نازك الملائكة

شعر
عبدالمجيد فرغلي

من عبير الورد ما مس شائك .. روحك الغض حام بين الملائك

إن يسموك نازكا أنت نجم .. في سما الخلود لا في النيازك

صغت شعر الخلود أبدعت فيه .. روعة النظم أو براعة حائك

طرت في روضة حمامة أيك .. بين أفنانها ربيع نمائك

لك في الشعر مذهب لا يبارى .. فوق أرض الورى وبرج سمائك

كنت فيه رفيعة القدر شأنا .. فوق روض الخلود من بعد باعك

قد نشدت الإبداع في الشكل فيه .. مضمون روحه في غنائك

كنت فيه الوميض في لمعة الفج------ر ووحي السمو في عليائك

الشعر في مذهب نازك

كنت يا نازك الملائك روحا .. حام فوق الرياض من غبرائك


قلت ما الشعر أن تصوغ قصيدا .. حشوة اللفظ دون وحي انتمائك

إنما الشعر أن تعبر فيه .. عن أحاسيسك التي في ردائك

لم تكن فيه بالمقلد لفظا .. في ثنايا قوالب من عنائك

بل شعور يصوغ خاطرة النف---س وإشراقة ومضة من ضيائك


ليس باللفظ قد يقعقع جرسا .. دون طحن يخر من أرحائك

قلت في الشعر إنه الهمس يسري .. في حناياك أو رحاب جوائك

قلت أن القريض نبضة قلب .. في أسارير عالم من ولائك

هفهفات النسيم لامسن زرعا .. في انسياب المسير من إسرائك

قلت غن المضمون فيه خيال .. فيه إبداع شاعر من أولئك

كنت في الشعر قمة ومنارا .. شع من روضه الخلود لحائكك

ينسج اللحن من عبير ورود .. في غصون من رقة من سدائك

كنت فيه (السياب أو أملا )سا را على سمته ونور سنائك

كنت فيه أحب واسطة (العق-----د ) ومن در جيده في بهائك


أدب المرأة العراقية

كنت يا نازك الملائكة ( النب-----ض) وهمسة الندى في صفائك

أدب المرأة العراقية (البك-----ر )بنى صرحه على هدى اّّرائك

قد أطلت براعم النور فيه .. من غصون الهواة من نظرائك

منذ نصفف القرن الذي قد مضى (أو له) ارتدت ركبه في مضائك

أنت من أسرة الملائك صفوا .. عانقوا الشعر والتقوا في فنائك

كنت فيهم غصن المنى والأماني .. في نسيم الخلود من أجوائك

قد رأوا فيه حلمهم قد تهادى .. يوم سموك نازكا للملائك

منذ رفرفت في الرياض كطير .. ينشد اللحن صغت بكر غنائك

كنت فيه الخيال والعش فيه .. كنت غصنا يميس في أنحائك

دواوين من شعر نازك

قد تغنيت بالبلاغة لحنا .. عبقري الرنين من أصدائك

صغت فيه ديوان عاشقة ( اللي----ل) صدى رجعه رفيع ندائك

وشظايا من ثورة ورماد .. من تراب العراق في حوبائك

كنت روح العراق حسا ومعنى .. (عبقري الرفيف ) في أحنائك

كنت إحساسه الرقيق ولحنا .. قدسي الأداء من إهدائك

قد تغنيت لحنك الفذ فيه .. نبضة من (فراية ) من إبائك

كنت فيه الوفاء والأمل (الحل------و ) وساري إشراقة من وفائك

أنت أفضيته لشعب معنى .. أو لكون يئن في أحشائك

أرهقته الحروب من غير جدوى .. كيف أهديته نضار عطائك ؟

فيه حركت ثورة البعث من ( نو م ) وقدت الفداء تحت لوائك

وامتشقت الحسام حر نضال .. ضد بغي الطغاة من أعدائك

قلت إن العراق قلعة أسد .. زأرت ثورة (كأسد ظبائك )

كنت رجع النضال والروح فيه .. ضد مكر الدخيل من غرمائك

كنت يا نازك الطليعة في (الزح----ف) على البغي ماضيا من ورائك

وركبت القرار من موجة (الم----د) وحققت الرجاء في أحيائك

وامتطيت الذرا على دوحة ( البد----ر ) إلى المجد ذدت عن جوزائك

ورسمت المأساة أغنية ( الشع----ب )وللإنسان الذي من إذائك

صغت أنشودة الحياة لشعب .. عنه ناضلت في ثرى أبائك

وحملت النضال مشعل نور .. في يديك النفير من أصدائك

تلك أصداؤه وأطياف ذكرى .. قد حملنا حنينها في رثائك

فلتنامي يا نازك اليوم رووحا .. نعمت في الخلود بعد عنائك

إن يكونوا ما شيعوك كما (لا ق ) وما كان بالأديبة نازك

ودعتك السماء واستقبلت( من---ك )بما كان من رفاق سمائك

أنت نجم من كوكب الخلد ات .. ضم كل الرفات من رفقائك

أنت يا نازك العراق بجسم .. ضم روحا وعالما من ملائك

أنت فيه العبير والنور يبقى .. ساطع الضوء والشذا من ردائك
أنت يا درة العراق بشط .. من (بلاد النهرين) من أرجائك

أنت رمز التقاء نهرين حبا .. ( لم يفرقهما ) جبين لقائك

أنت وصل العراق من ضفتيه .. بيمين الولاء يوم رضائك

أنت روحهما تدفق موج .. بين عطفيهما رحيق هوائك

أنت همس النسيم في رحلة (الشو ق )وبغداد لم تمت بفنائك

أنت فيها العبير من كل روض .. (دجلة) و (الفرات) تيار مائك


***

والقصيدة ضمن ديوان
عبير الذكريات
المودع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية

تحت رقم 5646 لسنة 2008


و ضمن الجزء الول من الأعمال الكاملة

وستبقى يا وطني حيا