شرط من أجل السفر..؟؟

	(1) إني أسافرُ خارج التاريخِ يا شعري... لكيلا أحترقْ ..؟؟ فلتسترحْ يا سيدي.. ولتنسَ ما عشناهُ من حزنٍ...!! وهيَّا ننطلقْ..؟؟ لا ترجُ مني أن أعودَ لعصرنا... فالعصر عصر الزيفِ .. والترويغِ .. والسُكنى به نارٌ تطاردني... وإني دون شكٍ ... إنْ بقيتُ سأحترقْ !!! إن بقيتُ سأحترقْ !!! **************** (2) ما زلتَ تخبو حين أعتنق السفرْ..؟؟ فيمَ الخبوُ ؟؟ وأنت من تُصْلي فؤادي بالعطاءِ إذا تهيَّبني الوطَرْ ؟؟ فيمَ الخبوُ؟؟ وأنت من يجتاحُ فكري حين تهجرني الفِكَرْ ؟؟ لتعيد آلاف الِفكَرْ.. لتروم مجدا شامخا في حين أستفُ المَدرْ ؟؟ لتعيدَ حاضرنا الكئيب بمنظرين من الصورْ !! أحد يحطم داخلي و يظلُ يمنحُني الأسى.. والآخر المسكين يحسو من دمي شعرا... ليسمو بالخبرْ..؟؟ ************* (3) إن كنت ترجو أن تكون مسالمًا ... فدعِ الِفكَرْ..!! لا ِفكْرَ بعد الآن إن صحَّ الخبرْ؟؟ دعْ عنك صفو الماءِ يسبحُ للكدرْ!! دعْ عنك نُبلَ الحرفِ يا ربانهُ.. واهجرْ تلابيبَ الحقيقةِ... واسترحْ منها.. فما في بحرها غير التقهقرِ والخضوعِ أو السفرْ..!! فالزمْ خيارا واحدًا يا سيدي: إن كنت توعدني بألاّّّّّّ اجتياحَ فلا سفرْ؟؟ أو فابتعد عني ... فإني قد عزمت على السفرْ...!!

إني أسافرُ خارج التاريخِ يا شعري...
لكيلا أحترقْ ..؟؟
فلتسترحْ يا سيدي..
ولتنسَ ما عشناهُ من حزنٍ...!!
وهيَّا ننطلقْ..؟؟
لا ترجُ مني أن أعودَ لعصرنا...
فالعصر عصر الزيفِ ..


صدقت و الله أخي محمد حسين
قصيدة رائعة استمتعت بها كثيرا .. فلله درك
تقبل ودي
د. جمال

شكرا على تواصلك أستاذي جمال
تقبل شكري وامتناني

أخي الكريم محمد الحسين:

رائع هو حزنك رائع هو حرفك.

لا يقنط الكرام ... لا يقنطون.


ولعلي أشير مصفقاً إلى حسن تدويرك أسطر القصيدة وإن كنت أرى أن تعيد النظر في تدوير هذين السطرين:

فالعصر عصر الزيفِ ..
والترويغِ ..
والسُكنى به

وهذا:
واهجرْ تلابيبَ الحقيقةِ...
واسترحْ منها..
فما في بحرها غير التقهقرِ والخضوعِ أو السفرْ..!!

ثم لعلي أشير إلى هنة لغوية هنا:

إن كنت توعدني بألاّّّّّّ اجتياحَ فلا سفرْ؟؟
الصواب أن تقول "إن كنت تعدني" إن قصدت الوعد أو أن تقول "إن كنت تتوعدني" إن قصدت الوعيد.



تحياتي وتقديري

أخي وأستاذي الفاضل سمير:
ما أسعدني والله بمرورك العطر الذي لا يخلو كما عهدته من معلومة مفيدة.
ولكنَّ لي هذه المرة رأي يخالفك قليلا وأخاف أن أبديه فتحرمني من نقدك في المرات القادمة وهذا والله ما لا أرجوه.
(كان لي رأي في بعض ما أشرت إليه في قصيدتي السابقة إلا أنني لم أجدِ الوقت الكافي لطرحه ولعلني أستدرك ذلك في الزيارات القادمة رغم إقراري بصحة كل ملاحظاتك
التي أجد لها مبررات في اللغة).

أما بخصوص ما أشرت إليه هنا فأنا لم أفهم بالضبط ما الذي ثقل عليك في المقطعين المشار لهما سابقا .
وبخصوص الهنة اللغوية فقد وجدت الكثير من الأبيات في الدواوين الأدبية التي ذكرت الوعد بالمصطلح الذي استخدمته هنا ومن ذلك قول الشاعر (أبو نواس):
‏
يا ساحر المقلتين والجيد * وقاتلي منك بالمواعيد

توعدني الوصل ثم تخلفني * ويلاي من خلفك موعودي

حدثني الأزرق المحدِّث عن * شهر وعوف عن ابن مسعود

ما يخلف الوعد غير كافرة * وكافر في الجحيم مصفود

أما بشأن الوعيد والتهديد فقد قال الشاعر:

أ توعدني و لم أر مثل يومي خشاش الطير يوعدن العقابا

متى تلق العقاب خشاش طير يهتك عن مقاتلها الحجابا

أ توعد بالذئاب أسود غاب و أسد الغاب تلتهم الذئابا


سأكون سعيدا إن كان لك رأي يجعلني أعود لصوابي
تقبل تحياتي وودي يا من أشهد الله على حبه فيه .

أخي الحبيب محمد:

لا تخش من أخيك بواقاً، ولا تتوقع منه إلا الوفاقا.

أما بخصوص ما أشرت إليه في تلكما الموضعين فإنهما ليسا بهنتين ولا ثقل فيهما بل هو التدوير الذي يذهب ببعض الألق ولعلي أشفقت وقد رأيتك تحسن تدوير كل الأسطر أن لا يكون لهذين الموضعين ذات النصيب من الدقة.
أرى لو كانا في أسطر مدورة بدقة أكثر لتعبر عن المعنى وتعين في الإلقاء وتحديد الحس الشعري:
الأول في سطر واحد هكذا
فالعصر عصر الزيفِ، والترويغِ، والسُكنى به

والثاني في سطرين هكذا:
واهجرْ تلابيبَ الحقيقةِ واسترحْ منها..
فما في بحرها غير التقهقرِ والخضوعِ أو السفرْ!

أما فيما يخص استشهادك بأبي نواس بخصوص الفعل الذي أشرنا إليه فما أراه يشفع لأن العبرة هنا ليس بمن قال وما قيل بل الصواب الذي توافق عليه أهل الرأي ولا يكون الشاهد جازماً إلا من كلام الله تعالى أو ما صح من حديث سيد الفصحاء رسوله الكريم عليه صلوات ربي وسلامه. هكذا أرى الأمور وما كنت حين أشرت إليك بهذا إلا أن سليقتي أنكرته وذائقتي مجته. وحين رأيت ردك أيها الكريم عدت إلى ما تسنى لي من معاجم اللغة فما وجدت من شاهد يعتد به وحين نظرت في كتاب ربي وجدت الكثير من الشواهد وإليك منها:

(بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً)(فاطر: من الآية40)

(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:268)

(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ) (لأنفال:7)

(فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) (طـه:86)

(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) (غافر:28)

أرجو أخي أن تجد في ما سقت ما يرضيك وإلا فإني يسعدني الحوار مع كريم مثلك.


تحياتي وتقديري

قبلنا برأيك أستاذي الفاضل سمير واعذرني على اضاعة وقتك.

لا وقت يضيع مع الأحبة أيها الكريم.


دمت لأخيك.


تحياتي وتقديري