التمرد واللباقة في الإبداع
يتحدث كثيرون في الإبداع والتمرد فيه، وهذا بالطبع بحسب درجة معرفة المتحدث بالموضوع الذي يتحدث فيه والخبرة التي حصل عليها نتيجة لأعماله الإبداعية، والتمرد غالباً ما نقرأ عنه بأنه الخروج عن العرف ........... و ما إلى ذلك، لكن هل ما يشاع عن التمرد في الإبداع حقيقة؟؟ بحسب رأيي المتواضع أرى أن الإبداع ينتج عن التمرد على الذات أولاً و من خلال السعي الحثيث والمستمر للمعرفة و مناقشتها و التفكير بها " المعرفة " المتاحة و من عدة زوايا.

ينتج التطور في المواضيع والعلوم والتحديث للمعلومات، وتصنع المعرفة الجديدة من خلال التمرد على ما سبق وقدم في تلك الموضوعات التي يبحث فيها الإنسان المميز ليحقق الإبداع فيما يقوم به، وبالتالي فإنه يقدم خدمة جديدة لمجتمعه والإنسانية جمعاء بذلك العمل، فمقياس الزمن في مثل هذه الأعمال يكون بمقدار التقدم المعرفي وليس بعدد الساعات التي يقضيها الباحث يومياً بلا طعام أو شراب، وبعيداً عن المجتمع الذي يعيش فيه، وهو في حركته داخل المجتمع يسعى لبحثه و علمه في معظم الأحيان، ومثل هذا الإنسان يستحوذ عليه هدفه الذي يسعى لتحقيقه ويعرف مسبقاً الثمن الذي عليه أن يدفعه للوصول إلى غاياته.

إبتداءاً بمرحلة النجاح والتميز فيه "الذكاء" وتحقيق الإبداع أو العبقرية والسعي إلى الحكمة، لا تمر عبر الخروج عن العرف أو العادات ...... و إنما ينتج عن كل حالة من الحالات السابقة "النجاح ... وحتى الحكمة " تصحيح و تصويب لأفكار سلبية أو قد تكون ليست على مستوى عالِ من الدقة في المجتمع ولخدمة ذلك المجتمع، فتطوير الفهم لمقولة و تصويب معلومة علمية أو حل مشكلة قائمة لايجب أن يسمى تمرداً، و لكل رأيه و أفكاره، و أتمنى للجميع تحقيق الإبداع أو ما هو أكثر من ذلك وفق ما يراه و يقتنع به.
باسم سعيد خورما