كنت أتساءل دوماً بيني وبين فطنتي البعيدة عن الواقع "هل يحقّ للحبّ أن يزهو في زمن الحروب"؟..الإجابةُ دوماً كانت مبهمة .
في البعد المتشظّي صهيل أرضٍ تتساقط أوراق ربيعه وتهزّه ريحٌ عاتية تقتلعُ الطفل ، من مهدِ أحلامه ، و هزيم الرعد يخترق صمت المكان ،يحرق معه حلماً جديداً..!
يا عروبةً قد شربناها ، فصارت كخلايا الدم لا تفارق أجسادنا ..قُبلتك الدافئة قد أحرقت أرواحنا الغضّة وامتلأ حقل الأمل بدمنا ودموعنا..ونعينا للوطنِ.
نصحو صبيحة كلّ يومٍ على وقع الطبول تدك بقسوةٍ أغشيةً من رماد لا تحتاج إلا نفخة مزمار وينطلق العويل المخضّب بأصواتنا المورقة برطوبة رغبتنا في الحياة.
نعم.. رغبنا أن نعيش كباقي البشر..أردنا أن نحمل على شفاهنا أنشودة ( الوطن السعيد) !
أمّا أنا ؛ فاشتهيتُ ، و حلمتُ ، ورسمتُ، وخططتُ ، وفكّرتُ من أجلك يا غرزةً في عين الحاسدين.
اشتهيتُ أن أجلس على مشارف دجلتكَ عندما يسدل الليل ستاره.. حلمتُ أن ألبس ثورة الحبّ ، ورسمتُ على أرضكَ ملحمة ربيعٍ دائم وثورة حبّ بريئة ، خططتُ أن أغوي سحبك البيضاء لتهطل أمطارك فوق عرش الحريّة والكبرياء..!
فكّرتُ أن أكون فرناسيّة الطيران، أصنع لنفسي جناحين من الشعب يتغنّى الأيمن بحبك ، ويزرع الأيسر الربيع في دربك.
وددتُ أن أكتب في الحبّ قصيدة لا تنتهي ، و أن أغرس في قلب كل البشر معنى الحبّ والسلام.
لكنّ سفن الغيث لم ترفع أشرعتها ، فاحترقت أوراقي، و تبعثرت كرّاسةُ احلامي ، وضاعت خطوطُ كفّي ، و انفرط عِقد الأمل من عنقي، و ما كففتُ عن حبك المعجونِ بدمي.
فهل وجدت أيها الحبيب أنثى ضائعة في عشقكَ مثلي !
منى الخالدي
14\04\2007