(الكشّاش) هي كلمة يطلقها العامة على الكاذب , كثير المبالغة , وهذا عصر أولئك وزمانهم , وهي إشارة لمن يربي الحمام . ومعلوم أن مربو الحمام لا تؤخذ شهادتهم في المحاكم لشدة كذبهم...
هو كاذب كيف ادّعى , أنّى انتمى
من نسل (أسودَ) أو سليل (مسيلما)
أما (سجاح )فنقطةٌ في بحره
ويل البحور إذا تخّرص وانْكما
إن جئته بسؤال علمٍ شائكٍ
قال: احتمالٌ هوْ, وأردف: ربّما
وأدار سبحته بخنصر كفه
ورباط عنقٍ في لجاجٍ أحكما
نكح الفصاحة والّصداق مؤجلٌ
والعلم في أحضان جبّته ارتما
كلّ التفاسير الرهيبة من (لذا)
هذي (لذا) فاقت بدهر (حيثما)
أرغى , تنحنح , فخّم الصوت, ثغا
ثم الجواب إذا تلاه تلعثما
دوماً, بطولاتٌ أساطيرٌ شدت
أضغاث حلمٍ والبداية عندما
في ليلةٍ غبراء ألعن ذكرها
جلس المفوّه في الفناء مهمهما
نسج الأباطيل الرهيبة معطفاً
النّول بسملةٌٌ تلتها كلّما
ويضيف في صلفٍ ونبرة ثائرٍ
بدهاء زنديقٍ وندرة قلّما
الذئب يسهر في فنائي صامتٌ
أتوسّد الصلّ اللئيم الأرقما
والجن كلٌ في قطيعي خادمٌ
وكبيرهم لجلال قدري أولما
أما إمائي حور فردوسٍ أتت
من بطن فارس أو مجاهل (بنّما)
ُكتبت على مرّالعصور روائعي
من لقن ا(لمنصور) فن (الشهنما) ؟
من علم (السلطان) في ألفٍ تلتْ
سفْْر الصبابة والوصال وحالما
فأصيح والغضب الشديد يؤزني
وبقيع وجهي من لظاه تعندما
رفقاً بنا يا شيخُ , سقف جدارنا
من زيف زورك قد همى وتهدما
إرحم عدمتك عقلنا وعقالنا
لسنا إلى تيك المسافة ُبهّما
ُ
أترعتنا (كشّاً) أخالك عازماً
أن تشبع الكبد العليل تورّما
أسود : الأسود العنسي ,
مسيلمة وسجاح : أكذب العرب
بنّما : بلد أمريكي شمالي بتصرف
المنصور : الفردوسي صاحب الشاهنامة المعروفة , وهذا اسمه.
السلطان : شهريار