أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 29

الموضوع: كذبة بيع الفلسطينيي لأرضهم - حقائق

  1. #11
    الصورة الرمزية فلسطينية67 عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : الشتات
    المشاركات : 112
    المواضيع : 17
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الإنجليز يمهدون السبل لخروج العرب :

    أضرب لذلك مثلاً حادث هجرة أهل طبرية . فقد تم طبقاً لخطة مرسومة لتسليم هذه المدينة لليهود ، فإن طبرية تقطنها أكثرية من اليهود وأقلية من العرب. وقد كانت القوات البريطانية خلال المعارك الناشبة بين العرب واليهود تغض طرفها عما يقترفه اليهودي في الأحياء العربية العزلى من السلاح ، وتسهل سبيل وصول المدد والنجدات إلى اليهود ، وتحول دون وصول المدد والنجدات إلى العرب، مما هيأ لها أن تتدخل وتصل على إجلاء العرب عن المدينة تاركين وراءهم جميع ما يملكون ، بحجة أنهم أقلية يخشى عليها من الأكثرية اليهودية!

    والمؤامرة في هذا الحادث مفضوحة ، والتحيز ظاهر. فقد كان في وسع القوات البريطانية أن لا تحول دون وصول النجدات إلى العرب كما تحل دون وصول النجدات إلى اليهود ، أو على الأقل أن تحافظ عليهم وعلى ممتلكاتهم كما حافظت على اليهود في مدينة القدس القديمة وغيرها. فقد كان هؤلاء في وضع أضعف بكثير من وضع العرب في طبرية ، وظلت القوات البريطانية باسطة حمايتها عليهم، توصل إليهم الطعام والماء والسلاح والنجدات إلى أن انسحبت من فلسطين .

    ومثل ذلك حدث في المذابح التي اقترفها اليهود في القرى العربية الضعيفة بين سمع القوات البريطانية وبصرها . كمذابح قرى "دير ياسين" و"ناصر الدين" و"حواسه" و"عليوط" و"سكرير" و" الدوايمة وغيرها .

    ومن الجدير بالذكر أن معظم الفظائع الوحشية في هذه القرى ارتكبتها عصابتا أرغون زفاي ليومي وشترن، وأكثر أفرادهما من اليهود المتدينين ورجال الدين الربانيين والحاخامين، المعروفين بفرط تعصبهم وشدة أحقادهم ، فكانوا يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ دون رحمة . ويبقرون بطون الحوامل ويخرجون الأجنة منها برؤوس حرابهم ، زاعمين أن هذا أمر إله إسرائيل الذي أمر شعب إسرائيل حين فتح أريحا "أن يقتل بحد السيف كل ما في المدينة من رجل وامرأة ، من طفل وشيخ ، حتى البقر والغنم والحمير، وأن يحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها ، كما جاء في الإصحاحين السادس والسابع من سفر يشوع .



    المؤامرة الإنجليزية على تسليم حيفا لليهود :

    أما حيفا فقد كانت كارثتها من أبرز مظاهر تحيز الإنجليز لليهود وتآمرهم معهم ، فقد أعلنت سلطة الانتداب البريطاني أن لبريطانيا مصالح حيوية في حيفا، وأنها لن تتخلى إلا بعد شهر أغسطس 1948 أي بعد انتهاء الانتداب بثلاثة أشهر ونصف شهر ، وعلى هذا منعت العرب من إقامة المراكز المحصنة داخل المدينة ، وحظرت عليهم الوصول إلى أماكن معينة، في الحين الذي كان اليهود فيه يتحصنون ويتركزون ويجوبون كافة المواقع دون حظر، حتى إذا أتموا تسلحهم واستكملوا استعدادهم أعلنت سلطة الانتداب فجأة عدولها عن التمسك بحيفا واضطرارها لإخلائها ! وحينئذ ظهر أن اليهود قد تسلموا ما كان بيد الإنجليز من المعسكرات ذات الشأن، والأماكن المحصنة، والمواقع المشرفة على أحياء حيفا كلها، مما سبب كارثة استيلاء قوات اليهود المسلحة عليها، واضطرار أهلها العرب للجلاء عنها بعد وقائع دامية، وبعد ما متع الإنجليز وصول النجدات إليهم، تاركين وراءهم كل ما يملكون أيضاً . وعندئذ فقط ظهرت رقة شعور القوات البريطانية، ففتحت أبواب ميناء حيفا وجمعت ما فيها من السفن وجعلت تدعو العرب إلى الرحيل وتحملهم عليها.. وكذلك أخذ الفيلق العربي – أي جيش الجنرال جلوب – ينقل العرب في سياراته كما فعل في طيرة حيفا وجبع وغيرها ، وكما نقل قبل ذلك أهالي طبرية وبيسان بسياراته إلى شرق الأردن . فعل كل ذلك تسهيلاً لهجرة العرب وتمكيناً لاحتلال اليهود .

    واشتركت دائرة المخابرات البريطانية واليهودية في هذه المهمة بنصيب وافر وأخذت على عاتقها إشاعة الحوادث المثيرة والأخبار المضللة، ونشر الذعر بين الأهالي الآمنين من العرب، وخاصة على أثر المذابح التي اقترفها اليهود .

    وكان المخابرات البريطانية وأعوانها من موظفي حكومة الانتداب أكبر الأثر فيما حدث في مدينة (يافا) من هذا القبيل أيضاً مما أدى إلى خروج أهلها العزل، والتجائهم إلى أماكن أخرى من فلسطين أو إلى الأقطار العربية المجاورة .

    أما في القدس الجديدة فقد منعت القوات البريطانية المجاهدين الفلسطينيين من المرور عبر مناطق السلامة التي كان جنودهم يحتلونها ثم لم يلبثوا أن سلموا تلك المناطق – مع معسكر العلمين الكبير الواقع جنوب القدس – إلى قوات الهاجانا اليهودية في 13و14 مايو 1948م وبذلك أصبح اليهود يسيطرون على القدس الجديدة ، ويتحكمون في القدس القديمة أيضاً .



    كارثة اللد والرملة :

    وأما كارثة اللد والرملة فقد نشأت من أن الجنرال جلوب سحب فجأة قوات الجيش الأردني التي كانت مرابطة فيهما، بعد ما جرد قوات الجهاد المقدس التي كانت مرابطة في مطار اللد ومحطة السكة الحديد وغيرهما، من سلاحها ، بحجة الهدنة الأولى، واعداً بإرجاعها بمجرد انتهاء الهدنة . ولكنه أخلف وعده عندما استأنف القتال في 9 يوليو 1948، فسقطت اللد والرملة وعشرات القرى المحيطة بهما في أيدي اليهود واضطر نحو مائة ألف من أهلها للنزوح، يضاف إليهم من لجأ إلى المدينتين المذكورتين من أهل مدينة يافا وقراها، وهم لا يقلون عن خمسين ألف نسمة أيضاً، وقد روي لي أحد رجال الدين المسيحي المحترمين أنه سمع من سيادة المونسنيور وكيل بطريرك اللاتين في فلسطين ن جلوب بعث ببرقية تهنئة لقائد الجيش اليهودي على احتلاله اللد والرملة ، ولما صادفه المونسنيور المذكور وعاتبه على برقيته، أجابه جلوب بقوله : هذه هي السياسة .

    ونحن حين نعرض لذكر الجنرال جلوب باشا الإنجليزي لا نرمي إلى تجريحه شخصياً فهو يعمل لصالح أمته ويقدم لها الخدمات الجلي، ولكن اللوم يقع على بعض العرب الذين ولوه القيادة العامة الفعلية أثناء حرب فلسطين . وبعد الهدنة الثانية توالت اعتداءات اليهود على المناطق العربية ، وانسحبت قوات الدول العربية من مناطق الجليل الغربي وجنين وبعض مناطق القدس وبيت لحم والخليل والنقب والمجدل، فجلا أهلها منها تبعاً لذلك بالضرورة، ثم وقعت اتفاقية رودس، وأعقبها تسليم جيش الجنرال جلوب لليهود أراضي المثلث العربي ومساحات واسعة من مناطق القدس وبيت لحم والخليل والبحر الميت كما ذكرناه آنفاً ، فنزح عنها أهلها بعد ما عاث فيها المجرمون اليهود قتلاً وتدميراً ونهباً وسلباً .

    وهكذا لم يحل ربيع عام 1949 حتى أصبح ما يقرب من مليون عربي فلسطيني مشردين من بلادهم ولاجئين إلى الأقطار العربية .

  2. #12
    الصورة الرمزية فلسطينية67 عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : الشتات
    المشاركات : 112
    المواضيع : 17
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الهيئة العربية عارضت في خروج العرب من فلسطين :

    أما فيما يتعلق بالجواب على الشق الأخير من سؤالكم، فقد كان رأيي الذي أعلنته مراراً ، وأبلغت الجهات العربية ذات الشأن، أن يبقى عرب فلسطين في بلادهم، وأن يدافعوا عنها حتى النفس الأخير، وأن لا يجلوا لأي سبب من الأسباب .

    وأذكر مثلاً على ذلك أن سيادة المطران جورج حكيم مطران الروم الكاثوليك في حيفا وعكا وسائر الجليل رغب في نقل الأطفال من حيفا إلي لبنان عند اشتداد المعارك إشفاقاً عليهم، فلما بلغ الهيئة العربية العليا ذلك عارضت في نقلهم إلى لبنان، وأبلغته أنه إن كان ولا بد من النقل فليكن إلى المدن الداخلية في فلسطين .

    هذا وقد تنبهت الهيئة العربية العليا إلى ما يقصده الإنجليز من موقفهم، واليهود من عدوانهم، فأذاعت في شهر فبراير 1948بياناً على الشعب الفلسطيني دعته فيه إلى البقاء في بلاده، وأن لا يجلو عنها بأي حال من الأحوال، وفي الوقت نفسه طلبت الهيئة العربية من اللجان القومية – وهي الهيئات الوطنية الممثلة للشعب الفلسطيني في كافة المدن والمراكز الكبرى من فلسطين – ومن قيادة الجهاد الوطني المقدس، وقواد المناطق، العمل على منع الأهلين من مغادرة البلاد، وفوضتهم في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك ، وطاف أعضاء من الهيئة العربية بمختلف المناطق الفلسطينية ينبهون الناس ويحذرونهم من الخروج وترك البلاد .

    وفي اليوم الثامن من شهر مارس عام 1948 قدمت الهيئة العربية العليا مذكرات إلى الحكومات العربية التمست فيها أن لا تعطي تأشيرات سفر لأي فلسطيني إلا في حالة الضرورة القصوى كأن يكون الراغب في السفر مريضاً يخرج للاستشفاء أو تلميذاً يسافر للدراسة ، بعد التثبت من ذلك بواسطة اللجان القومية .

    وقد حمل مندوبون من الهيئة العربية العليا تلك المذكرات إلى العواصم العربية وسلموها إلى المسئولين من رجالها ، شارحين لهم الأسباب الموجبة لذلك . ومن دواعي الأسف أنه لم يؤخذ برأي الهيئة العربية في هذا الأمر .






    خلافي مع الملك عبد الله لم يكن خلافاً شخصيا

    بل كان خلافاً سياسياً يتناول المبادئ والوسائل

    السؤال الخامس :

    يقول بعض الناس إن خلافاً شخصياً كان قائماً بين الملك عبد الله وبينكم، وأن هذا الخلاف أساء إلى قضية فلسطين . فما تقولون في ذلك ؟

    الجواب :

    ما كنت أحب أن أتحدث عن الخلاف السياسي مع المغفور له الملك عبد الله ، لولا أن بعض الصحف ومصادر الدعاية الأجنبية حاولت استغلال هذا الخلاف لصالح الاستعمار، وبالغت فيه، كما أن بعض الناس فهموه على غير حقيقته وذهبوا فيه مذاهب شتى، وزعم بعضهم أنه كان خلافاً شخصياً أضر بقضية فلسطين .

    والواقع أن الخلاف مع المغفور له الملك عبد الله لم يكن شخصياً قط طول أيام معرفتي به التي يرجع عهدها إلى عام 1931 عندما جاء إلى شرق الأردن، فهي معرفة وثيقة مدة ثلاثين عاماً تقريباً بل بالعكس كانت علاقتي الشخصية به علاقة صداقة ومودة لما عرف عنه رحمه الله من حسن المودة وأدب المعاشرة وطيب الحديث، وكنت ألقى منه – عند كل اجتماع – من حسن المقابلة ولطف المعاملة ما يعرفه كثير من الناس، كما كنت لا أدخر وسعاً في استبقاء الصلة الحسنة به وفقاً لخطتي مع جميع الذين لهم علاقة بالقضايا العربية، وذلك حرصاً مني على صالح القضايا العربية عامة وصالح فلسطين خاصة ، لخطورة قضيتها وشدة الحاجة في دفع العادية عنها إلى تضافر العرب جميعاً على تعدد دولهم وأقطارهم .

    ولكن الخلاف الذي وقع كان سياسياً يتناول المبادئ والوسائل التي ينبغي أن تعالج بها قضية فلسطين خاصة ، والقضايا العربية الأخرى .

    فعندما وصل المرحوم الملك عبد الله من الحجاز إلى شرق الأردن عام 1921، بقصد تحرير سورية من الفرنسيين الذين احتلوها حينئذ وأخرجوا منها شقيقه المرحوم الملك فيصل، التف حوله صفوة من أحرار العرب ومجاهديهم من سورية ولبنان والعراق وفلسطين ، للتعاون معه على إنقاذ سورية خاصة ، والعمل لصالح البلاد العربية عامة . ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، وتغلبت السياسة الاستعمارية على الجهود العربية التي بذلت حينئذ ، وخاب الرجاء بإنقاذ سورية . ولم يسفر الاجتماع الذي عقد في 28 مارس عام 1921م على جبل الزيتون بالقدس بين سمو الأمير عبد الله من ناحية ، والمستر تشرشل وزير المستعمرات البريطانية حينئذ ، والسر هربرت صموئيل المندوب السامي البريطاني اليهودي ومستر لورنس من ناحية أخرى عن نتيجة لصالح العرب، بل أصبحت منطقة شرق الأردن مشمولة بالانتداب البريطاني، وأصبح المندوب السامي لبريطانيا في فلسطين مندوباً سامياً لها في شرق الأردن أيضاً .

    ولم يلبث الاستعمار البريطاني أن ضيق الخناق على منطقة شرق الأردن وكبلها بالقيود، كما هو ديدنه في كل بلادنا عليها بكلكلة، فأخذ من كان فيها من أحرار العرب يهجرونها واحداً إثر واحد . ثم تمكن الإنجليز من فرض معاهدة استعمارية على إمارة شرق الأردن استولوا بموجبها على مرافق البلاد، وسيطر على الجيش الأردني الضابط البريطاني (بيك) باشا ثم الجنرال جلوب باشا .

    ولما صدر تقرير لجنة اللورد بيل في 7 يوليو سنة 1937 بتقسيم فلسطين، اتخذ المغفور له الملك عبد الله موقفاً مؤيداً للتقسيم على أمل أن يتمكن من ضم القسم الباقي للعرب من فلسطين، إلى شرق الأردن، وكان طبيعياً أن لا يقر عرب فلسطين تقسيم بلادهم وتقطيع أوصالها كما أسلفت في حديثي السابق . وأخيراً عندما وقعت حرب فلسطين على إثر صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيمها ثم تدخلت الدول العربية وقررت أن تدخل جيوشها فلسطين، أصر المغفور له الملك عبد الله على أن تكون له قيادة الجيوش العربية ، فعارضت أكثرية الدول العربية في هذا، ثم عاد بعضها فوافق تحت تأثير الضغط البريطاني الشديد ، وتسلم الجنرال جلوب القيادة الفعلية للجيوش العربية ، ووقعت كارثة فلسطين على الشكل المعروف.

    وكنت بطبيعة الحال معارضاً لهذه القيادة الغريبة الشاذة . لا مخالفة للمرحوم الملك عبد الله ، بل خوفاً من أن تسلم القيادة العسكرية الفعلية في حرب فلسطين إلى قائد إنجليزي، ليقيني أن الاستعمار الإنجليزي هو الخصم الألد الذي كن أساس البلاء في هذه القضية وفي معظم القضايا العربية .

    فالخلاف الذي وقع بين المغفور له الملك عبد الله وبيني لم يكن – كما ذكرت – خلافاً شخصياً مطلقاً ، بل كان خلافاً على المبادئ والوسائل التي كان ينبغي التوسل بها لمعالجة قضية فلسطين والقضايا العربية الأخرى، ولم أكن المعارض الوحيد لهذه المبادئ والوسائل، بل عارضها أيضاً كثير من رجال الأمة العربية وذوي الرأي فيها عن السوريين واللبنانيين والعراقيين والمصريين والسعوديين والفلسطينيين ومن الأردنيين كما هو معروف، ولا أرى حاجة للإسهاب والتفصيل في هذه الناحية ، ولكني أرى أن استشهد هنا بحادثين للتدليل على كذب المزاعم القائلة بأن الخلاف كان شخصياً وأنه عاد بالضرر على قضية فلسطين :



    الحادثة الأولى :

    قبيل صدور قرار لجنة اللورد بيل قابلني في القدس أحد رجال الاستعمار مقابلة خاصة سألني خلالها عما أتوقع أن يحتوي عليه تقرير لجنة بيل ، فأجبته بأني لا أستطيع التهكن به، وأنكم معشر الموظفين الكبار أدرى بذلك لما لكم من صلات رسمية تسهل لكم الاطلاع على مثل هذه الشؤون قبل كل أحد، ولكن الصحف تنشر أن هذا التقرير يستهدف التقسيم ، ثم ذكرت له ما سيلقاه التقسيم من معارضة الشعب العربي الفلسطيني ومعارضتي شخصياً .

    فقال رجال الاستعمار – تهوينا لأمر التقسيم على وترغيبا لي فيه : وماذا في التقسيم من ضرر؟ إنه يرمي إلى تكوين دولة عربية من القسم العربي من فلسطين وشرق الأردن معاً . ولعلكم تحسبون أن الأمير عبد الله سيكون رأس هذه الدولة، فأحب أن أحيطكم علماً أن انتخابات حرة ستجري في البلاد، وأن الذي يفوز بالأكثرية هو الذي سيتولى رئاسة الدولة .

    وزاد محدثي على هذا بقوله : ونحن نعرف من هو رجل الشعب الذي يستطيع الفوز بالأكثرية الساحقة . ونظر إلى متبسماً .

  3. #13
    الصورة الرمزية فلسطينية67 عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : الشتات
    المشاركات : 112
    المواضيع : 17
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    فأدركت ما يعنيه الرجل ، وأجبته فوراً :

    - إذا كنتم تظنون أني أعارض التقسيم لئلا يصبح الأمير عبد الله ملكاً على فلسطين وشرق الأردن فأنتم واهمون، فالحقيقة أني إنما أعارض مبدأ التقسيم لضرره على البلاد وتهديمه لكيانها وتمزيقه لوحدتها ، ولا أعارض شخص الأمير أبداً .

    وأؤكد لكم أنني مستعد أن أكون تابعاً لأي عربي يعمل بإخلاص لصالح الوطن ولو كان هذا العربي تابعاً من أتباع الأمير، فكيف أرفض رئاسة سيد عربي كالأمير نفسه الذي هو من أشرف بيت في العرب، فأنا إنما أعارض الفكرة ولا أعارض الشخص .

    فدهش محدثي عندما سمع هذا الجواب الحاسم ، واعتذر عن حديثه معي بأنه إنما كان حديثاً خاصاً محضاً .

    ولقد كنت أبلغت بحمل هذا الحديث في أول فرصة إلى المغفور له الملك عبد الله ، وأكدت له أن الخلاف لا يتعدى المبادئ ووجهات النظر .



    الحادثة الثانية :

    وقد حدثت هذه أثناء جلسة اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية في دار وزارة الخارجية السورية بدمشق في شهر مارس سنة 1948 وكنت عضواً فيها في ذلك الحين، فقد كان الحديث يتناول قضية فلسطين وموقف المغفور له الملك عبد الله ، وعندئذ قال مندوب إحدى الدول العربية مازحا :

    - لو تفاهمتم مع الملك عبد الله ونزلتم على رغباته لحلت المشكلة فقلت له : إنك تقول هذا مازحاً يا صاحب الدولة ، ولكن الأمر جد ، والقول فصل وما هو بالهزل . وأني أرجو من اللجنة السياسية أن تسجل على في الجلسة التاريخية "إنني أعاهد الله وأعاهدكم ، أنا وكل من يسير معي من أهل فلسطين ، على أن نكون في ركاب الملك عبد الله ومن أخلص جنده وأتباعه عندما يسير قدماً على رأس جيشه لكفاح الأعداء كفاحاً صادقاً جديا، ويومئذ يعتز عرب فلسطين جميعاً بعرشه وتاجه ويكونون من أصدق رعاياه المخلصين" .

    وطلبت تسجيل كلامي وإبلاغه إلى المغفور له الملك عبد الله . من هاتين الحادثتين يتضح لكم أنه لم يكن يباعد بين المغفور له الملك عبد الله وبيني خلاف شخصي، بل كان اختلافاً في وجهات النظر والمبادئ السياسية، وما عدا ذلك فقد كانت علاقتي الخاصة به علاقة مودة وصداقة . وأذكر أنني لما رجعت من أوربا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية – وكان ذلك في صيف عام 1946- تفضل جلالته بالترحيب بي ، فشكرته على ذلك وتبادلنا البرقيات والرسائل الخطية والشفوية وأحياناً التليفونية ، وإني أحتفظ بمجموعة من هذه الرسائل سيأتي ذكر قسم منها عندما يتاح لي نشر مذكراتي ، لما اشتمل عليه بعضها من الأهمية والطرافة وأكتفي الآن بالإشارة إلى إحداها، وهي رسالة خطية بعث بها إلى مع أحد أقاربي في أواخر عام 1948 اشتملت على كثير من عبارات المودة والعواطف الكريمة وكانت آخر رسائله إلى قبيل وفاته، وقد أعرب فيها عن رغبته في عودتي إلى البلاد، وعن استعداده لتلبية رغبتي في المركز الذي أبتغيه . وقد أجبته بالشكر الوافر على هذا العطف السابغ، وبالتأكيد له أنني غير راغب في أي منصب، وليس لي أي طلب خاص ، وكل ما أرجوه أن يعمل جلالته على تحصين المناطق الجبلية من فلسطين التي تسلمت إدارتها الحكومة الأردنية من جبل الخليل جنوباً إلى جنين شمالاً ، وأن يكون ذلك تحصيناً عسكرياً فيناً ، وأن يعمل أيضاً على تجنيد أهل البلاد للمرابطة فيها ، وعلى تدريبهم وتسليحهم للدفاع عنها عند الأعداء الطامعين، وحينئذ أعود إلى البلاد كفرد عادي لأشارك في هذا العمل المفيد .

    ولا شك في أن الدعاية المضللة التي روجها المستعمرون ، والأراجيف التي كان يرجف بها اتباعهم وأبواقهم ، من أنني أقف حجر عثرة في سبيل تحقيق غاياته ومقاصده، قد انطبعت في نفسه إلى حد ما . ولم يكن في استطاعتي أن أزيل هذا الانطباع تماماً، لأنني بقيت بضع عشرة سنة بعيداً عن الوطن الحبيب لم تكتحل عيناي بإجتلاء ربوعه، ولم يتح لي لقاء الملك عبد الله منذ خروجي من فلسطين إلا عند زيارته الأخيرة لمصر ونزوله ضيفاً على الحكومة المصرية في قصر الزعفران عام 1948.

    هذا وقد كنت أرغب حقاً في تلبية دعوته الكريمة التي وجهها إلى الذهاب إلى عمان في مارس سنة 1948 لولا خشيتي من غدر رجال الاستعمار الذين كانوا يحرسون خلال الديار، والذين لا تؤمن مغبتهم ولا يجمد عند الصباح سراهم ، وكنت موقناً أنهم يتربصون بي الدوائر .

    ولم تكن خطتي في وقت من الأوقات أن أناوئ أية شخصية أو حكومة عربية ، بل كانت ولا تزال الخطة التي أعتنقها هي بذل أقصى الجهود والتضحية بأعز ما أملك في سبيل جمع شمل الأمة العربية وتوحيد كلمتها ، وقد نصحت بعض الفلسطينيين الذين صادفتهم في زيارتي الأخيرة لدمشق في أكتوبر الماضي 1953 بأن يقاوموا فكرة الشقاق بين الفلسطينيين والأردنيين، والضفة الغربية والضفة الشرقية . وقلت لهم : إن التفرقة بين الأقطار العربية ليست إلا من عمل الاستعمار الذي هو عدو للجميع ، فأحذروا كيده ، ولا تخاصموا أحداً من العرب ولا دولة من الدول العربية . فإن كابوس الاستعمار يجثم فوق صدور الأردنيين، كما يجثم فوق صدور الفلسطينيين ، وكلكم في البلاء سواء ، فعليكم أن تتقوا الخلاف بينكم ، وأن توحدوا جهودكم ضد الاستعمار وحده .

  4. #14
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 40
    المشاركات : 362
    المواضيع : 127
    الردود : 362
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اختي النشيطة / فلسطينية

    بارك الله فيك وموضوعك جد مهم وخصوصا في الوقت الذي يتهم فيه شعبنا ببيع اراضيه وليس له حقوق في فلسطين .......والمؤسف أن تسمعي هذا الكلام من عرب مسلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فلسطين هي فؤادنا فكيف نبيعه؟؟؟؟؟؟ فلسطين كل شئء فكيف نفرط به ؟؟؟؟؟؟ وياليت كل الناس تحب ارضها كما هو الفلسطينيون



    شكرا أختي فلسطينية وبارك الله فيك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ابن فلسطين
    ...

  5. #15
    الصورة الرمزية فلسطينية67 عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : الشتات
    المشاركات : 112
    المواضيع : 17
    الردود : 112
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    لا شكر على واجب اخي

    لكن الذي جعلني ربما اكتب هذا الموضوع هو ما صدمت به خلال فترة الحرب على العراق
    من اتهام لنا نحن الفلسطينيون باننا قد قمنا ببيع أراضينا
    و قد كان هذا الاتهام هو من العرب المسلمين و هذا ما قد آلمني
    و هم يعلمون ما هي الحقيقة
    لكن !!!!!!!!!!!!
    فأرى اننا يجب ان نحاول نشر كل ما يدحض قول كل متهم لنا و لوطنيتنا

  6. #16

  7. #17

  8. #18
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : قلب الواحة
    المشاركات : 1,290
    المواضيع : 109
    الردود : 1290
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    متميزة كعادتك يا غالية فلسطينية67
    أحسنت علينا ان ننشر الموضوع في كل منتدى
    في كل مكان نستطيع نشره فيه
    لكي يعلم الجميع الحقيقة ممن يصدقون افتراءات
    واتهامات الاخرين لنا كفلسطينيين

    سلمت وسلم غاليك

    نسرينه

  9. #19

  10. #20
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : قلب الواحة
    المشاركات : 1,290
    المواضيع : 109
    الردود : 1290
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    الغالية فلسطينية
    لو كان بامكانك احضار اسماء العائلات من الاقطاعيين
    الاخرين الذين هم من باعوا اراضي فلسطين وهم من
    جنسيات اخرى وليسوا فلسطينيين
    يا ليت لو تستطيعين الحصول على اسماء هذه العائلات
    ان تدريجها في المنتدى لمزيدا من الحقيقة

    اشكرك مرة اخرى

    نسرينه

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بيْعُ رقبَةٍ - ق ق ج
    بواسطة أحمد بلقمري في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 18-08-2016, 08:29 PM
  2. بيع صوتك
    بواسطة محسن البدراوى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 04-06-2012, 10:20 PM
  3. بين "بيع وفضل"في يوم الجمعة
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى البَلاغَةُ العَرَبِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-12-2011, 02:22 AM
  4. أخطاء تقع كثيراً عند بيع الذهب!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-06-2006, 12:06 AM
  5. كذبة بيع الفلسطينيي لأرضهم - حقائق
    بواسطة فلسطينية67 في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 02-05-2003, 11:13 PM