أفيقوا
سكتُّمْ و صَار العجْزُ عنْوانَكُمْ و لمْ ....تَعُدْ رغْبةٌ في طرْدِ تلكَ الثعالب
رَضيتُمْ قُيودَ الذلٍّ منْ كلِّ ظالم..........و في تبعاتِ الذلِّ كَرْبٌ لكارب
تركْتمْ طريقَ العلْمِ و النُّور جانبًا......و فيها عَطاءٌ مُستفيضٌ لراكب
وَ قدْتُمْ الى حضْن الملاهي خيُولَكمْ...و ما في حَياة اللهو غيْرُ المعاطب
نَسيتمْ زمانًا فيه كنْتمْ مَنارةً..............تنيرُ حَياةَ الناس ضدَّ الغياهب
قَضيتُمْ على روح التعاون بينَكمْ........و ضمَّكمُ نَهرُ الأسى و النوائب
تراجعَ عَزْمٌ كان فيكمْ مُصمِّمًا.......على السَّير بالأقدام فوقَ الكواكب
غرِرْتُمْ اذا صَدَّقْتمُ ما يقُوله................لئيمٌ عطاياهُ عطايا العقارب
أفيقُوا فقدْ ولَّى الظلامُ و لمْ يَعُدْ.........لكُمْ سَببٌ في خنْقِ تلك المطالب
أفيقُوا فقدْ جاءَ الصَّباحُ مُبشِّرًا ..............بعَهدٍ كثيرِ الخيْر جدِّ مُناسب
و قومُوا و لا تعْطوا النصيحَ ظُهورَكمْ ......فجاءَ يُريكمْ كامناتِ العواقب
لقدْ دخَل الأعْداءُ منْ كلِّ جانبٍ .........فسيروا اليهمْ كالأسُود الرواهب
فلا بدَّ في الأيام ما يرْهبُ العدى...........و يرْفعُ عنكمْ باعثاتِ المتاعب
اذا كانَ عيشُ المرْء هَمَّا ،عليه أنْ.......يُحاربَ هذا الهمَّ منْ كلِّ جانب
خُذوا الوقْتَ منْ أجْلِ الصُّعود بحكْمةٍ..و لا تحْسبوا العلياءَ منْ حظِّ خائب
و لا تظْلموا في عيْشكمْ أيَّ واحدٍ.....و كونُوا أسُودًا في طلاب المكاسب
لعلَّ قلوبًا ملَّتِ الضرَّ و الأسى...........ستَعْرفُ عيْشًا باسمًا غيْرَ قاطب
مُنِحْتُمْ ريَاضًا ذاتَ سحْرٍ و رَوْنق............فلا تَتْركُوها عُرْضةً للشوائب