أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: غصةٌ لا تُبارحُ الفؤادَ!

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي غصةٌ لا تُبارحُ الفؤادَ!

    غصةٌ لا تُبارحُ الفؤادَ!



    جلستْ إلى جوارهِ في سيّارتهِ الفارهةِ ليطوفَ بها خارجَ بيتِهِ. سألها عدةَ أسئلةٍ فأجابتْ عدةََ أجوبةٍ. لكنّ السؤالَ الّذي جعلَهُ يوقفُ السَّيارةَ جانبَ الطَّريقِ، فأمعنَ النَّظرَ فيها مليّاً، وفكَّرَ أن يدفعَها بقدمهِ خارجَ السّيارةِ لولا بعضُ النّاسِ الغادينَ الرائحينَ.

    توفّى زوجُها عن ابنةٍ ولها من العُمرِ خمسُ سنينَ. وإذْ ورثتْ عن زوجِها ثروةً محترمةً، فآثرتْ أن تعزفَ عنِ الزَّواجِ لتقومَ على ابنتِها. ولمّا كبرتْ البنتُ تزوجتْ لترحلَ من بلدتِها في جنينَ إلى مكانِ عملِ زوجِها في عمّانَ. وكانَ على هذهِ الأرملةِ أن تزورَ ابنتَها وأحفادَها مرّتينِ كلَّ عامٍ، وممّا يقومُ عليهِ الودُّ ببعضِ مالٍ أو بعضِ هدايا تدقعُها إليهمْ.

    واستكمالاً للفرحةِ التي أُقيمتْ في الفندقِ الفاخر في عمَّان، احتفالا بزواج ابنهِ الأولِ..وصلَ "طافشُ" إلى بلدتِهِ القريبةِ من الحدودِ الأماميَّةِ.وإذ أُقيمَ الحفلُ ذاتَ مساءٍ ثانيةً على مستوى شعبيِّ من الأقاربِ والأصدقاءِ الذِّينَ لم يحضروا حفلَ عمّانَ. وإذْ أغمضتِ الشَّمسُ عينَ الغروبِ فأقبلَ اللَّيلُ، فاستعدَّتْ جميلةُ لتُريَ أخاها ما تصنعُ من فرحةٍ، وما تنشىءُ من أهازيجِ شعرٍ؛ أَوَ ليستْ هيَ أختَهُ الكُبرى؟!. أوَ ليسَ هوَ أخاها الوحيدَ في عديدِ أخواتٍ؟! وها هيَ الطبلّةُ يُحمى جلدُها وتُقلَّبُ على زفيرِ نارٍ.
    وقد كانَ في بيتِ أبيهِ الكبيرِ ساحةٌ وديوانٌ. أما السَّاحة فهي سماويَّةٌ، أحاطتها على أضلاعِ مربعٍ صالةُ معيشةٍ وغرفُ نومٍ. وأمّا الدِّيوانُ فهوصالةٌ كبيرةٌ ارتقى عن مستوى أرضِ السّاحةِ أربعُ درجاتٍ، فكانَ لاستقبالِ الضُّيوفِ منَ الرِّجالِ؛ وهو اليومَ للمُهنِّئينَ منهمْ؛ ففريقانِ عن يمينٍ وشمالٍ. أمّا الَّذينَ عن يمينٍ فجلسوا على الكراسي في ثلاثِ جهاتٍ لمربَّعٍ؛ وهمُ الشَّبابُ. وتوسّطتْ منضدةٌ مستطيلةٌ اعتلتها مزهريَّةٌ كبيرةٌ، فازدانتْ بالزُّهورِ . وأمّا الذينَ عن شمالٍ؛ فهم كبارُ الرِّجالِ والشُّيوخُ؛ فجلسوا على فراشٍ وثيرٍ، لفّتهُ المساندُ المستطيلةُ إلى الحائطِ؛ قشٌ مشدودٌ بخيوطِ الكتّانِ في حشوِ خيشٍ، فاحتوى قماشُ المُخملِ ما يزينُ الظّاهرَ من ملمسٍ ولونٍ. وفصلتْ بين الجالسينَ متكآتُ متعامدةٌ. و أمّا السَّاحةُ السَّماويَّةُ فعمرَتها النِّساءُ، وحيثُ كان الضوءُ خافتاً،وشرعتْ الطبلةُ في نقرٍ ثمَّ ضربٍ ثمَّ قصفٍ، فاشتدّتِ الأيدي صفقاً كفّاً بكفِّ، واهتززنَ يرقصنَ ويُغنِّينَ. وتوسّطتْ جميلةُ حلبةَ الرَّقصِ، واشتدَّتْ حماسةً في حركتِها وهزِّها ورقصِها وانطلقتْ الزَّغاريد وتناوبتُْ على خطوطِ فرحِها ووصلِها، وحتّى لكأنّها تقولُ في صدرِها "بِدّي أرقصْ واغنّي..تا يْضيعِ العقلْ منّي". ولمّا تغشّاها عرقٌ كثيفٌ واحمرَّ وجهُها وكلَّ متنُها، وظنَّتْ أنَّ كلَّ النّاسِ قد شهدوا فِعلَها و جمالّ صنيعِها، فتوقَّفتْ وتولَّتْ أُختٌ لها مقامَها، وتمنَّتْ لو جاءَ أخوها فاحتضنَها وقبّلَ جبينَها.

    وقد كان كثيراً على مرورِ الأيامِ يوبِّخُ اختَه على فرطِ ذاتِ يدِها، إذ كانَ يبرِّرُ كلَّ ذلكَ حرصَهُ على مصلحتِها وخوفاً عليها من تقلُّبِ الأيامِ. وحتّى إذا سألَ السؤالَ الأخيرَ، فأجابتْ الإجابةَ الأخيرةَ، ما جعلَ السّيارةَ تتوقّفَ. وكانَ قدْ سألها يوماً: لمن ستتركينَ هذهِ الأموالَ؛ ألبني زوجِكِ؟!

    وإذِ انضمَّتْ إلى حلقةِ المُغنِّياتِ والمُزغرداتِ، وحتّى إذا بردَ عرقُها وظنّتْ أنَّها لم تقمْ بواجبهِا كما يجبُ فآنستْ أخاها من بعيدٍ، حيثُ الضوءُ السّاطعُ الخارجُ من بابِ الدِّيوانِ، وكانَ يشيعُ أحدَ المهنِئينَ بالزَّواجِ- ومُتفكراً في الخمسةِ آلافِ منَ الدّنانيرِ التي دفعها للفندقِ- فانفتلتْ من بين النِّسوةِ إلى أخيها مسرعةً، منتظرةً جُنُباً في خَبْءِ العتمةِ ذهابَ الضَّيفِ، حتّى إذا انصرفَ الضَّيفُ امتدّتْ إلى حيثُ رآها أخوها ووقفتْ أمامَهُ، فخطا إلى الخارجِ مُقترباً ثلاثَ خطواتٍ حتى واجهها تماماً..وأخذتْ "تهاهي" أي تهزجُ مقاطعَ شعريةٍ شعبيةٍ، تتبعها زغرودةٌ واحدةٌ أو أكثرُ من نسوةٍ أُخرياتٍ من المشاركاتِ في الفرحِ؛ تقولُها النِّساءُ المُقرّباتُ عادةً لصاحبِ الفرحِ ابتهاجاً ومشاركةً فاعلةً!...فما أن انتهتْ من وصْلَتِها...حتى قالَ لها أخوها بصوتٍ لم يسمعه أحدٌ إلاها " طب..انقلبي.. انقلبي "...ثمَّ انفتلَ عائداً إلى الدِّيوانِ. فأفلتتْ الدُّموعُ من عقالِها..وانزوت إلى ركنٍ خالٍ غيرِ مسموعٍ،تجهشُ وتئنُّ حتّى إذا نفثتْ بركانَ صدرِها حمماً، كفكفتْ الدُّموعَ، وجفّفتِ اللُّعابَ النازفَ من فمِها بأردانِ ثوبها. وشدّتْ وجهَها وخدَّيْها بباطنِ كفَّيها..وتصنَّعتْ فابتسمتْ، ثم ضحِكتْ...وسارعتْ إلى النِّسوةِ، تُغنّي لكنَّ جسمَها الّذي باتَ فاتراً لمْ يقوَ على الرّقصِ من جديدٍ!

  2. #2
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.00

    افتراضي

    جرح الفؤاد وكسر الخاطر ممن نحب يبقى كرؤوس الإبر كلما هاجت الذكرى نخزنا بقوة
    سرد سلس وإن طال
    فكرة عميقة كادت أن تفلت بين الصور
    دمت بخير
    تقديري

  3. #3
    الصورة الرمزية عدنان الشبول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 5,981
    المواضيع : 225
    الردود : 5981
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    كسر الخواطر وما أدراك ما كسر الخواطر


    طبع في البشر !





    لكم تحياتي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    كابرت حين جرح قلبها كما كابرت دائما كي لا يرى الناس ما بها
    هذا ما وصلني من القصة التي أخشى أن خيوط حبكتها لم ترتبط بما يكفي لتمكين القارئ منها فباتت قيد انفلات منه

    أظنني سأعاود القراءة طمعا بفهم للنص أعمق

    دمت مبدعنا بخير وألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود محمد جمعة مشاهدة المشاركة
    جرح الفؤاد وكسر الخاطر ممن نحب يبقى كرؤوس الإبر كلما هاجت الذكرى نخزنا بقوة
    سرد سلس وإن طال
    فكرة عميقة كادت أن تفلت بين الصور
    دمت بخير
    تقديري

    الأديبة النبيلة خلود
    تحية إكبارٍ وإعزازٍ وود..شاكرا لكم مروركم البهي وما اشرقت به شموسكَ على النص!
    مرورُ كريم! وتعليقُ نبيل.. تقديري الكبير وخالص دعائي!
    أخوكم

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان الشبول مشاهدة المشاركة
    كسر الخواطر وما أدراك ما كسر الخواطر


    طبع في البشر !





    لكم تحياتي
    الأخ الشاعر النبيل عدنان
    تحية إكبارٍ وإعزازٍ وود..شاكرا لكم مروركم البهي وما اشرقت به شموسكَ على النص!
    مرورُ كريم! وتعليقُ نبيل.. تقديري الكبير وخالص دعائي!
    أخوكم

  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    تمتلك شاعرنا الفاضل مقدرة فائقة على السرد الماتع واختيار الفكرة التي تنسج حولها مادة النص وإن طال السرد وحاولت الفكرة أن تفر بين السطور وتدعونا دائما للقبض عليها
    شكرا لك
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    هو لا يريد منها ان ترقص وتغني وتزغرد في فرح إبنه
    هو يطمع أن تمده بالمال الذي يساعد في نفقات الفرح
    هذا ما جعله يكسر بخاطرها .. وجعلها تجهش وتئن
    ثم تسارع إلى النسوة بعد أن تصنعت الإبتسام والضحك
    ولكن الغصة لا تبارح الفؤاد.
    نص معبر بلغة شيقة وواقعية بسيطة وكأننا نشاهده
    وسرد قصي اعتمد على الوصف لتوصيل المشهد
    وتسربل بالعفوية .
    دمت ودام أدبك الناضج.

  9. #9
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    ظالم وقاسٍ وأنانيّ!
    وصف مسهب لتعرية البطل وكشف حقيقته
    بوركت أخي
    تقديري وتحيّتي

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.92

    افتراضي

    نص ماتع ومعبر
    بأسلوب شيق وجذاب .
    دمت مبدعا .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. غصة في القلب
    بواسطة مأمون احمد مصطفى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-11-2016, 11:59 PM
  2. غصة
    بواسطة حسين العقدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 28-03-2014, 06:24 PM
  3. غُصَّةُ وَدَاعٍ
    بواسطة لطيفة أسير في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 01-06-2012, 09:24 PM
  4. غصة
    بواسطة يحيى سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 05-07-2010, 04:20 PM
  5. تغتالني غصة الرحمــاء... : (
    بواسطة فضاءات يراع في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 12-10-2006, 06:04 AM