متى يكون الخبب وتدياًً؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الجين وتدي بحري والثوب خببي

لا يعتبر الخبب بحراً حسب الأصول الرقمية، لعدم وجود وتد فيه. وأقول إذا كان الوتد هو أساس النظام البحري فيمكن الحصول على بحر خببي وليد من أب وتدي أصيل دون المساس بهذا الوتد (الجين). وابن البحر بحر من جنسه مع بعض المواصفات الجديدة في الخلف فالأب بنكهة بحرية صافية والابن ذو عبق وعبير خببي . فكيف يكون ذلك ؟

يمكن الحصول على الخبب الأول صافياً وكذلك الخبب الثاني من البحرين الوتديين الخماسيين (دائرة المتفق) بمزاحفة جميع أسبابهما كما يلي :
الخبب الأول (وسيمُ ) ابن المتقارب:
وزن المتقارب : فعولن فعولن فعولن فعولن= 3 2 3 2 3 2 3 2
فإذا زوحفت جميع الأسباب الحشوية نتج الوزن :
فعولُ فعولُ فعولُ فعولن = 3 1 3 1 3 1 3 2
ويمكن حذف المتحرك الأول من الوتد الأول في هذا البحر: فيصبح الوزن:
= عولُ فعولُ فعولُ فعولن = 2 1 3 1 3 1 3 2
= فع فعِلن فعِلن فعِلن فع = 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 2
= فاعلُ فاعلُ فاعلُ فعْلن = الخبب الأول
نكهة الخبب بجذر المتقارب.(الأب المتقارب ) ففيه مزيج النكهتين السبب الخببي والوتد المتقاربي المتبقي كما هو.
مثال :

أحمد حامدُ يشكر ربه ... يعبُدُه ويصون كتابه
يسجد في فُسُحات عتيق ... يرهبه ويخاف حسابه

إذا التزم الشاعر بهذا الوزن دون أي تسكين لمتحرك ( باستخدام التكافؤ الخببي للأسباب الثقيلة (2) = 2 فإنه سيحصل على قصيدة تشمل الخاصتين الخببية والوتدية في آن واحد. وبهذه المواصفات يستحق اسم بحر الخبب لبقاء الصفة الوتدية كما هي. وأما إذا استخدم خاصية التكافؤ الخببي فيكون قد هدم الجذر الوتدي فيفقد الصفة البحرية.

الخبب الثاني (حَمَدٌ ) ابن المتدارك
وزن البحر المتدارك فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن= 2 3 2 3 2 3 2 3
إذا زوحف جميع الأسباب فيه كان الناتج :
= فعِلن فعِلن فعِلن فعِلن = 1 3 1 3 1 3 1 3 = الجذر الوتدي محفوظ
= (2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 = الخبب السببي الثاني.
مثاله :

نُظِمَتْ قِصَصٌ وبها مَرَجُ ... بمداخلها دخل الهَرجُ
وسمت برتابتها أسفاً .... خبب يتدراكه الحرج

فنلاحظ أن النكهة الفواحة خببية لكن الأصل وتدي باقٍ إذا لم تستعمل خاصية التكافؤ الخببي (تسكين المتحرك الثاني من السبب الثقيل).وبهذا الالتزام يستحق هذا الخبب اسم بحر لبقاء أوتاده سالمة.

الخبب الثالث :
النتيجة :
إذا التزم الشاعر بزحاف كامل أسباب بحري المتقارب والمتدارك دون استخدام خاصية التكافؤ الخببي فيمكن الحصول على وليدين خببيين الأول ابن المتقارب (وسيمُ) والثاني ابن المتدارك (حَمَدٌ) .
وقياساً على ذلك هناك بحور وتدية يمكن بنهج بعض زحافاتها الجائزة أن تنقلب إلى بحر خببي الظاهر وتدي الحقيقة. فيكون الخبب في هذه الحالة وتدياً.
وسأحاول طرح أمثلة أخرى على باقي البحور كالرمل (فاعلاتن/*//*/*) التي تصح مزاحفتها إلى تفعيلة خببية النكهة (فَعلاتن ///*/*)

(أطلقت اسميهما على وزن جذر كل منهما المتأصل فيهما (3 1 فعول = وسيمُ) ، ( 1 3 فَعِلُن = حمدٌ)

أرجو أن يكون لهذا البحث لفت نظر إلى أن الخبب يمكن أن يكون بحراً وتدياً بثوب خببي جميل.
والحمد لله رب العالمين
د.ضياء الدين الجماس
23 / 10 / 1435

تابع : ( لم أستطع الإضافة على الأصل لفوات الزمن)

الخبب الثالث : (رملاني) بن الرمل

وزن الرمل المستعمل : فاعلاتن فاعلاتن فاعلن = 2 3 2 2 3 2 2 3
وبمزاحفة أسباب 2 3 يصبح الوزن :
فعِلاتن فعِلاتن فعِلن = 1 3 2 1 3 2 1 3
وهذا وزن خببي اللحن = (2) 2 2 (2) 2 (2) 2
مثال :

بُهِتَ الحاكم في مهجته .. ولظى جمرته مشتعلٌ
طفحت أبخرة من عبقٍ ... وتلاها رعُبٌ يرتجلُ

النتيجة :

إذا التزم الشاعر بزحاف كامل أسباب بحري المتقارب والمتدارك والرمل دون استخدام خاصية التكافؤ الخببي يمكن الحصول على أوزان خببية الظاهر وتدية الحقيقة ، الأول ابن المتقارب (وسيمُ) والثاني ابن المتدارك (حَمَدٌ) والثالث (رملاني) بن الرمل .. وهكذا

خبب بحر الرجز
تفعيلة الرجز مستفعلن ثلاث مرات فإذا طويت كلها أصبح الرجز كما يلي :
مستعلن مستعلن مستعلن = 2 1 3 2 1 3 2 1 3
= 2 (2) 2 2 (2) 2 2 (2) 2
ويسمى مثل هذا الخبب عند بعض العروضيين بالخبب المقزم :
مثاله :

حاملُ همي قمرٌ من درر ... أرسل رزقي جبلاً من ذهب
أشكره في عمل يبهجه ... في مرحٍ يجرفني بالطربِ

خبب البحرالبسيط
إذا طويت تفعيلة مستفعلن وخبنت تفعيلة فاعلن في البسيط آل البحر إلى الوزن التالي:
مستعلن فعِلن مستعلن فعِلن.. = 2 1 3 1 3 2 1 3 1 3
.... = 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2

مثال :

من صدقوا اكتملوا في همم رفعت ... من بذلوا عملاً كان لهم أملا
فيه سما نظرا من حفظوا صحفاً.... ما هَمَلوا سُوَراً قد نزلت نزلا

مقدمة الموضوع في العروض رقمياً

بسم الله الرحمن الرحيم

الخبب .. هل من وتد تحت السبب؟

هذا موضوعي إبداعي، أكتبه ليلي ونهاري ، أدعو توفيقاً من ربي.
أبدأ بسم الله الباري.أكتب خبباً أكتب بحراً ، أكتبه للأجر الجاري.
أبدي سراً من أسراري ، أكشف عن موج ببحاري.
عن وتد سري ... في الخبب البري،
عن خبب بالوزن البحري.
عن وتد مستور الدار. مغمور بين الأستار.
عن "سبب" ألبسه ثوباً ، فضفاضاً .
كي يجهل سر الإبحار.
نزعوا عنه كل خصالٍ من أوتاد أو مرساة كي يرسو ضمن الأنهار.
حتى عن جد موهوب في إيقاع يملأ داري.
لكن الوتد ذكيٌّ ، يعمل دوماً في الإسرار.
لا تفضحني ، واستر شيئاً من أخباري.
حسناً حسناً ، طمن بالك.
سرك محفوظ في الغار.
ضياء الدين

أخوتنا الكرام
بدأت هذه المقدمة على وزن الخبب لكي لايظن أحد أنني أجهل عن هذا الوزن شيئاً، فهو وزن بسيط ، بالنسبة لي يصدر سليقة دون أي تكلف.
هو وزن كمي يجري دون حساب لإيقاع وتدي. وحسب الظاهر لا أوتاد فيه.
أقول حسب الظاهر لأن الأذن لا تميز إلا مجالاً محدداً من الموجات الصوتية.
فالأذن لا تميز للقلب إلا صوتين، والحقيقة تقول أن للقلب أربعة أصوات يمكن تسجيلها بالتخطيط الصوتي.
قاعدة العروضيين أن الخبب وزن لا بحر له لأنه لا وتد فيه.
ولكن هل هناك حالات يفعل فيها الوتد الخفي فعله في الإيقاع ؟

للجواب لا بد من التقديم المبسط الذي تعلمناه :
السبب الخفيف : حركة فسكون 1 ه = 2 والثقيل منه حركتان 1 1= (2)
الوتد : حركتان فسكون 1 1 ه = 3 ، وتميزه الأذن جيداً وبشكل ظاهر الوضوح إذا سبقه سكون سبب 1 ه 1 1 ه = 2 3 .
فإذا سبقت الوتد حركة (1 3 ) سيلتبس على الأذن أمران :

هل المسموع 1 3 أم (2) 2 ؟

طبعاً ستظهر مهارة الأذن في التمييز حسب سياق الحركات السابقة واللاحقة .
مثلاً : في السياق 2 2 3 1 3 2 2 3 ستدرك أن الثلاثة الحمراء وتد خفي.
ولو جاء السياق 2 1 3 2 1 3 فستدرك أن كلاً منهما وتد خفي .
ولكن لو جاء تتالي الحركات 2 2 2 1 3 2 2 فسيصبح تمييز الأمر أكثر صعوبة عليها وتعتبره حسب إضغائها العام بلا اكتراث ( ولو أنه جميل) على أنه وزن الخبب 2 2 (2) 2 2 2.
وهذا هو السياق الخببي العام . فكلما كانت الأسباب الخفيفة تتبعثر بينها المجموعة 1 3 بلا انتظام سيصعب على الأذن تمييز هذا الوتد الخفي إصغائياً وستعتبره سبباً ثقيلاً وخفيفاً.
بمعنى آخر لو جاء ترتيب 1 3 منسجماً مع ترتيب تتالي الأوتاد في البحور الشعرية، ستدرك ظاهراً أنه لحن الحبب ، وستدرك في الخفاء (في اللاشعور) أنه الإيقاع البحري لترتيب الأسباب الثقيلة والخفيفة الذي يحددها الإيقاع البحري الأب ( الأصل).
وبمعنى آخر : إن أي بحر من بحور الخليل بترتيب أسبابه وأوتادة يمكن أن نحصل منه على وزن الخبب مع المحافظة على إيقاع البحر الذي تولد منه هذا الوزن.
وسنجد فرقاً كبيراً في الوزن والإيقاع بين هذا التموذج من الخبب المولود من بحر من البحور ، والخبب الذي ينظم عشوائياً بلا تراتب بحري.
وسنأتي فيما يلي بالأمثلة إن شاء الله تعالى من كل بحر.
نسأل الله تعالى التوفيق.

==============

أولاً : نموذج الخبب الأساس ( أسباب خفيفة فقط)

البحر
د.ضياء الدين الجماس
بحر معطاء في المدِّ ... كنز من كنز الأسرار
إنْ يغضبْ يرعدْ أو يزبدْ ... يقذفْ موجاً من إعصار
لا تركب بحراً هياجاً ... واقصد رزقاً من جَـبَّار
إن تركب بــحراً مضطراً ... فاخلص قلباً في المشوار
إن في حج أو في غزو.... واذكر دوماً اسم الباري
واحمد رباً سراً جهراً .... واشكر شكراً في الإيثار

ثانياً : نموذج خبب (2) 2 مع 2 2 ... من قصيدة طويلة :

نداءُ السِّر ودعاءُ الفجر
د.ضياء الدين الجماس
الله الله نِدا سرِّي... وضياءٌ يشرق كالبدر
فيضيء طريقي في ألقٍ ... ورفيق حياتي في دهري
وبـهيبته وجلالته ... وبرحـــمته يعلو ذكري
وهوى قلبي بـمَحَبَّته.... وبِـنَفْحَـته يـحيا حِجْري

ثالثاً : نموذج 2 (2) مع 2 2 من قصيدة عن العيد:

مَلامِحُ في عيدِ الفِطْرِ السَّعيدِ
د.ضياء الدين الجماس

عيدٌ يَـمْحـو كلَّ ذنُـوبٍ ... بَعْدَ صـيامٍ عـنْ أرجاسٍ
مرحى مرحى بَـعْـدَ صلاةٍ...يمنحها ربٌّ للـناس
تكبـيرٌ صدّاحٌ حلوٌ...يَجْـعَلُ قـلبـي في الإينـاس
يـومٌ في فرَح أو زهو ...في هرَج مثل الأعـراس
طِـفْـلٌ في مَرَح مهراجاً ... في صخب مثل النسناس
يَـركبُ في المرجوحة قفزاً ...يَـقْـبعُ فـيها كالخناس

رابعاً نموذج الخبب المزيج بين الأسباب الخفيفة والثقيلة كيفما اتفق.
انظر مقدمة الموضوع ، ..كلها على وزن الخبب ..

سنبدأ بعد هذا بالخبب المشتق من بحور الخليل:


يتبع

بسم الله الرحمن الرحيم

طُعِنَ الحاكِمُ
د.ضياء الدين الجماس

طُعن الحاكمُ في مهجته .. ولظى جمرته مشتعلٌ

طفحت أبخرة من عبقٍ ... وتلاها رعُبٌ يرتـجلُ

وتـجلى غضب يحرقه ... وجنودٌ هُرعت تمتثل

فزعت منه شباب هربت... وتوارت بشر ترتحل

بهموم كدست في طبق ... وقطار يقطره الجمل

لخلاص ركبوا سِكَّتَه ... فحداهم وأتاهم أمل

وزن الخبب .
هل من نكهة بحر تفوح منه ؟

بارك الله فيك دكتور ضياء الدين ووفقك ونفعنا بعلمك .
خالص تقديري .

أستاذنا الحبيب..
أتعبتَ نفسكَ فيما لا طائلَ من ورائه..
هنالك بحران تجري عليهما السليقة العربية، والأذن العربية، والذائقة العربية..
بحرٌ يقوم على التفعيلة الوتدية (فاعلن)، وجوازها (فعِلن) وتركنا له اسم (المتدارك) لتداركه على بحور الخليل المستعملة، فلا يقبل علة في حشوه
وبحر يقوم على التفعيلة السببية (فعْلن) وجوازاتها (فعِلن) بتحريك ساكنها الأول، و(فاعِلُ) بتحريك ساكنها الثاني، و(فعِلَتُ) بتحريك ساكنيها، فلا يقبل وتداً في حشوه
أما حديثك عن (الرائحة) و(النكهة) التي تشتمّها من وتد التفعيلة إن كان أصلها (فاعلن)، فربّما تقيسها أجهزة قياس النبض الطبية، ولكن لم تستشعرها أذن شاعر عربي قط، كتب قصيدة على أحد البحرين..
والتزام الشاعر (خبن فاعلن) في المتدارك، أو (قبض فعولن) في المتقارب، أو غيرهما من البحور لن ينتج لدينا بحراً جديداً، ولا حتى صورة جديدة لذلك البحر.. لأن ذلك من لزوم ما لا يلزم أصلاً.. أعني جواز مجيء تلك التفعيلة على أصلها دون أن يغير ذلك في إيقاع البحر الأصلي..
وما مجيء شطرٍ أو بيتٍ في القصيدة عمّ فيه الزحاف جميع تفاعيله إلا من باب ما أسميته (تداخل البحور) في بحث منشور على الشبكة قديم..
بورك في علمك وعملك أستاذنا د.ضياء

بارك الله فيك دكتور ضياء الدين ووفقك ونفعنا بعلمك .
خالص تقديري .

أخي الشاعر محمد حمود الحميري
لقد أكرمتني جداً جداً بمرورك الكريم وكلامك الطيب اللطيف.
وأسأل الله تعالى أن يثيبك بأحسن ما تستحقه من الأجر والثواب.
جزاك الله خيراً.

أستاذنا الحبيب..
أتعبتَ نفسكَ فيما لا طائلَ من ورائه..

بورك في علمك وعملك أستاذنا د.ضياء

بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذنا الحبيب الدكتور عمر خلوف حفظه الله تعالى:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لَكَمْ سرني أن يلقى موضوعي المتواضع استجابة من عروضي كبير مثلك، فأحييك وأنا بصدق أحترمك من كل قلبي وأحبك في الله عز وجل.
سيدي الكريم :
لقد بدأت كلامك بعبارة : " أتعبتَ نفسكَ فيما لا طائلَ من ورائه.."
لن أرد على هذه العبارة الاستفتاحية بنفسي بل يرد عليها ربنا اللطيف الخبير الذي بشرنا بالأجر الوفير لكل عمل مخلص أقله أجر واحد ( وهو كاف وفير) ، والله يضاعف لمن يشاء.
لقد قال سبحانه وتعالى : "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً".
وإحسان العمل أن يكون خالصاً لله تعالى لا أبتغي من ورائه أجراً من أحد ولا شهرة ولا شكوراً، والله تعالى هو الذي يشهد على صدق العمل.
عروضينا الكبير :
عندما طرحتُ هذا الموضوع من مواضيع الخبب لم أقصد طرح بحر جديد، إنما أردت منه لفت نظر الشعراء المتمكنين من أن الخبب الذي يبنى على أسباب ثقيلة وخفيفة (دون انتظام)، وفق قواعدها التي ذكرتَـها (وهي بسيطة) سيكون وزناً بلا إيقاع ، فالإيقاع لا يأتي إلا بوجود وتد ينظم تواتره حسب بحور الشعر المختلفة، فالبحور لها إيقاع والخبب العادي ليس له إيقاع فإذا أراد الشاعر أن يجعل لخببه إيقاعاً فليشتق الإيقاع من أحد البحور بحيث تبقى أوتادها على انتظامها ويزاحف أسبابها بحيث يحصل على الوزن الخببي.
وقد ضربت أمثلة على ذلك ، وما قصدته بنكهة البحر هو إيقاعه.
فعندما قلت في قصيدة البحر :

لا تركب بحراً هياجاً ... واقصد رزقاً من جَـبَّار
إن تركب بــحراً مضطراً ... فاخلص قلباً في المشوار

فهذا خبب بلا إيقاع له لأنه اعتمد السبب الأساس دون وتد .
وكذلك في الأمثلة الأخرى عن العيد فهي كلها خبب بلا إيقاع . وأما في قصيدة ( طعن الحاكم) فهي خببية مشتقة من بحر الرمل فاعلاتن فاعلاتن فاعلن بمزاحفتها إلى:
فعِلاتن فعِلاتن فعِلن

طُعن الحاكمُ في مهجته .. ولظى جمرته مشتعلٌ
طفحت أبخرة من عبقٍ ... وتلاها رعُبٌ يرتـجلُ
وتـجلى غضب يحرقه ... وجنودٌ هُرعت تمتثل

فقد حافظت على إيقاع أوتادها الأصلية وزوحفت أسبابها وبقي إيقاع الأوتاد يعمل في الخفاء. ( دوره تنظيم الأسباب الثقيلة والخفيفة لتأخذ إيقاع أوتادها الأصلية)
ومن أراد أن يتأكد من وزنها وإيقاعها فليراجعها وليتأكد من هذا الكلام.
ويحضرني الآن البيت الرجزي المطوي الذي يستشهد به الخليل رحمه الله تعالى على الرجز المطوي بكامل تفعيلاته :

ما ولدت والدة من ولد ...أكرم من عبد منافٍ حسباً

فهذا خبب نتج عن طي جميع تفعيلات (مستفعلن) في البيت، فإذا نظمت قصيدة كاملة بهذا الوزن:
(مستعلن مستعلن مستعلن ) فستكون قصيدة خببية بإيقاع رجزي (نكهة رجزية). ولم يقل الخليل بأن هذا البيت من الخبب (الذي لم يعرج عليه أصلاً) واعتبره رجزاً، (لقد أشرتُ في البحث إلى الخبب الرجزي وضربت مثالاً عليه).

حاملُ همي قمرٌ من درر ... أرسل رزقي جبلاً من ذهب
أشكره في عمل يبهجه ... في مرحٍ يجرفني بالطربِ

والاشتقاق من المتدارك قصيدة كاملة بعنوان "الفتنة المسخ" على الر ابط : https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=74407

الخلاصة التي قصدتها من البحث :
1- إن الشاعر الموهوب المتمكن يمكنه أن يضيف لخببه إيقاعاً بحرياً باشتقاقه من البحر الذي يطرب له .
2- الخبب عند الرقميين ليس بحراً( لعدم وجود وتد يعطيه إيقاعاً) وأعتقد أنهم محقون في ذلك لأن الإيقاع أهم ميزات البحور. فإذا أدخل الشاعر الإيقاع لشعره الخببي باشتقاقه من بحر ما ، فسيلحقه ببحور الشعر عن جدارة.

أرجو أن يكون من كلامي هذا طائل وفائدة، ونسأل الله للجميع (حتى من يقرأ هذا الكلام) الأجر والثواب.
إن كنت مصيباً فلي أجران، وإن كنت مخطئاً فلي أجر واحد ونحمد الله تعالى على هذه الهبة كل الحمد والشكر الذي هو أهل له.
أكرر لك أستاذي فائق تحياتي واحترامي
وأبلغك حبي في الله ، والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل. والحمد لله رب العالمين.

حبيبنا د.ضياء أحسن الله إليك..
يبدو والله أعلم أنك فهمت من عبارتي الافتتاحية شيئاً من السخرية لا سمح الله
وليس ذلك منهجي في الرد ولا التأليف يشهد الله، فإن وصلك شيء من ذلك الفهم فأستغفر الله، ومنكم السماح والاعتذار..
وإني لأرجو الله أن يؤتيك أجركَ مرتين، وأكثر، فلك أجر الاجتهاد، ولك أجر الإخلاص، ولك أجر المحبة
فو الله إني لأحبك في الله كما أحببتني (سامحنا الله وغفر زلاتنا)
جوابي عمّا ذكرت في ردّك متضمن في في ردّي السابق، فلا زيادة ولا تكرار لما قلت..

بارك الله فيك وبعملك
أخوك عمر