إلى شخص

رفعتُ جفني عن جفني هذا الفجر وأنا أحب أن أقول : صباح الخير .. لشخصٍ لم تلتق به جوارحي قطّ ! ولكنني أعرفه كما لم أعرف مَن أعاشره كلّ يوم !
مُدهشٌ عُمْرُنا في هذه الحياة الدنيا القصيرة ، نمر فيها بغرائبِ التجارب !
قرأتُ فِكرَه ، فقلت هذا فكري ! وكان مع أفكاره رفاقٌ من الإيمان كأنهم رفاقي !
وكان كلما اختار لي كتاباً ، أو قطعة من أدبٍ أرى فيما اختار عقلي ووجداني !
وكانَ يسأل السؤالَ عن أمر ؛ فكأنه سبقني إلى سؤال يجول في ذهني !
وإذا أجاب عن سؤال أسأله ؛ أراني كأنني كنتُ أبحث عن جوابه في طيات نفسي !
فما الحاجة – بعدُ - إلى الجوارح لأعرفه ؟!
هو ليس بالمحبوب ، ولا بالصديق ، ولا بالنسيب الغائب ، لا ، فهؤلاء جميعاً يُرجى لقاؤهم وأنا وهو في لقاء ليسَ كاللقاء .. دون رجاء اللقاء .. في لقاء مبرأ من أرَب أولئك جميعاً !!
هو الحلالُ المُحرّم ، كيف ؟ لست أدري !
وهو المُباح المُقدّس ، وأيضاً لستُ أدري كيف ؟
فأنا الآن أكتب عن شخص قال لي الله : هو منك ، ولكن إيّاك أن تقترب منه ! حدّثه وانظره واكتب إليه ، ولكن سيحلّ عليك غضبي لو رأته عيناك ، أو سمعتك أذناه ، أو تحركت إليه يدُك !
ماذا تفعل الأرواحُ في غيبتها عنّا ؟ ماذا تصنع بنا دون استئذان منّا ؟ أينَ هي ؟ ما كنهُها ؟ ما أدواتها ؟! أين تجلس لتغزل و تجدل مَن مع مَن مِنـّا ؟
لهذا الشخص الذي لم تسمّه اللغة التي لا أتقن غيرَها ، ولم يحكِ عن مثله كل ما قرأتُ
لهذا الشخص الذي – من حيثُ لا أدري – أهدى إلى قلبي هناءً بصفاء قوارير سليمان التي بنى بها صرح بلقيس ، وأهدى إلى نفسي نوراً مطبوعاً عليه أنه وارد من السماء
أحبّ لو تصل إليه : صباح الخير