الشمسُ ترحلُ واقفةْ!



تقفٌ الشموسُ بلا
طلالْ
وعلى رموشٍ في الأفقْ
وقفتْ عيونُ
الإنتظارْ
لا ترحلي...
رحل الشمالُ عن الجنوبْ
الشمسُ ترحلُ واقفة!
لا تنعم القدمُ الأسيرُ على حريرِ الهاجرةْ

لا ترحلي
الدربُ خلفَ النّارِ تمضي خائفةْ
لا تشرق الشمسُ العتيقةُ في عيون التائهين التائقينَ إلى الحياةْ
النارُ خلفَ المستحيلْ
تبكي سنيني في دروبٍ من دروبٍ من تعبْ
والصمتُ سجنٌ في الجزيرةِِ
لا تحرِّكهُ الشِّفاهْ
والابتسامُ المستحيلُ
على الأمل..
صمتَ الكلامُ المستحيلُ على الأغاني في دواوينِ
المساءْ

لا ترحلي
الشمسُ ترحلُ واقفةْ
لا ترحلي نحو الجنوبْ
رحل الشمالُ عن الجنوبْ
لم يبق إلا سرُّكِ المدفونُ عشقا
في الرُّؤى
هذا الجنوبُ الملتهبْ
هذا الجنونْ
سوء اختيار للقلوبِ إلى ارتشافِ الماءِ من ألقِ السَّرابْ
حَرُّ الطريق على دَمي
مرآةُ نارْ
الرملُ يعكس خِنجَرًا مَسنونةً
في أعظمي
أين الفرارْ
هذا زمان العشقِ في سجنٍ كبيرْ
هذا زمانُ الانتحارْ
جسمي هنا ..
قلبي هناكْ
الجسم ُ يجلسُ فوق أشواك الرمالِ
وينتحر ْ
شوقًا لأحلام اللقاءْ
هل ينتظر شوقُ اللقاءْ؟
فلينتظرْ

لا ترحلي
فرَّ الشمالُ عن الجنوبْ
فرَّ الشمالُ المخمليُّ عن الجنوب الملتقي
عند الأماني الحالمة
ما يشتهي هذا السَّفرْ؟
فيم الرحيلُ إلى عناقٍ
مستحيلْ؟

أإلى أخيكْ!
والشوقُ زوجٌ باردٌ في بيتهِ لا يستقي شوقَ
الإخاءْ
الشوقُ ولى باردًا بعد الأصيلْ
وأخي تُكبِّلُ بسمتي
زوجٌ عنودْ
حتى إذا حزنَ اللقاءُ
ببسمتي
فرَّ الشمالُ عن الجنوبْ
صافحتُهُ
الحبُّ يهربُ من يدي
لم تلتئم أفراحُنا
هذا الزمنْ
في قهوة ٍمشروبةٍ حالَ السمرْ
لم يرقصُ القنديلُ في فرح المساءْ
قال المساءُ لصاحبي
الصبحُ يهربُ من لقاءِ القادمينَ من السفرْ
ودفنتُ ظلي تحتَ خط الاستواءْ
ما عاد لي ظلُّ الصباحْ
ما عادَ لي ظلُّ المساءْ
والنيلُ يرفضُ دمعتي
فلديه ِما يكفيهِ من دمعِ الجنوبْ

لا ترحلي
الريحُ تعبرُ معبرًا
بشرٌ لمعبرِ قاتلٍ يتحكمُ الإجرامُ فيهِ
محاصرونْ
ودقائقُ الرملِ الصغيرةِ والكبيرةِ والكلابُ
فيعبرونْ
وأخي يقلبُّ صفحةً بهويَّتي
مُتغزلا
ومن الأحبة ِ من قَتل!
ومنَ القُبلْ
لم يلتقطني من غيابةِ جُبِّهِ
إلا ليرسلني إلى جُبٍّ كبيرْ
يعقوبُ
أدمتهُ المُقلْ

لا ترحلي
شمسُ الظَّهيرةِ تعصرُ الليمونَ
في حلقي الصَّدي
لو شَربةً منْ ماءِ غوثْ
لو كِسْرةً منْ خبزِ
جوعْ
أغدو بثديي في وليدٍ يشتكي
سغب احتفالات الولادةِ
في زغاريدِ اللقاءْ
الماء يهربُ
من جبيني المستباح على أزيز رصاصةٍ دوَّتْ على أذنِ
السُّكوتْ
لِتروعَ زحفَ القادمينَ من الحدودِ
إلى الحدودْ
أصحت عيونَ الجوع في عينَ الوليدِ
إلى البكاءْ
أرسلتِ جُرحَكِ في كثيب الرملِ
كيما لا يضيعْ
كم تشتهي الكثبانُ أيـَّام السَّفرْ!
لا تلبثُ الكثبانُ في أوطانها إلا جِمالا ضائعةْ

لا ترحلي
السجنُ يرقص في ظنون الصامتينَ الباحثينَ عن
النَّجاةْ
أسوارهُ وقفتْ على خدِّ الصخورِ
لتخرس الصوت الحزينَ
بدمعتي
مدٌ وجزرْ
عيناي بحرٌ من دموع ِالذكرياتْ
النيل يندبُ والفراتْ
الشوكُ جمَّل جفنَ عَيْني
بالرُّموش الزائفةْ
قضبانَ سجني في سباقٍ
للأفقْ
تمضي سنون الذكرياتِ إلى السنينِ
الرَّاحلةْ
يمضي الفراقُ الليلكي
كمضاءِ سكينٍ توهَّج يومَ
ذَبْحْ
لا ترقصُ الخرفانُ
يوم العيدِ إلا رقصة الحلم الأخيرِ
لدى الحياةِ
الخائفةْ

لا ترحلي
أسكنتُ جرحي في أوارِ شديدِشمسٍ لاهبةْ
علي أذهِّب مهجتي
فرحَ الطفولةِ بالنَّهارْ
وقفَ الصديقُ عن البُكاءْ
الدمع ُينزفُ يا أخيْ
بل ذا دمي..
جرح ٌ يُمزِّقه ُالشتاتْ
خذ مقلتي وامسح دموعًا سالكات للحياةْ!
وقفَ الشتاءُ عن الهطولْ
قد فاتنا وعدُ المطرْ
وقف الوليد عن البكاءْ
لمّا تراءى دمعتي
يستصرخُ اللبنُ البكاءَ للعبةٍ
يلهو بها
كرة الدموعِ بكلِّ عينٍ ترتدي ثوبَ
الأنينْ
قدَّ الشتاءُ رداءهُ من كلِّ أثوابِ الغيومِ لقربِ
موتْ
الثدي ينزفُ بالدموعِ على
الطُّفولة في سؤالْ:
أحجارةٌ في القدر يقلبُها عُمر!

لا ترحلي
الشمسُ ترحلُ واقفةْ
لا ترحلي هذا الرحيلَ المستحيلْ
فعلى الحدودِ يدُ الجنودِ على الزنادِ
اللاّهبة
"كوكا وبرغر" في فمَ الجنديِّ من سغبِ
الفراغِ
عينانِ تحرسُ معبرا

لا ترحلي
لا ترقص الأشواق في حفل الطُّبولِ
الفارغةْ
شوقي تجمد كالبخارِ بريحِ ثلجٍ زاحفةْ

• إلى المحاصرين في معبر رفح!