.. زهايمر ..

زهايمر

تصابينَ بي وأصابُ بكِ
و نصابُ معا بالزهايمرْ
و نسألُ في كلِّ مرة
عندّ كلِّ لقاءٍ وفي كل ساعةْ
- ما اسمكَ الآن يا ....
- ما اسمكِ الآنَ يا .....
- كأني رأيتكَ من قبلُ يا سيدي ؟
- كأني رأيتكِ من قبلُ يا سيدة ؟
- أتعرفني قبل هذا اللقاءْ
- أحبكَ يا .....
- أحبكِ يا .....
و نختارُ في كلِّ مرةْ
إسماً جديداً
نَملُّ اللقاء ونرحلُ في كل لحظةْ
فبعدَ قليلٍ سنسألُنا
عن اسميَ و اسمكِ ثم أقولُ:
- أحبكِ
ثم تقولين لي:
- لا أحبكَ إلا إذا
قدَّمتَ لي قهوتيْ
لتسمعَ صوتَ ارتشافي لها في غيابي عن الوعيِ أو
لكي أتأملَّ عيناكَ وهيَ تردِّدُ:
- ما اسمكِ ؟
- ماذا تحبينَ ؟
- ما اسم الذي يجلسُ الآنَ قربي و قربكْ ؟
- أحبكِ قبلَ اللقاء وبعده
- أحبكَ بعدَ اللقاء وقبله
- هيا لنرسمَ لوحةْ
تُذكرنا باللقاءِ الأخيرِ الذي قد نسيناهُ
أو ننقشُ القلبَ بينَ حبيبينِ تاها وغابا عن اسميهما
في كلَّ رشفةْ
أحبُّ اللقاء الذي يُكتبُ الآنَ في أول السطر في كل مرةْ
- أحبكَ يا .....
تقولين من دونِ أن أنتبهْ
- أحبكِ يا .....
أرددها في سكونْ
ثم نمضي إلى آخر الشارعِ المتعرجِ نسألُ عنْ
أسمائنا في السرابِ الأخيرِ
عنِ الوقتِ والظلِّ والذكرياتْ
- كأني رأيتكِ في آخرِ النَّصِ يا فكرةً لا تسيطرُ فيَّ / عليَّ
وتغرقُ في أهبةِ الاحتمالْ
ويجمعنا في المساءِ الزهايمرُ
نعشقُ نسياننا ونراقصُ نبضَ الضبابِ الغريبِ
على بعدِ رشفةْ
على صوتِ رعشةْ
ونعرقُ من رحلةِ الاكتمالْ
و نصمتُ نصمتُ ثم نقولُ معاً:
لِنبدأ هذا اللقاءَ الأخيرَ
العناقَ البطيءْ
و من أولِّ السطرِ:
- هيا أجبْ ؟
ما اسمكَ الآنَ قلْ ليَ ؟
- اسمي فلانٌ
سعيدٌ أنا بلقائي
سعيدٌ أنا بلقائكِ
- يا غائبة !
- يا غائبٌ !

20/9/2014م

حوارية ماتعة أثمر فيها النسيان ولم تجدب تربته
مرور ترحيب بالعودة لواحتك
ودمت متألقا
تحاياي