تلك الساعات التي تقضونها خلف جدار الزمن
لا تشعرون من الضيق بأحد .
يبدأ الأفق بالازدحام , وتبدأ فراشات البستان بالارتعاد والخوف , وتبدأ الجدرانُ تمطر كآبةً وحزناً .
تلك الساعات البعيدة وراء أسوار الفل , هي الساعات الحقيقية للولادة الطبيعية للفكر الخلاق الذي يبدأ فيها رحلةً هي أشبه برحلة سندباد المليئة بالمفاجآت والعجائب والغرائب . رحلة البحث عن النور .
نتذكر في تلك الساعات الحرجة مواهب جزيلةٍ خصنا الله بها دون غيرنا . نعمة الصحة , نعمة القدرة على القراءة , نعمة السير على الأقدام , نعمة الرسم على سطور الماء , نعمة الحب الذي يضحك في شفاه الغمام وينبض في خدود الورد ويفيض من قلوب الأمهات .
نتذكر نعمة الرفاق على أرصفة الأدب , ملائكة الشجن , فلاسفة الموسيقى , وجوه المدن الباكية وراء الضباب .
أواه !!
كم أحن إلى رفاقي .