أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18

الموضوع: على جسور النسيان

  1. #1
    الصورة الرمزية تبارك أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 247
    المواضيع : 15
    الردود : 247
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي على جسور النسيان


    هاجرتْ بنا الطرق .. تلوت بصمت مبتعدة بنا عنا، وتبعناها دون أن ندري! واليوم أقرؤك فلا أدري أعرفتك حقا أم لا، ولا أدري إن كنتَ عرفتني؟! تبسمْ؛ فحبيبنا المطر يقرع زجاج نافذتي ، والرعد يستدعيني نبضا تلو آخر، وتبسم؛ فكلما كدت أنسى يذكرني كل شيء.. حتى قصاصات الورق التي يلهو بها النسيم، وتبسم؛ فكلي شوق لارتشاف عبير ابتسامتك.

    وشكوتُكَ له -ليس اليوم فقد أشحت عني ولم يعد ثمة ما أشكوه أو أرجوه- منذ زمن بعيد شكوتك له فلم يصمت لحظة ، لم يتردد ، كأنما كان ينتظر أن أتمتم بالكلمة الأولى: ارحلي .. إن لم يبذل المستحيل لتبقي فهو ليس جديرا ببقائك.
    وصمتَ تماما بعدها، وأنا صمتُ طويلا وترددت طويلا، ثم عدتُ بهدوء أتلمس دفء روحك.. لأجفوها بعد ذلك بزمن وأرحل ببطء محاولة أن أنساك، لكنني فشلت!
    يسعدني أنك نسيتني، ونسيت قهوة الصباح التي كانت من حكايانا. يسعدني أنك تحيا!

    تعرفني جيدا، أو لعلي أتوهم أنك تستطيع التقاط أدق الذبذبات حتى المنبعثة من وراء أضلاعي!! لكنك على أي حال تعرف كم أشتهي ارتشاف كلماتك، وتعلم أنها تظمؤني أكثر من أن ترويني؛ فتقبل علي حتى أدع الدنيا من بين يدي وأهفو إلى ريك، حينها فقط تدبر عني وتجفوني وتتركني ظمأى! صرت أخشى أنك تريدني تبعا لك دوما، وظلا لقلبك أبدا. صرت أخشاك مع حبيك، فمن أنت لي؟ ومن أنا؟
    هلا أجبتني ثم هجرتني الدهر كله؟!
    تكفيني يا بحر دوامات الحياة

    أخيرا عدتُ إلى دمشق، طفلة أكثر مما كنت، ضعيفة أكثر مما كنت، هشة أكثر مما كنت، حالمة أكثر مما كنت. وعدت إلى دمشق، أكثر شوقا إليك مما كنت، وما كنت أتخيل أن أعود إليها دونك وحدي! عدت لأجدها وكأنها هي! يفزعني ما صرتُ إليه وما صارت إليه دمشقي!
    تفزعني الأحلام التي أغرقتني وهي تعود متدافعة إلى قلبي كأنها المد يبلل رمل الشاطئ الذي جف فرسم شقوقا غائرة كهلة على وجنة الأرض، أحلام لم أتوقع أنها لا تزال ترقد في عتمة زوايا مهجورة في ذاكرتي، كنوز بريئة تافهة! تافهة ككنوز الأطفال السذج.. تافهة كأحلامهم المغرقة في الخيال.. تافهة كأحزانهم الصغيرة التي سرعان ما ينسونها! لكنني لست سرعان ما أنسى وإلا لكان طاب لي نسيانك!

    أتعلم كم أخشى هذا المكان الواسع الذي أمنحكه في قلبي وروحي! كم أخشى هذه المحبة والأمومة التي أدخرها لأجلك، والتي عجزت عن منحها لسواك! كم أخشى قدرتي الغريبة على الغفران رغم كل شيء، رغم الطعان الغائرة التي تركتها بهدوء في قلبي قبل أن ترحل وقبل أن ترسل منذ قرابة السنتين، وبعد غياب قرابة ثلاث سنين.. فتعنون رسالتك بـ (على جسور النسيان)! أكنت تخبرني أنك نسيت من قبل أن ترحل؟ أم كنت تسألني هل استطعت أنا النسيان؟!
    يالله!!
    آلمتني الكلمة حينها لأني خلتها موجهة إلي، لكنها تؤلمني الآن أكثر حين يخيل إلي أن فيها سؤالا! كنت أؤمن أنك تعرفني، والآن أتساءل فيما إذا كنت عرفتني حقا، أو أنا عرفتك!! كم يؤلمني أنني هنا، حالي كحال العُجَّزِ.. أواسيني بالذكرى، وأتلهى بالأحلام وخيوط النور المنسلة إلى قلبي من كوة عتيقة يكاد يدفنها غبار النسيان! وأنني كلما كدت أنسى أعود فأجدد الذكرى وكأنني آبى التحرر من بقايا طيف رحل دون أن ينوي العودة أو يترك لها باباً. ولعلي فحسب أحب خيالا أنا من رسمه، ولعلي أعلم أنه خيال.. فأتلهى بالأمل فيه ريثما أجد اليأس منه!!!

  2. #2
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    نصّ جميل بلغة مخملية ..
    مفعم بالعواطف .. نجحت الكاتبة في التنقل ما بين الذكرى الماضية والحاضر .. وكان أسلوب الحوار عاطفياًّ رقيقا يشد الافئدة قبل العيون .
    تقديري وتحيتي .
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    تهدهد الجفون الأحلام ، تنقلنا على جنح من الذكرى وعلى جسر من الدموع
    لنكتشف بأننا لا نعرف حرفة النسيان، فنعود أكثر شوقا تواسينا الذكرى
    ونتلهى بالأحلام متعلقين بالأمل.
    واحة نضرة من جمال الحرف ـ برغم الوجع المطل فقد رأيت قلب أنثى
    ملئ بالحب والشوق والحنان.
    لغة قوية وتعابير جميلة وصور أدبية رائعة
    دام حرفك راقيا.

  4. #4
    الصورة الرمزية تبارك أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 247
    المواضيع : 15
    الردود : 247
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الفاضل عبد السلام...

    سعيدة بأنه شد منكم الفؤاد والعين
    واستمطر هذا المرور الموشى بكلماتك الرائقة
    شكرا لك

  5. #5
    الصورة الرمزية تبارك أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 247
    المواضيع : 15
    الردود : 247
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة

    لنكتشف بأننا لا نعرف حرفة النسيان، فنعود أكثر شوقا تواسينا الذكرى
    ونتلهى بالأحلام متعلقين بالأمل.
    أجل يا أخية...
    نحاول النسيان فيستعر الشوق،
    ولربما لو لم نحاول لكنا نأمل أننا لو أردنا يمكننا أن ننسى!
    لكننا يئسنا حتى من هذه اللو.. وليت في الحلم والأمل ملهاة عن الشوق حين يصبح ألما دون أمل

    دمت بألق يا غالية

  6. #6
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    للمرة الثانية أقرأ لك خلال أيام وأعتقد أن هذا كان من حسن حظي
    بوح تلقائي منساب جميل آسر ولغة مقتدرة ومشاعر نافذة
    بوركت مبدعةً متألقة

    همسة : تظمئني

  7. #7
    الصورة الرمزية تبارك أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 247
    المواضيع : 15
    الردود : 247
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    بل من حسن حظي أيها الفاضل.
    شكرا لك، ذات ماض كنت أجيد الهمزات، لكن الذاكرة تتفلت وكذلك إحساسي بها.
    جزيت خيرا ودمت بخير.

  8. #8
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.00

    افتراضي

    أحزان على سفوح الذاكرة أوقدت الحرف فاشتعل جمالا
    نثرية مفعمة بالإحساس المرهف
    تقديري

  9. #9

  10. #10
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    أخيرا عدتُ إلى دمشق، طفلة أكثر مما كنت، ضعيفة أكثر مما كنت، هشة أكثر مما كنت، حالمة أكثر مما كنت. وعدت إلى دمشق، أكثر شوقا إليك مما كنت، وما كنت أتخيل أن أعود إليها دونك وحدي! عدت لأجدها وكأنها هي! يفزعني ما صرتُ إليه وما صارت إليه دمشقي!

    السلام عليكم
    في الأوقات الي يكون فيها الجزر أقوى ,تنهال الذكريات كما الصفعات القاسية ,
    بوح كان انسيابيا رائقا, عاطفيا ظامئا ,يؤثر بعمق .
    شكرا لك تبارك .
    ماسة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ذاكرة النسيان...
    بواسطة هدية الأيوبي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-07-2018, 10:25 AM
  2. سأسدل ستائر النسيان ...؟
    بواسطة محمد الدسوقي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-01-2007, 09:43 PM
  3. قلة التركيز وسرعة النسيان
    بواسطة د.إسلام المازني في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 29-12-2005, 01:32 PM
  4. شوط النسيان
    بواسطة إحساس في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-02-2004, 05:55 PM
  5. النسيان
    بواسطة sheren في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-12-2003, 02:33 AM