أقرأ هذه الأيام من السيرة الذاتية للمهاتما غاندي وقد كتبها بيده ، كتابٌ ممتع ، كثير الفوائد ، وفي جوانب كثيرة من خواطر أو تجارب غاندي
بهذا الكتاب تلتقي أفكاره مع أفكار ومبادئ إسلاميّة ، تدعو للتأمل ، والتفكر في أنّ كلّ من فكّر وتدبّر في هذه الحياة وفي نفسه بفطرته وبتجرد
وموضوعيّة ؛ لا بدّ أن يصلَ إلى الحق الذي أتى به الإسلام .
---------------------
(.. لمْ أكنْ في ذلك الوقت على درايةٍ بجوهر الدين أو الإله وكيف يتدخّل في مصائرنا واستطعتُ فقط أن أدركَ ، بصورة مُبهَمَة ، أنّ الإله هو الذي أنقذني من هذه المحنة ، وكان هو الذي أنقذني من جميع محني .
أعلم أن عبارة " أنقذني الإله " تحمل معنى أعمقَ بداخلي الآن ، مع أنني لا أزالُ أشعرُ بأنني لم أدركْ معناها كلّيّاً حتى الآن ، فأنا في حاجة إلى المزيد من الخبرة كي أستطيعَ فهمها بصورة أكثر شُمولاً . لكن ما أدركه حقّاً هو أنّ الإله أنجاني من جميع المحن التي مررتُ بها ، المحن ذات الطبيعة الروحانيّة ، وكمُحامٍ ، وعندَ إدارة المؤسسات ، وفي السياسة .
عندما كنتُ أفقد الأملَ ، وعندما يفشلُ الأصدقاءُ في مساعدتي ، وتتبدّدُ مٌحاولاتُ مواساتي كنتُ أجدُ العونَ يأتيني من العدم !
التضرّعُ والعبادةُ والصلاةُ ليست خُرافاتٍ ، بل هي أفعالٌ حقيقيّةٌ أكثر واقعيّة من الأكل والشرب والجلوس والسير ، ولن أكونَ مُبالِغاً إذا قلتُ : إنها الأفعالُ الوحيدةُ الحقيقيّة ، وما عداها زائف )
--------------
غاندي : تجاربي مع الحقيقة