أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: وشكسبير يكره اسرائيل كذلك

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي وشكسبير يكره اسرائيل كذلك

    غنى المصريون ذات يوم : " أنا بكره إسرائيل " ، ويغضب اليهود لانتشار الأغنية الشعبية بين كل طبقات المجتمع ، وتعاتب محررة " يديعوت أحرونوت " وزير الثقافة المصري آنذاك في مقابلة صحفية معه ، لأنه هيئ الجو لانتشار ثقافة كراهية إسرائيل في مصر والعالم العربي .

    المصريون لم يخترعوا كراهية اليهود لأن كراهيتهم ذات تاريخ ضارب في القدم بين شعوب العالم أجمع وليست مقتصرة على المصريين وحدهم .

    والمصريون لا يغنون وحدهم " أنا بكره إسرائيل " ؛ فالأغنية منتشرة في العالم كله ، يغنيها أهل الأرض جميعا ً بمختلف اللغات واللهجات قبل قرون بعيدة .

    أردت اليوم عرض قائمة سريعة لكتابات أدباء العالم في القديم والحديث التي تناولت اليهودي وشخصيته ، والتي يتغنون فيها – شعرا ونثرا – : " أنا بكره إسرائيل " وترددها وراءهم شعوبهم ، ولكنى وجدت ذلك مرهقا ً للغاية ويحتاج إلى كتاب بأكمله وليس مجرد مقال ، فاكتفيت بمثال واحد فقط – إلى حين – وهو الأديب الانجليزي الأشهر على مستوى العالم ، الشاعر العبقري وليم شكسبير في رائعته ( تاجر البندقية ) .

    - اخترتها ليس فقط لكي أثبت أن أشهر وأعظم شعراء العالم يغنى وبصوت عال ومنذ زمن بعيد : " أنا بكره إسرائيل " ، ولكن لأنه في معالجته النادرة لشخصية اليهودي في مسرحيته الشهيرة وكأنه يعزف على أوجاعنا وأحزاننا اليوم في غزة .

    - ولأنني وجدت – ويا للعجب – المجال متاحا أمامي لإنزال كثير من وقائعها وأحداثها ومواقفها على واقعنا المؤلم المظلم ، فضلا عن رغبتي في اختزال إبداعات أدباء العالم - الذين تناولوا شخصية اليهودي وسلطوا عليها أضواءهم الكاشفة - مثل ديكنز وكافكا وغيرهما – أردت اختزالها في أديب واحد ، وبالطبع لن نجد أديبا عالميا أهم وأروع من وليم شكسبير .

    - بالطبع سنعود إلى ترجمة خليل مطران عن النص الفرنسي للمسرحية ؛ فهي بالرغم من أنها أقدم الترجمات ، إلا أننا لن نجد في رصانتها وعمقها وصدقها وجزالة عبارتها .

    - كنت أتمنى لو يتسع المقام لأعرض المسرحية بأكملها لنقف على الفارق الهائل بين المسرح الحقيقي الذي يقدم فنا راقيا إنسانيا ً هادفا ً ذا قيمة وبين ما يقدم اليوم على مسارحنا من إسفاف وابتذال وسطحية ؛ فمسرحية تاجر البندقية تقدم نماذج إنسانية في منتهى الرقى وتطرح قيما فاضلة وتعلى من شأن معان كثيرة مفتقدة بين الناس مثل الصداقة والرحمة والعدل والتضحية والوفاء والحب بين الزوجين .. الخ .

    - لكننا سنركز أكثر هنا على هدفنا وهو شيلوخ اليهودي ، ذلك المرابي الجشع القاسي الجبان الحقود الانتهازي ، والذي يجسد صورة الكيان الصهيوني الغاصب اليوم أبرع تجسيد .

    - أحداث المسرحية مشهورة والكل يحفظها ، فبروسيا الجميلة الذكية ذات الأخلاق العالية والمكانة المرموقة في المجتمع وذات الثراء والميراث الواسع ، وباسانيو الحبيب المفلس الذي يضطر إلى اقتراض المال لإتمام زواجه منها ، فيلجأ إلى صديقه تاجر البندقية الشريف أنطونيو الذي كانت أمواله وعروضه على سفنه ومراكبه المشحونة فيما وراء البحار ، فيضطر أنطونيو وفاءا بحق صديقه باسانيو أن يقترض المال باسمه من يهودي في مدينة البندقية اسمه شيلوخ ، وقبل أنطونيو شرطا وحشيا قاسيا وضعه اليهودي في الصك ، وهو أنه إذا فات الأجل المضروب لوفاء الدين استحق شيلوخ اليهودي على أنطونيو المسيحي أن يقتطع رطلا من اللحم من صدره .

    - وبينما باسانيو في غمرة أفراحه بإتمام زواجه على الجميلة بروسيا يأتيه الخبر بالخسارة الكبيرة التي تعرض لها صديقه أنطونيو تاجر البندقية ؛ فقد تعرضت سفنه لثورة البحار وصار عاجزا عن الوفاء بدين اليهودي الذي انتهز بدوره الفرصة لينتقم من أنطونيو الذي طالما احتقره بسبب إيذائه لأهل البندقية برباه الفاحش .

    - وترك باسانيو عروسه الجميلة في ليلة عرسه لتخليص صديقه من يد شيلوخ اليهودي الذي لا يرحم ولو كان في ذلك حتفه هو ، لأنه لا ينسى أن أنطونيو قد استدان المال من اليهودي لأجله . ولما علمت بروسيا بالأمر كله صممت على الدفاع عن صديق زوجها وعلى تخليصه من محنته التي وقع فيها مع شيلوخ الذي رفض أي مبلغ من المال حتى لو كان ستة أضعاف المبلغ المستحق ، وأصر على الوفاء بشرط الصك وهو اقتطاع رطل من لحم أنطونيو .

    - تنكرت بروسيا فى زى محام بارع واستطاعت بذكائها وحسن حيلتها في المرافعة الشهيرة أن تقلب السحر على الساحر وأن تحول شيلوخ اليهودي من متجبر طاغ متغطرس إلى ذليل يستعطف العفو والرحمة ؛ فقد استعملت بروسيا شرط اقتطاع اللحم من صدر أنطونيو ضده وطالبته بأن ينفذ حرفيا ما جاء فى الصك ولكن بدون قطرة دم واحدة فالذي جاء فى الشرط هو اقتطاع اللحم فقط بدون دم ، فإذا سقطت قطرة دم من جسد أنطونيو أدين شيلوخ ، وأيضا اشترطت عليها أن يكون اللحم الذى يقتطعه رطلا بالتمام والكمال دون زيادة ولا نقصان كما ورد بالصك ، فإذا زاد ما يقتطعه شيلوخ شعرة واحدة عن الرطل أو نقص شعرة أدين بحسب قانون البندقية . وبذلك استطاعت بروسيا تخليص أنطونيو ، وأرغمت شيلوخ بما استخدمته من حيل قانونية أن يكتب أمام دوق البندقية عهدا على نفسه بأن ينزل عن كل ثروته يوم وفاته لابنته جسيكا التى كانت قد هربت من بيت أبيها حاملة معها بعض الأموال والمجوهرات لتتخلى عن يهوديتها وتتزوج رجلا نصرانيا من أصدقاء أنطونيو .

    - نتوقف هنا أولا عند المشهد الذى جمع بين شيلوخ اليهودى مع أنطونيو وباسانيو اللذين ذهبا إليه لطلب القرض لباسانيو بكفالة أنطونيو ؛ فاليهودي فى هذا المشهد يظهر تدينه حتى وهو يقرض بالربا ، بل ويضفى على رباه مسحة من التدين مستعينا بالتوراة مسخرا نصوصها لهواه من أجل تبرير جريمته ، وهو يستشهد بقصة حدثت ليعقوب عليه السلام يفسرها هو تفسيرا مضحكا شديد الغرابة ليثبت أنه لا يخالف دينه وأن ما يفعله هو عين الصواب.

    - ومنطق إسرائيل اليوم لا يختلف عن منطق شيلوخ ؛ فهي دائما تعود إلى نصوص التوراة لتبرر جرائمها ، بل إن اغتصابها للأرض وتدنيسها للمقدسات وسفكها للدماء وذبحها للأبرياء وطردها لأصحاب الأرض من ديارهم وتشريدهم فى البلاد المجاورة ، كل ذلك له ما يبرره دينيا عند اليهود ، فلكل جريمة هناك نص يستشهد به من التوراة .. يقول أنطونيو لصديقه تعليقا على كلام شيلوخ ( المتدين ) :

    - وأنت يا باسانيو تفطن ، إن الشيطان يستطيع الاستشهاد بالتوراة لتصويب أعماله ، فما مثل النفس الشريرة التى تجئ بتلك الاستشهادات الصالحة إلا مثل المجرم الذى يبتسم أو الثمرة الناضرة التى لبها متعفن ، ما أكثر الظواهر الخادعة التى تشبه الرذيلة بالفضيلة .

    - وقبل أن نغادر هذا المشهد أريد أن أدلل لإخواننا الذين لا يزالون ينتظرون الخير والنفع من اليهود ، فقد صور شكسبير بعبقريته شخصية اليهودى عندما يلجأ إليه خصمه ويحتاج إليه أبلغ تصوير وأدقه ، لنتأمل جيدا فى نفسية اليهودى من بين سطور كلمات شيلوخ لأنطونيو التى لا تحتاج إلى تعليق :

    - يا سنيور أنطونيو طالما صادقتني فى مصفق الريالتو ، فسخرت من أعمالي المالية ومن مراباتى ، فلم أقابل ذلك إلا برفع الكتفين وجميل الصبر ، لأن الألم هو إحدى الآفات التى خصت بها أمتنا ، وطالما نعتني بالكافر أو الكلب وبصقت على عباءتي التى يعرف منها الناس يهوديتي كأنك تعيبني لاستعمالي ما هو ملكي .

    - أما الآن فيظهر أنك فى حاجة إلى : " شيلوخ نريد منك نقودا " من يقول هذا ؟ أنت يا من ينفث فى لحيتي لعابه ويطردني من حضرته ركلا كما يطرد الكلب الأجنبي من عتبة البيت تطلب منى مالا .. فيم ينبغي أن أجيب ؟ أيحرز الكلب نقودا ؟ أيعقل أن كلبا يقرض ثلاثة آلاف دوقي أم يتعين على أن أخر إلى الذقن وأن أرد عليك بصوت خافت وقلب خاشع : يا مولاي الجميل . يوم الأربعاء المنصرم بصقت فى وجهي ويوما قبله طردتني ضربا برجليك ويوما قبله دعوتني بكلب ، فقياما منى بحق تلك المكارم كلها سأقرضك نقودا .

    - يوافق شيلوخ المرابي اليهودى فعلا على إقراض أنطونيو ثلاثة آلاف دوقية ( وهى عملة مدينة البندقية وقتئذ ) ولكنه فعل ذلك لغرض شرير فى نفسه الخبيثة ، ولذلك اختار النسيئة رطلا من لحم الرجل ، وهو – كما يقول هو بنفسه – أقل نفعا من رطل الضأن أو البقر أو الماعز ، ولكن ما السبب الذى جعل اليهودى يضع شرطا كهذا فى الصك ، يجيب على ذلك شيلوخ نفسه فى حوار مع سالارينو وهو أحد أصدقاء باسانيو وأنطونيو ، ولنتأمل سويا كلمات اليهودى الحاقد التى كشف بها وليم شكسبير عقدة النقص المصابة بها الشخصية اليهودية عموما ، يقول شيلوخ اليهودى عندما سأله سالارينو عن فائدة رطل من لحم أنطونيو ، وماذا سيفعل به :

    - تفيدني فى إعداد طعم للسمك ! ألا يكفى أن أستخدمها فى شفاء غليلي والانتقام لنفسي .

    - هو الذى جلب على التحقير والازدراء ، وحال دون اكتسابي نصف مليون فوق ما اختزنت . سخر من خساراتى ، وهزأ من أرباحي وسب قومي وعارض أعمالي ونفر من أصدقائي واهتاج أعدائي ، ولم كل هذا ؟ لأنني يهودي .

    - أليس لليهودي عينان ؟ أليس لليهودي يدان وأعضاء وجسم وحواس ومودات وشهوات ؟ أليس غذاؤه مما يتغذى به النصراني ؟ أليست الآلة التى تجرح أحدهما تجرح الآخر ؟ أليس العلاج الذى يشفى ذلك يشفى هذا ؟ أليس الشتاء والصيف واحدا لكليهما ؟ ألسنا إذا وخزتمونا ننزف دما ، وإذا دغدغتمونا نضحك ، وإذا سقيتمونا السم نموت ، وإذا آذيتمونا ننتقم ؟ فنحن نشبهكم بهذا كما نشبهكم بكل ما سواه .

    - أما جزاء اليهودى الذى يضر بمسيحي أن يثأر منه ؟ إذن فلليهودي وقد ائتسى بأسوة النصارى أن يثأر منهم إن أضروا به .. سأعاملكم بمثل الشدة التى تعاملونني بها أو أزيد .

    - يحقد شيلوخ اليهودى على أنطونيو إذن – كما فهمنا من مشاهد أخرى من المسرحية – لأنه مسيحي ، لمجرد أنه مسيحي ، ولأنه بسذاجته الخرقاء – كما يقول شيلوخ– يقرض المال دون فائدة ومن ثم يعمل على الهبوط فى سعر الفائدة فى البندقية ، ولأنه يبغض اليهود أو بتعبير شيلوخ " يبغض أمتنا المقدسة " ، ولأنه – كما يقول شيلوخ أيضا – يعيرني فى ذلك المكان الذى هو أكثر الأمكنة ازدحاما بالتجار بما جمعته بصفقاتي وأموالي الحلال التى جمعتها بكدي ويصفها هو بأنها ربا .

    - والسؤال : هل تختلف كثيرا أسباب حقد اليهود علينا عن أسباب حقد شيلوخ اليهودى على أنطونيو المسيحي كما ذكرها شكسبير فى مسرحيته ؟

    - ثم ان شيلوخ فى رائعة شكسبير يعلم جيدا كيف يقتنص الفرصة ليفرغ أحقاده القديمة وينفس عن كراهيته الدفينة ، ومتى كان ذلك ؟ كان عندما تعرضت تجارة أنطونيو للخسارة فى عرض البحر وأعلن إفلاسه .

    - وهاهم اليهود اليوم ينتهزون فرصة إفلاسنا المادي وضعف إمكانيات إخواننا فى فلسطين وقلة عددهم وعدتهم لينفسوا عن أحقادهم وكراهيتهم القديمة ويصبوا فوق رؤوسهم حمم ضغائنهم البغيضة .

    - نستطيع بسهولة هنا أن نستكشف شخصية اليهودى من خلال عبارات أبطال المسرحية الذين جعلهم شكسبير يعبرون عن رأيه الشخصي وينقلون انطباعه ونتائج دراسته العميقة لتلك الشخصية الشاذة .

    - تقول ابنته جسيكا لخادمه الذى قرر الرحيل هو الآخر بسبب بخله الشديد : أنا متكدرة لتركك أبى ، وستكون لك وحشة فى هذا البيت الجهنمي الذى كنت تؤنسه أحيانا .

    - ويقول عنه خادمه لنسلو : - لو جاريت الضمير لأقمت مع اليهودى الذى هو – أستغفر الله – ضرب من الشيطان ، ولو فارقت اليهودى لأصبح زمامي فى يد الشيطان الذى هو – ولا مؤاخذة – الشيطان بعينه ، وهذا اليهودى بشخصه ، وبذمتي إن ذمتي لتركب الشطط حين تنصح لي بالمكث عند اليهودى ، وإنما الشيطان هو الذى ينصح لى نصيحة الصداقة .. سأفر ، سأفر .. أمرك مطاع أيها الشيطان .

    - ويقول سالارينو واصفا حاله بعد هروب ابنته جسيكا ببعض الأموال والمجوهرات : - لم أر قط سخطا أشد التباسا وغرابة وجنونا من سخط ذلك اليهودى السافل ، الذى كان يطوف الأسواق منتحبا صائحا : بنتي .. دوقياتى .. وابنتيا ، فرت مع مسيحي .. وادنانيرى المتنصرة ( وكأن الدنانير كانت يهودية فتنصرت ) الإنصاف باسم القانون .. دوقياتى .. كيس ، بل كيسان من الدوقيات ، فرادى ومزدوجات ، اختلستها سليلتي واحترست بجانبها مصوغات جمة والماستين نادرتين ثمينتين ، ذلك سرقته ابنتي وكل ذلك معها الآن .

    - ومن خلال هذا الحوار الذى دار بينه وبين صديقه طوبال نكتشف مدى تعلق اليهودى بالمال وحرصه عليه ، ثم حرصه على الإيقاع بأعدائه للانتقام والثأر منهم :

    - شيلوخ : ما وراءك يا طوبال ؟ أوجدت ابنتي فى جنوا ؟

    - طوبال : خوطبت عنها فى أماكن جمة ولكنى لم أتوصل إلى عرفان موضعها

    - شيلوخ : يا للخسران ! اختلست منى ألماسة بيعت على فى فرانكفورت بألفي دوقي . الآن قد طفقت اللعنة تحل على أمتنا حلولا لم أشعر به من قبل .. ألفا دوقي فقدتها عدا مصوغات أخر غالية وأي غلاء ، من لي بابنتي ميتة عند قدمي والألماستان فى أذنيها ؟ من لى بها ممدودة هنا أمامي على وشك أن تحمل فى نعش وتحمل معها الدوقيات ؟ عجبا أما من نبأ عنها – هكذا - ، ويعلم الله كل ما سأنفقه حتى أجد تلك الضالة ، خسارة فوق خسارة .

    - طوبال : لست فذا فى تعرضك للنوائب ، إن أنطونيو قد فقد إحدى سفائنه .

    - شيلوخ : حمدا لله ، حمدا لله .. أيقين ؟ أيقين ؟ .

    - طوبال : كلمت عماله .. نجوا من الغرق .

    - شيلوخ : وحمدا لله يا صديقي طوبال ، نعمت الأخبار .. نعمت الأخبار .

    - طوبال : سمعت أن كريمتك أنفقت ثمانين دوقيا فى ليلة واحدة بجنوا .

    - شيلوخ : تطعنني بخنجر فى قلبي ! لن يعود إلى ذهبي .

    - طوبال : فى رجوعي إلى البندقية حدثت أن أنطونيو لابد له من التفليس .

    - شيلوخ : يا فرحا بما قالوا ، سأعذبه ، سأنكل به .. يا للسرور ! .

    - ثم ها هو أنطونيو فى مشهد المحاكمة الشهير يقول لصديقه باسانيو الذى راح يستعطف شيلوخ اليهودى ليقبل أي مبلغ من المال نظير العفو عن صديقه وعدم اقتطاع جزء من جسده ( وهذه الجزئية من المسرحية أهديها لمفاوضينا الكرام ) يقول أنطونيو : - تذكر – رعاك الله – أنك إنما تحاور اليهود ، وأنه أيسر لك من إقناع يهودي أن تقف على الشاطئ وتأمر البحر بالجزر فى غير أوانه فيزدجر ، أو أن تسأل الذئب لماذا يستبكى النعجة التى افترس صغيرها وتركها تثغو وراءه ، أو أن تحظر على صنوبر الجبل تحريك أغصانه الوريقة الشائبة أو الجهر بحفيف أعواده حين تصدمه الرياح ، أو أن تعمل أشق ما يرام عمله ، من أن تتوصل إلى تليين أقسى شئ فى الدنيا وهو قلب اليهودى .

    - ويخاطبه غراتيانو صديق أنطونيو عندما رآه يشحذ سكينه على حذائه ليتأهب لقطع لحم صديقه قائلا : - انك أيها اليهودى المتحجر القلب لا تشحذ السكين على نعلك ، وإنما تشحذها على نياط قلبك ، غير أنه ما من معدن حتى ولو كان سيف الجلاد يمكن أن يكون أكثر حدة من حقدك .

    - ويقول له سالارينو صديق أنطونيو ( أيضا فى مشهد المحاكمة ) : - لاشك أن روحك الشريرة هي روح ذئب شنق لفتكه بآدمي ، وان روح ذلك الذئب قد هربت وهو فوق المشنقة ، وسرعان ما تقمصتك وأنت قي بطن أمك الخبيثة ، ذلك أن رغائبك ذئبية عضها الجوع فظمئت إلى النهش والافتراس .

    - وأنا لا أجد والله اليوم وصفا أليق باليهود الذين يفترسون أطفال غزة من هذا .

    - ويثبت لنا شكسبير فى نفس المشهد أن حقد اليهودى ورغبته الحميمة فى الثأر والانتقام وتعطشه لسفك الدماء أكبر بكثير من تعلقه الشديد بالمال ، فهو يرفض ستة أضعاف المبلغ المستحق له ويصر على أن يقتطع بيده جزءا من لحم أنطونيو ، ويرفض كل الوساطات والنداءات والاستغاثات والشفاعات .

    - واليوم فى غزة تجتمع عصابة قذرة من( الشيالخة ) اليهود على أبنائنا وأهلينا وأطفالنا ونسائنا وشبابنا ، يجتمع هؤلاء قساة القلوب معدومو الضمير والإنسانية تحت إمرة بيريز وأولمرت وباراك وليفنى ، ويرفضون الوساطات ويعرضون عن النداءات والشفاعات والاستغاثات ، ويصرون على الثأر والانتقام للتنفيس عن حقدهم القديم .

    - إنهم اليوم يشحذون – كما فعل شيلوخ فى رائعة شكسبير – سكاكينهم على نعالهم القذرة ليعبروا عن كامل حقدهم وبالغ كراهيتهم لشعوبنا المظلومة المحطمة المنهكة المحرومة ، مستغلين ضعفنا وعجزنا وإفلاسنا المادي وتفرقنا وتشرذمنا .

    - إنهم يشحذون سكاكينهم القذرة على نعالهم القذرة ، وينتهزون فرصة إفلاس العرب وعجز المسلمين لينقضوا على هذا الجزء الغالي من جسد الأمة ليفصلوه عنها ، كما أراد شيلوخ اقتطاع لحم صدر أنطونيو بسكينه .

    - لم يستطع شيلوخ فى مسرحية شكسبير الشهيرة أن يحقق حلمه ويصل إلى هدفه العزيز ، فقد واجهته معضلة ، وهى : كيف سيقتطع هذا الجزء من الجسد دون سقوط قطرة دم ؟

    - ونحن نقول اليوم لليهود الملاعين : يا أحقر وأقذر أهل الأرض ، دون اقتطاع فلسطين من جسد أمتنا دماؤنا .. دون اقتطاع غزة من أجسادنا دماؤنا ، فانظروا اليوم كيف ستقطعونها ؟ .

  2. #2
    الصورة الرمزية لانا عبد الستار أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    العمر : 53
    المشاركات : 2,496
    المواضيع : 10
    الردود : 2496
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    كل نبيل حرّ
    كل شريف صادق
    كل صاحب عقل وفكر
    كلهم يكرهون إسرائيل ويكرهون اليهودي وشخصيته المنكرة

    موضوعك قسم وقراءتك في النص رائعة
    أشكرك
    -

  3. #3
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    ولـ على أحمد باكثير رحمه الله مسرحيتان تسلطان الضوء المباشر على اليهود والقضية الفلسطينية .. شيلوك الجديد والتوراة الضائعة .. وقد أبدع باكثير واستطاع أن يجلّي فيهما العقلية اليهودية بمهارة ، وقد وجد في عبارة الزعيم الصهيوني جابوتنسكي : (أعطونا رطل اللحم، لن ننزل أبدا عن رطل اللحم ) ضالته المنشودة ، فانطلق في كتابة مسرحيته ( شيلوك الجديد ) .. التي تؤكد أنه لا يمكن قطع رطل من اللحم الفلسطيني إلا بسيلان الدم العربي .. كما أنه تنبأ فيها بقيام دولة اليهود قبل ذلك بثلاث سنوات ..

    قبل سنوات قرأت كتاب ( اليهود في مسرحيات شكسبير وباكثير ) للدكتور عدنان محمد وزان .. كما لعبدالحكيم الزبيدي كُتيباً بعنوان ( اليهود في مسرحيات علي أحمد باكثير ) ..
    فعلى الأدباء والمهتمين الالتفات إلى مثل هذه الدراسات والاعتناء بها ، لكشف الزيف اليهودي وضلالهم وخططهم ، فاليهود أنفسهم قد استخدموا الأدب في نشر أكاذيبهم وتزوير التاريخ والواقع ..

    ملحوظة : نحن لا نكره إسرائيل ، فاسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام ، إننا نكره اليهود ..
    كما أن الدراسات تؤكد أن أكثر من 92 % من يهود اليوم هم منحدرون من قبيلة الخزر الوثنية ، ولا علاقة لهم أصلاً ببني إسرائيل ، وقبيلة الخزر عاشت في المنطقة بين وادي الفولجا ووادي الدانوب والبحرين الأسود وقزوين ، ولا علاقة لها بالمنطقة العربية ولا بالأصول السامية ، ثم تحولت إلى اليهودية .
    أما باقي اليهود من غير الخزر الـ 8 % هم يهود وآسيا وإفريقيا وبلاد الأندلس ويعرفون باسم الإسفارديم .
    كما يقدم صابر طعمة في كتابه ( تاريخ اليهود العام ) أدلة علمية على أكذوبة نقاء الدم اليهودي ..

    فمتى نلتزم الحالة العملية في تعاملنا مع العدو !؟


    موضوع قيّم أستاذنا


    تحاياي ودعواتي




    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  4. #4
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لانا عبد الستار مشاهدة المشاركة
    كل نبيل حرّ
    كل شريف صادق
    كل صاحب عقل وفكر
    كلهم يكرهون إسرائيل ويكرهون اليهودي وشخصيته المنكرة

    موضوعك قسم وقراءتك في النص رائعة
    أشكرك
    شكرا جزيلا استاذتنا واديبتنا المميزة الراقية لانا
    اركرمك المولى وبارك فيك
    تحياتى لهذا الحضور الثرى
    اطيب الامنيات

المواضيع المتشابهه

  1. - كالصقر يكره عيشه بقيود (تصميم) -
    بواسطة شهاب في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 30-10-2008, 08:32 PM
  2. قد تجد مغربيا أو جزائريا يشبه لبنانيا أو سوريا في كرهه للعربي ..كما يكره فلسطينيا من
    بواسطة فاطمة أولاد حمو يشو في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-10-2006, 12:19 AM
  3. حرب ضد الاسلام اليس كذلك؟؟؟؟
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-05-2003, 08:32 PM