|
عينٌ تلاقي عتمة الإبصارِ |
فاستسلمت لغشاوة استعمارِ |
وتوسدت ذل التشتت والنوى |
والقهر والطاغوت والإعصارِ |
واستبدلت نوما قريرا ناعما |
بالسهد مزقها بليل ضاري |
واستقبلت حتف العروبة بالجوى |
تنعى بدمع أنينها المدرارِ |
فحدود أمتنا .. يروم عدونا |
تعديلها بخبائث الأغيارِ |
بالمكر والتدليس جهرا والهوى |
تمضي الأمور بفكره الغدَّارِ |
باسم التحرر من قيود .. أمعنوا |
في الوهم والتأليب والأخطارِ |
بربيع فوضى واختطاف فاضح |
عانى الجميع قلاقلا بديارِ |
والحسن يزهو بالربيع إذا بدا |
بالروض والريحان والأزهارِ ! |
لا بالقبائح والرذائل ترتدي |
ثوب الخيانة .. يا له من عارِ ! |
واختلت الأوطان يهوي أمنها |
في الخوف والإرجاف والأضرارِ |
زاغت عيون طالما كانت بها |
منظومة لمباهج استقرارِ |
ضاعت ربوع بالصفا راقت لنا |
من قبل بالأُنس الهنيِّ الساري |
باتت تحملق في الشخوص لعلها |
تلقى الأمان بمستطاب جوارِ |
ماذا دهانا ؟! بالفتون تفتتت |
أجزاؤنا لدقائق بغبارِ |
وعدونا يرعى بخصب حقولنا |
مستمرئا خيراتنا بتباري |
بمجون لص ناهب مستكثر |
مستنفر ببشاعة استنفارِ |
وذهول أصحاب الأراضي أقفرت |
بارت بأفظع حسرة وبوارِ |
والناس كلَّت فالحمول ثقيلة |
ناءت بها بالجدب والإقفارِ |
والشرق صار بمستطير حرائق |
يا ويل من أضحى بجوف النارِ ! |
طابت به الأحلام لاقت حظوة |
عند العدو بليله ونهارِ |
لابد من قهر الشعوب جيوشها |
تصلى جحيم تفكك ودمارِ ! |
حتى يصول غريمنا بديارنا |
ويجول فيها راغبُ استكبارِ ! |
بشمالها وجنوبها .. في شرقها |
في غربها في أمنها المنهارِ |
وترنحت فيها الصروح ودُمِّرت |
مِنَّا وفينا أروع الآثارِ |
وعيون عُرْبٍ أغمضت أجفانها |
صارت بلا بصر أو استبصارِ |
في تيه إعماء حثيث مطبق |
بسواده المبثوث بالأخبارِ |
قتلى وجرحى وانهيار منازل |
ومقابر لأكابر وصغارِ |
وتظاهر بشوارع قد أصبحت |
ساحات حرب بالنزيف الجاري |
والناشط المزعوم قام مصرحا |
تصريحه بالموت للأمصارِ ! |
حالات سقم جسدت أمراضها |
فينا جليا يا حماة الدارِ ! |
هذا اختراق الطامعين بأمة |
فلتدفعوه بوثبة الأحرارِ |
بتماسك الأوطان نهزم خصمنا |
بالعزم والإقدام والإصرارِ |
تأبى العروبة بالشموخ تكسرا |
إن لازمت إشراقة الأبرارِ |
يا أمة القرآن هبي بالهدى |
فبه البصائر في تقى الأبصارِ |
وبه انجلاء للظلام وللدجى |
بالشرع والأحكام والأنوارِ |
حبل الإله المستعان نجاتنا |
من كل كرب يا أولي الإبصارِ |
وسطية فيحاء نبراس العلا |
للمسلمين على مدى الأعصارِ |
فاجمع إلهي شملنا واحفظ لنا |
أوطاننا بأمانها يا باري |
صلى الإله على النبي وآله |
طه الحبيب المصطفى المختارِ ! |