آمنتُ أنَّني في العشقِ تِلميذٌ
زاهيةٌ أنتِ كَطاووسَةٍ
بهيةٌ أنتِ كما النورَسَةْ
آمنتُ بأنكِ رائعةُ الخَدّينِ
كلُّ خدٍّ نرجِسَةْ
وأنَّ تقاسيمَ ثَناياكِ
لم تُحِطْ خُبراً بها الهندَسةْ
والزهوَ في جَبينكِ
مِن ألفِ عامٍ يُمارسُ الغَطْرَسةْ
والحسنَ في مقلتيكِ مِهْذارٌ
يثرثرُ حَدَّ الهَلْوَسةْ
فللجَمالِ أنتِ هِيْئةٌ
وللدَّلالِ أنتِ مُؤَسّسةْ
جَميعُ مَفاتنِ الدُّنيا
عندكِ يا سيِّدتي مُكَدّسةْ
وكلُّ مَناهجِ الطِّيبِ والحَلوى
مِن بعضِ ما لَدَيكِ مُقْتَبَسةْ
فَمَنْ سِواكِ حين أراهُ أنتشي
كأنّكِ بِكُلِّ النَّشَوياتِ مُدَمَّسةْ
هَمسُك كم أشتهي سَماعَه
وعطرُك كم أشتهي أنْ أتنفَّسَهْ
كلُّ القلوبِ التي تَخَلّتْ
عن عِشقكِ صدّقيني مُكَلَّسةْ
نبضاتُها مُجْنِبَةٌ وكلّ ثرىً
تَطالُها ، حاشاكِ ، مُدَنَّسةْ
لا تَرى فيكِ عُيونُهم غيرَ الذي
يرى ، في الظباءِ ، الضّباعُ المفتَرِسةْ
آمنتُ أنَّكِ أغلى ما في وُجودِنا
ولن تُهتَدى إليكِ القلوبُ المفلِسةْ
وأنّك كوكبٌ في أعالي السَّما
عصيٌّ على الرؤوسِ المُنكّسةْ
بَصمتُكِ مفتاحُ كلِّ هناءةٍ
بدونِها أبوابُها مُتربسةْ
آمنتُ أنَّني في العشقِ تِلميذٌ ،
مهما بلغتُ ، وأنتِ المدرسةْ
يا أيُّها الكنزُ الذي أهداناهُ
ربُّ العبادِ ، ولزامٌ أن نحرسهْ
فكيف لا أعلنُ لك ولائي
وأنتِ مثل الوطن مقدّسةْ