|
مَنْ غير مصر أخصها بودادي ؟! |
هي روح روحي وارتياح فؤادي |
هي نبض قلبي في شراييني التي |
بالحب تشدو شدوها لبلادي |
هي أُنس نفسي وابتهاج سريرتي |
ونماء نضرة مهجتي ومرادي |
أم البلاد حبيبتي إن رامها |
خصم بضر رمته بعتادي |
وإذا تحدث عن حماها عاشق |
أهديه ودي في رقيق تهادي |
وأظل مشدودا إليه فربما |
كان المعبر عن جديد الوادي |
ويطير فكري بالبعاد إلى الثرى |
والجو أحضر عندها ببعادي |
وأقول بالشوق : السلام لمنتهى |
عشقي .. لمصر ندية الأورادِ ! |
وأهيم فيها بانطلاق جوارحي |
بعبير وجدان الشغوف الشادي |
مصر الجمال حبيبة الكل التي |
تحلو لعاشقها الصدوق البادِ |
وكذا لزائرها المحب المرتجي |
فيها تواريخا من الأمجادِ |
إن غرَّدَت غنت طيور قلوبنا |
بسرورها بحبورها المزدادِ |
أو أُحزنت تهمي الدموع غزيرة |
بعيون حزن وشحت بسوادِ |
لازال نيل مروجها بنقائه |
يجري بري مستطاب الزادِ |
من جاءها ذاق الثمار شهية |
ولذيذة بغزارة الزوَّادِ |
وإذا أراد المرء ظل ظلالها |
تحبوه مصر مراتع الإسعادِ |
ويقيم فيها بالهناء مكرما |
بمكارم شتى من الإرفادِ |
هو صاحب البيت الكبير توسعت |
فيه الرحابة بانبساط توادِ |
فالضيف فيها مثل أهل عندها |
بمحبة الآباء والأجدادِ |
وتضمهم ضم المحب لحبه |
كالأم ضمت أعذب الأولادِ |
أشرقتِ مصر بكوننا إشراقة |
ضاءت حواضر رفعة وبوادي |
وجذبت أفئدة البرايا جذبة |
راقت لهم بالحب والإرغادِ |
واستمتعوا بوشائج القرب التي |
حفتهمُ بمواهب الآمادِ |
تنساب فيهم بانبلاج خوافق |
ترتاح في مصر الصفاء النادي |
وتحن للآثار أثرت فكرهم |
بعلوم ما للب من إرشادِ |
وجمال ما بالعيش من أُنس به |
إنعام ربي واسع الإمدادِ |
وضياء ما بالروح من صفو المنى |
ببهاء إسباغ الهنا الوقادِ |
لما تئن يئن قلبي صادحا |
بمواجع الأشعار والإنشادِ |
آهات أحزان توالت بالجوى |
فيها تباريح العنا المتمادي |
ببحور أشجان تجلت بالشذا |
بعبير آلام بروض حصادي |
وأّذب عنها كل خصم مغرض |
فظ يواكب هجمة لأعادي |
ويروم مصر بمعضلات أطبقت |
بأليم وخز الشر والإرعادِ |
وأظل مشدودا لأعينها بكت |
من فرط غدر أسود الأحقادِ |
وأهيم فيها بانطلاق صبابتي |
بسيوف دفع غوائل الحُسُّادِ |
مرضى وأقزام وأوباش همُ |
أعداء مصر وعصبةُ الأوغادِ |
وشرار خلق بالمكائد أوغلوا |
في الإثم والإرهاب والأصفادِ |
ستكون مصر بأمنها وسلامها |
مهما ادلهمت حلكة لعوادي |
في حفظ ربي المستعان بقدرة |
ومشيئة للواحد الجوادِ |
رباه يا ذا الفضل أنت المرتجى |
فأدم عليها أمنها يا هادي |
وابسط لمصر الخير يا رب الورى |
بالشرع تحيا في هدى ورشادِ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما الصوم جاء برحمة لعبادِ !! |