|
ملئوا الأواني سلسبيلا نابعا |
من كف (أحمد) مستطابا يانعا |
عذبا رطيبا طاهرا متدفقا |
يجري يعانق للحبيب أصابعا |
والجيش يُروى من إناء ضيق |
أضحى بمعجزة المشفع واسعا |
فالله أعطاه المواهب جلها |
أسداه بسطا ذا بهاء شاسعا |
وحباه موفور المكارم والندى |
فيضا جليلا للفضائل جامعا |
و(حليمة) السعداء ضمت (أحمدا) |
طفلا فجازت بالرجوع مراضعا |
وبليلة الإسراء حاز المجتبى |
طه سموا للأعالي رافعا |
وبسدرة الأنوار حل مبجلا |
وسواه يلقى بالدخول المانعا |
والضب كلمه جهارا شاهدا |
برسالة المختار أسمع سامعا |
والعود أضحى سيف غزو باتر |
بيمن طه مستنيرا لامعا |
يهوي على جيش لكفر مثخنا |
لرقاب أعداءٍ لئام قاطعا |
وشكا البعير لـ(أحمد) أحزانه |
يبكي .. بطه مستعينا دامعا |
ويبث هما للحبيب المصطفى |
يحنو عليه لدى الموالي شافعا |
وغزالة البيداء رامت (أحمدا) |
جهرا ضمينا كي ترضِّع راضعا |
والبئر فاض بتفلة لنبينا |
أضحى زلالا بالمنابع طالعا |
والسيف يسقط من عدو كاشح |
ليكون خصما للمُنَّور ضارعا |
ومسيرة الأشجار نحو حبيبنا |
تمضي تؤم إلى حماه مرابعا |
وسحابة ظلت تظلل (أحمدا) |
إن راح أو كان الْمُظَلَّل راجعا |
والعُكَّة ُالفيحاء ضمت سمنها |
دهرا طويلا بالمطاعم نافعا |
والكفر في (ثور) يلاقي غاره |
بالبأس محروسا يضم مدافعا |
والفارس المشتاق نوقا قد ثوى |
بالرمل محتارا حسيرا قابعا |
والشاة أقعدها الهزالُ بمسه |
درت شرابا بالهواجر ناصعا |
والعين في وجه الجريح (قتادةٍ) |
لاقت طبيبا للبصائر بارعا |
عادت أصح الناظرين بصحة |
وسلامة عمت محبا تابعا |
والصخر يقريه السلامَ إذا بدا |
طه وحازى للمُسَلِّم شارعا |
(أُحُدٌ) يحب المصطفى وصحابه |
يهتز شوقا بالجوانح والعا |
تغشاه من أمر الحبيب سكينةٌ |
مستأنسا صحوا سعيدا خاشعا |
ومواضع القوم اللئام بغزوة |
كانت بحق للهلاك مواضعا |
كم معجزات لا يزال بريقها |
يجتاز في دنيا الأنام مواقعا |
إخبار طه عن أمور تُرتأى |
فيهم تثير مع الحنين دوافعا |
فيها علامات تؤكد كلها |
صدقا بإعجاز النبوة ضالعا |
بزت معارضها الجهول ومزقت |
خصما على مر العصور منازعا |
ومضت بأنوار الحقيقة قد هدت |
قلبا سليما للمهين طائعا |
فبكل معجزة بيان للورى |
تحوي بتفصيل الأمور جوامعا |
مرت ولازالت بأصقاع الدُّنى |
تروى تضم روائعا ومنافعا |
منها اتصال بالحبيب قلوبنا |
تهفو تفارق بالحياة مواجعا |
تُشفى بفضل الله جل جلاله |
تُهدى سياقا للمحبة رائعا |
وبشرعة القرآن معجزة حوت |
للناس نورا بالبسيطة شائعا |
فمن استفاد بحكمه نال المنى |
أو كان في جهل يكون الضائعا |
فاجعل إلهي حبنا للمصطفى |
بقلوبنا غرسا نضيرا يافعا |
واجعل قصيدي في مديح المجتبى |
يشدو بصدق الإتباع روائعا |
صلى الإله على النبي وآله |
ما الودق لاقى بالدروب مَزارعا ! |