أهــــوالٌ بـــأهــــوالِ * شعر أحمد غنيم
هـــل ظـــل لـي أمــــــلٌ مــن بــعــد إذلال؟
يا طــيـــب الـحـال خـــبّــرْ سـيــئ الـحــالِ
وحـــدي أقـــــاوم لـــيـــلا بــات قــاتـلـنـي
فـــأصــبـح الـمـوت لـي من بعض أحمالي
حــــتـى غــدوتُ عـلــي تـلك الـرمال لظىً
مــن حـــرها صـــهـــرتْ صـخـــرا بأجبال
والـــبــحـــرُ يــرسـمـنـي بـحـرا يسيلُ دما
والــــبـــدرُ يـــرســمـنــي أشــبــاه تـمـثال
صـــبٌّ يـــهــــيـــمُ بـــأحــــلام مــمــزقـــةٍ
كــالـــظــأنِ مــــرتـبــكــا في جفـن رئبال1
واللــيـــلُ يـــتــبــعــه لــيــلٌ يـزيـد دجـــى
كـــأنــــمــــا الــدهــرُ يمضي خلف جهالي
والصـمــتُ يـــعــجــبُ مـن صمتٍ ألوذ به
شــكــل بـدا فـي الـورى من بعض أشكالي
لــم يــعــرف الــسـهدَ إلا من رأى شجني
لــم يــعـــرف الــوجــدَ إلا مــن رأى حالي
طـــعــــنٌ بــغــــدرٍ وإحـــراقٌ لــقــافــتــي
شـــــرٌ بـــشـــــرٍ وأهــــــوالٌ بـــأهـــــوالٍ
والــدهـــرُ يــصــعـــقٌ صـعـقـا لا شبيه له
إلا كــصــعــــقــةِ مـــوســى دون إقـــــلال
كـأنـنـــي فـــي ثـمـــودٍ يــوم مــصــرعـها
كــأنــنـــي في اللـقـا فــي يـــوم شــــوّال2
حـــظـــي مـــن الإفـكِ ظــلــمٌ بات يشـبهه
ســرحــانُ يـــوســفَ فــي أضغاثِ أقوال3
والــبــئـــرُ يــغـــرقــنــي ألـفـا بــلا أمــــلٍ
والـدلــو مــنــتــشــيــا فــي حـضن أقـفـال
أمـا الـسـنــابــلُ غـــابــتْ عــن مـزارعـنا
بـــوابـــلٍ مــــن نـــزيـــفِ الـيـأس هـطـّال
والــســجــنُ مرتــقــبٌ حـظـا يــخـلـصـنـي
مــن ظــلـــم مـا قــد بــدا فــي حملِ أثـقـال
حــتــى يـــزيد مـــــن الأرزاء أكـــبــرهـــا
مـــن فــعـــل حـظ غــريـب السـمت دجال4
إن صـــابَ دهــرا بـشـئ قــد أصـبــتُ بــه
لــغـــادرَ الـــدهـــرُ دنـــيـــانـــا بــزلــــزال
(1) رئبال / أسد.
(2) يوم شوال / يوم معركة أحد وكانت يوم السبت السابع من شوال في السنة الثالثة من الهجرة
(3) سرحان / ذئب .
(4) أرزاء / جمع رزء هي المصيبة .