عــــلال المديني
نحن في حاجة ماسة إلى "إثارة المعنى" في كل الأشياء الجميلة ، سواء كانت قيما أو سلوكات أو فنا أو مناظر طبيعة ، نحتاج إلى إحياء الكينونة الإنسانية في أنفسنا ونخلصها من سطوة وسيطرة المادة حتى نحقق معنى الوجود الإنساني في هذا الوجود ....
*****************
اللامعنى هي عنوان المرحلة الراهنة التي تعيشها الإنسانية في الشرق والغرب نتيجة الفوضى الذهنية التي أسقطت فيها عنوة من طرف تجار الكرامة الإنسانية وإنسانية الإنسان عديمي المعنى الذين حولوا كل شيئ إلى بضاعة تجارية تحقق اللذة الحسية وتثير أكثر فأكثر الشهوة الحيوانية في السيطرة والعدوانية ، حتى أوصلت الثورة الاستهلاكية الإنسان إلى مصاص دماء حقيقي نزعت منه كل العواطف والأحاسيس وحولتها إلى عناوين تستحضر لتحقيق المتعة لا غير نازعة منها سموها الحقيقي وعفتها وطهارتها في ذاتها ....
**********************
مرحلة اللامعنى الراهنة لا ينبغي أن تسلب منا المعنى بل تستدعي "إثارة المعنى " في كل شيء من أجل تجاوز الحالة السالبة التي تعيشها الإنسانية عبر استنجاد كل القيم الجميلة والتبشير بمستقبل تسود فيه الإنسانية والعدالة وتضمحل فيه الهمجية والعدمية والاديولوجية المتطرفة .....
**********************
معركتنا الراهنة ليست محصورة في منظومة عقدية معينة أو في دين ما إنها معركة الأحرار وكل البشر الذين يكابرون من أجل سعادة الإنسانيةورسم الابتسامة على كل شيء ، على البشر والشجر والحجر والحيوانات، من أجل تصحيح حركة التاريخ التي رسمت لنفسها طريقا عائما في الدماء الطاهرة تحت عناوين عديدة تبريرية أكثر منها حقيقية ...