِي وهيَ شاهدةٌ |
أني أبيتُ على عهدي وميثاقي |
وكم سلكتُ إلى نجواكِ أوديةً |
من البيانِ ولم تكبُ بها ساقي |
وكم أقمتُ على ذكراكِ أُمسِيَةً |
وكم أشرتُ بذاكَ الكأسِ يا ساقي |
هل كان عدلاً وكانت قِسمَتي غَدَقاً |
أُجزى الصدودَ على بوحي وإغداقي ؟ |
أم كان عدلاً بشرعِ الحبِّ سابقةً |
ألقى العقوقَ علي بذلي وإنفاقي ؟ |
وهل عسايَ اذا مَزَّقتِ أشرعتي |
في لُجَّةِ البَحرِ أن اشتاقَ إغراقي |
وهل عسايَ إذا كبَّلتِ أجنِحَتي |
في خَفقَةِ الحب أن أرقي بها راق |
وهل لِعِلةِ من ضاقت قريحتُهُ |
عن وَصفِ حُسنَكِ في الأشعار من راق |
من ذا يَرُدُّ لِروحي بعضِ ما فقدت |
من السكونِ ويأتيني بإشراقي |
قولي أُحبُّكَ لا تخشي ملامتهم |
هم العواذلُ واروي القلبَ واشتاقي |