الحضارة والإبداع

الحضارة هي الكم الذي ينتجه المجتمع من أعمال إبداعية تخدم ذلك المجتمع والعالم بأسره، و هذا ملاحظ في كل الحضارات الحالية والسابقة التي وصلتنا فقد قدمت لنا الأفكار والأعمال الإبداعية جاهزة لنستخدمها، و نستمتع بها و نستفيد منها، و بحسب اختياراتنا نحن و وفق القناعات التي نمتلكها، والتوجهات التي نسير إليها، والأهداف التي نطمح لتحقيقها.
فمنا من يستخدم الشبكة العنكبوتية لأغراض الإستمتاع و اللعب، ومنا من يبحث بجد و همة عالية عن المعرفة في المواضيع المختلفة كل بحسب رغباته واحتياجاته وما يطمح إليه، و بالطبع علينا أن ندقق في كل ما يرد إلينا من أعمال و مقولات وما إلا ذلك، فهناك مقولات موجهة لفئة معينة من الناس، وهناك مقولات كانت صالحة في زمن محدد، مثل مقولة السيد هنري فورد عن التفكير " و أنه من اصعب المهن ...." والتفكير اليوم يدرس في مدارس الأردن كما في العالم.
صناعة الحضارة ليست بالأمر العسير بل على العكس من ذلك، فإن كنا نرغب في صناعتها فإن أولياء الأمور في المنزل عليهم العبء الأكبر في هذا الموضوع وذلك من خلال تحفيز الصغار على العلم والمعرفة وفتح العقول على الحقائق وإعداد الصغار قبل المدرسة ببناء الثقة بالقدرة على التعلم، وهذا سهل جداً على الراغبين من أولياء الأمور، ومنهم من يقوم بذلك العمل فعلا فلدينا من الصغار من أعدوا في منازلهم " قبل المدرسة " الإعداد المميز بما حفظوه من أشعار الحكمة وما إلى ذلك.
و المشكلة هنا أننا فقط نسعى لإيصال الصغار إلى المعرفة في الشعر أو أي موضوع آخرنراه مناسباً، ويستمر تحفيزنا لهم على ذلك فقط، رغم أنهم " الصغار " قابلون لتحفيز على ما هو أكبر من الإبداع في الشعر، بل إنهم إن وجدوا التوجيه المناسب سيبدعوا في اللغة العربية وغيرها من العلوم وذلك بحسب طموح أولياء الأمور و قدراتهم أو طموح وقدرات ما يسمى بعلم النفس بالآخر المؤثر .
باسم سعيد خورما