تطور الأرقام عند البشر:
اتفق المؤرخون على أن الإنسان مر فى رحلته مع العدد بمراحل ثلاثة أساسية هى :
1-مرحلة الحصر "يقصد بذلك تلك المرحلة التى كان الإنسان فيها يزاوج ما لديه من أشياء بمجموعة متواجدة فى بيئته أو حياته وذلك بمقابلة واحدة من الأشياء التى عنده بواحدة من عناصر المجموعة التى يقارن بها فمثلا قد يحتفظ بسجل لعدد القطيع الذى يمتلكه بأن يخصص قطعة من الحصى لكل واحدة من القطيع أو بأن يحفر علامة على شجرة مناظرة لكل واحدة من القطيع وكانت مجموعات المقارنة عبارة عن مجموعات من الحصى أو علامات محفورة أو أجزاء من جسم الإنسان أو أوراق النبات وفى هذه المرحلة لم تكن هناك لغة منطوقة للعناصر التى يقارن بها كما لم يكن هناك وجود مفهوم العدد فلم يكن هناك شىء اسمه 2أو 3 مثلا"(كتاب تاريخ الرياضيات عبد العظيم أنيس/ وليم عبيد ص25و26 ) وهذا الكلام تخريف لأن الإنسان الأول أدم(ص)كان متكلما بدليل تعلمه للأسماء كلها مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "ثم كيف يعرف أدم(ص)الحلال من الحرام فى الألوهية مثلا دون أعداد والحرام فيها لا يفهمه أدم(ص)سوى بالأعداد فمثلا الله واحد والحرام هو عبارة اثنين أو أكثر زد على هذا أن الحفر على الشجرة يعنى حاجته لمئات الأشجار فى مكان قريب من الحظيرة كما يعنى أنه يحتاج أحجار للصعود عليها للحفر عند امتلاء الجذع بالحفر وهذا يعنى أن أدم(ص)ليس لديه عقل وهو أمر غير حقيقى
2- مرحلة العد"مع ابتكار اللغة كان من الطبيعى أن يستخدم الإنسان كلمات بدلا من الإشارة إلى عناصر مجموعات المقارنة مثل الإشارة إلى أصابع اليد المختلفة ويمثل هذا انتقالا إلى مرحلة العد ذلك أن الكلمات التى كانت تستخدم فى المزاوجة يمكن اعتبارها كلمات عددية لأن المزاوجة فى هذه المرحلة أصبحت مع كلمات مرتبة بحسب ترتيب العناصر التى يقارن بها مثلا الإصبع الأصغر لليد اليسرى قد تعنى ما نسميه الآن 1 ،إصبع الخاتم لليد اليسرى قد تعنى ما نسميه الآن 2"(المصدر السابق ص27)قطعا هذا الكلام عن ابتكار اللغة بعد عصور من خلق الإنسان باطل لأن أدم(ص)تكلم فى الجنة مع زوجته والملائكة
3-مرحلة العدد "إن المقصود بالعدد هنا هو العدد الطبيعى 1،2،3،4،000وهو العدد الذى نجيب به عن السؤال كم طفلا عندك كم عدد تلاميذ الفصل كم مدرسا فى المدرسة كم عدد المسجلين فى هذا البرنامج ويطلق على مثل هذا العدد العدد الكاردينالى فعندما نحاول عد عناصر المجموعة التالية {*****}مثلا نقوم بعملية عد كالأتى1،2،3، 4،5فيكون أخر عدد 5 هو ما يدل على كم العناصر فى المجموعة ويسمى 5 فى هذه الحالة العدد الكاردينالى للمجموعة والعدد الكاردينالى لمجموعة ما لا يتوقف على ترتيب عناصر المجموعة كما أنه مستقل عن طبيعة هذه العناصر"(المصدر السابق ص28)"ومن الناحية التاريخية فإن الإنسان كان يعرف عدد مجموعة ما باستخدام مجموعات المقارنة كان يقول مثلا أن لديه أن لديه من القطيع بقدر اليد الواحدة وهو ما نعنيه بقولنا 20 وهو مجموع أصابع اليدين والقدمين وتلى ذلك وجود مجموعات مقارنة مختلفة تمكن الإنسان بمرور الزمن من ترتيبها وإعطائها أسماء تقابل أسماء أعدادنا 1،2،3،4 000(كتاب تاريخ الرياضيات ص28)
التخريف فى هذا الكلام هو معرفة الإنسان عدد مجموعة ما باستخدام مجموعات المقارنة والدليل هو أن الله علم أدم(ص) عدد شهور السنة ومنها عدد الأشهر الحرم وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم "فهنا أدم(ص)عرف عدد شهور السنة وعدد الأشهر الحرم زد على هذا كيف يقارن أدم (ص)العدد12 بمجموعة مقارنة إذا لم يوجد حوله أو فى جسمه ما يماثلها وكذلك العدد 4 وذلك حسب هذا التخريف الذى فيه الإنسان غير عاقل
تعلم آدم (ص)الكتابة :
علم الله أدم(ص) الأسماء كلها فقال بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وكانت الوسيلة هى القلم مصداق لقوله بسورة العلق "اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "ومعنى هذا هو أن الله علم أدم(ص)كتابة الألفاظ كلها وقراءتها وقد عجزت الملائكة عن القراءة فقال كما بسورة البقرة "لا علم لنا إلا ما علمتنا "وأما أدم(ص)فقد قرأ الألفاظ ومنها الأعداد وغيرها والدليل الأخر على أن الله علم أدم(ص) الأعداد أنه علمه كتابة الديون التى لابد فيها من العلم بالعدد وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين فاكتبوه وليكتب بينهما كاتب بالعدل ولا يآب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب "فهنا علم الله الكتبة ومنهم أدم(ص)كتابة الديون ثم إن الحياة تحتاج للحساب فى أمور كثيرة مثل عدة المطلقة وعدة الأرملة ومثل الميراث والهبة والوصية وكل هذا لابد أن يكون أدم(ص)عالم به لأنه يحتاجه للحكم بين أولاده فى مشاكلهم