|
تعب الهوى بتصلّفي وتطرّفي |
والآن أعلن فيك بدء تصوّفي |
والجرح أدرك فيّ بدر تمامه |
أزف المحاق وعنك ضاقتْ أحرفي |
ها حطّتِ الرؤيا –وقد سحم المدى - |
في ظاهر المعنى قصيد تشوّفي |
رؤياكِ في معناي بوح توحّدي |
معناكِ في رؤياي روح تلطّف |
يا أنْتِ ما أخفيه يبديني وما |
أبدبه يخفيني فحال توصّفي |
إلّايَ تحت الجُبَّة المثلى فهل |
أبقتْ على حلاّجها بتكشّف |
أفنى بنا ستين عاماً يقتفي |
ظلّ القصيدة في سراب مطفّف |
وحدي وقفتُ على المواجع حينما |
تقفُ الجراح بها ولم تستوقََفِ |
يا وصلة الألطاف ماذا يرتجى |
لي أمةٌ مشكاتها لم تنطفي |
صدئ الزمان على جراح نبيّها |
وتآكلتْ أحقابها ,لا تأسفي |
فيذيبُها وجع المساء زنابقا |
تزوي على جفن الصباح وتنتفي |
فذبحتُ أغنية الحنين ترقّبًا |
ورقصتُ في ليل الأسى المتحيّف |
إني أعيذك من مرايا جرحنا |
من غربة الأحلام إن لم تنصفي |
كم قد سرتْ بخطايَ بوصلة الردى |
والتيه يشجرها بماء توطّفي |
متشبّثاً بالنخل في نسب الهوى |
والرمل يكتبني سطور تصحّف |
يا أيها الزمن انتظرني ريثما |
تستوقد الروح الكليمة أحرفي |
يا أيها الزمن انتظرني ريثما |
تهب العبارة في دمي مسْتَشْرَفي |
لا تمنع الماعون حيث جراحنا |
ذاقتْ لباس الجوع بعد تخوّف |
مازلتُ وحدي في الهوى متشرّبا |
إسفنجة الأنخاب كيما أشتفي |
بل عاصرا أكباد كل قصيدة |
ضمّتْ قوافيها مآسي مدنفِ |
جسدي على رمل المواجع خرقة |
قد خاطها للأرض كفُّ محصّف |
يا ناقة الله المضيئة في دمي |
ردّي الهوى وعلى جراحاتي قفي |
يا أنت يا بئراً معطّلةً ويا |
وتريّة الخطوات دون تكلّف |
آهاتك العطشى تقضُّ مضاجعي |
تستنبتُ الغضب الذي في خيطف |
فوقفتُ منفردا أغازل تيهنا |
شاب انتظاري ثم طال تطوّفي |
الليل يلقي ثوبه فيلفّفني |
والنجم يحرس حلمنا بتقصّف |
يومي صحارٍ في عيوني يمتطي |
برق السراب وكل لمع يقتفي |
سكنتْ بواد الشك كل قصائدي |
خلعتْ نعالي عند قاع صفصف |
آنستُ نارا رحتُ أتبع نورها |
علّيْ أرى دفء الهدى لم يُغْدَف |
ضيّعتُ فيك ملاحمي وملامحي |
ومعازفي زلّتْ لأصغر معزف |
كفّاي تنكر معصميّ بقيدها |
في التيه داميتان لا من مسعف |
لا دمع يغري مقلتيّ فزاغتا |
إذ كل لون غربة بل معتف |
فسجنْتُني كالشوق في حسدي وكم |
قضبان أضلاعي دققت بمشلفي |
الباب موصود ودوني كلبهم |
يشتمُّ رائحة الرؤى في معطفي |
أتأبّط الأحزان أنفخ نايها |
كي أسرج الأرواح بعد تشنّفي |
هذا دمي يفترّ عن غضب وها |
شجر الكلام يُطيل فيك تعنّفي |
والدمع خبّأ تحته مدن الهوى |
أحيا جراحك بيننا بتعجرف |
بي قصة للريح في فم نازف |
نزّ القصيد حروفه فاستنزفي |
يا أنت متن العشق سجّيل وها |
مرقومة أختامه بمغلّفي |
حاولتُ إعطاء الهوى ناياته |
لكنّ وحي النازفين بأحرفي |
تاهوا هناك يغرّدون قصيدة |
حوراء تنفخ في الرماد تزفزفي |
ذُقْ ملحها واعزف بملء الصبر ما |
توحيْه أوتار الرباب وكفكف |
حتّى يفوحَ الليل في دمنا رؤىً |
أو يستحيل الوقت رقية أهيف |
تاريخك المسبيّ مخصيّ الخُطى |
سرقوا رؤاه ثمّ بيع لمترف |
دَسَّتْكَ عبر دمي أغاني وصلنا |
كي تعبر الأبعاد من زمنٍ خفي |
الأمس يوميء في انكسار خواطري |
صفين تحشد للجراح بقرقف |
أفمن يقين الشك تستهدي الرؤى |
كي يستفيق العمر من حلم جٌفي |
هزؤوا برؤياي المضيئة ويحهم |
والجُبُّ منفى كل حلم مطرف |
لم يلتفتْ لجراح أغنيتي ولم |
يسمع دموعك كل داع محتفي |
حتى دخلتُ عيونه فيروعني |
سحر الفراعنة الذي لم يُلقف |
سقراط أمسي عاف حنظل حكمة |
في عصره لم ينتظر وينقّف |
لِمَ قد شربت الكأس وحدك قلْ له |
ونسيتَنَا في كأس دهر مُرشِف |
ونسيتَ يا سقراط كل حكاية |
شاخ الطريق بها ولم تستوصف |
صنوان صمتك والمرايا كلها |
حين انتشى زمن الخنى المحقوقف |
ها أنتَ مقلوب ومنقلب به |
حتّى معانيك التي لمْ تُدلف |
زيف حضارتنا وزيف ناسها |
والكل زيف في فصول مزيّف |
ماذا بإمكان الهوى يا صاحبي |
في أغنياتي فعله لو يحتفي |
راودْتُه عن كل سرّ نبوءة |
شقّتْ عباب الذات في لحن خفي |
حتّى يبلّل حلمنا بكرومه |
تخضرّ رغم الليل دون تغضْرف |
تغفو على همس الحنين مدائنا |
في المهمه السادي تعيد تخطّفي |
حالي تراءى لي كنوح وابنه |
قد حال بينهما عباب المسدف |
حتّى استوى فلك الرؤى مستتبعا |
لتقدّمي هذا الهوى وتخلّفي |
آبقتُ للفلك الذي لم يرهبوا |
والحوت ينظر لي بعين تعطّف |
في بطنه منفاي يكتب سرّه |
حتى يسطّر وجهتي بتوجّف |
يقطين رؤياك الرحيم يلفّني |
ويلفّ أحلامي لدهر مُصدِف |
مازلت أقرأ نخلتي سعفاتها |
والرطب حنّ لمريم ٍ بتورّف |
يبكي على الأقصى نزيل معارج |
والأنبياء تصحَّفوا من مصحفي |
حتّى هواك يخيطه في وصله |
وطن الغياب بسر شمس تلجّف |
أمضي ولا زيتون في النجوى معي |
يستلّ ذاكرة لتين يختفي |
فسحبتُ نصف تذكّري من نخلةٍ |
قد خبّأتْ عرجونها لتقشفي |
ما أبلحتْ إلا رؤى مأساتنا |
رطباً ليفطم جرحنا بتعيّف |
ستون عاماً لا زمان يضمّها |
ضاعتْ مشرّدةً بغير تأثّف |
ستون عاماً والجراح قصائد |
خانتْ مطالعها دموع تزلّف |
ستون عاماً لم يَعُدْ لرحابه |
بعد النوارس سندباد فلم يف |
ستون عاماً والقضية مومس |
سُبيَتْ لماخورٍ بغير تعفّف |
ستون عاماً كلُُّ طفل غزة |
يستنزف الأحلام من جرحٍ عُفي |
تتكبّد الدنيا عناء كلومه |
حتّى أضاء بهمّه في أحرفي |
غسّلْتُ كلَّ جراحه بقصائدي |
يا غزة التاريخ مهلاً خفّفي |
جعلوكِ أكبر همّنا مذ سادنا |
هذا الخصام على وعود مُسوِّف |
أنتِ الفداء لقدسنا زعموا هنا |
الجرح يُنْسِنا مدينةَ مَنْ نفي |
أو أنّنا نَنْسى الذين تشرّدوا |
والحالمين بعودةٍ وتوقّفِ |
فَذُبِحْتِ وحدَكِ لا ضميرَ لأهلنا |
والعالم المحموم صمت معتفِ |
يا أرض كلّ الأنبياء وكلُّهم |
لعنوا سكوت الظلم قُومي واهتفي |
لا تسألي الأعراب نخوةَ جدِّهم |
لم يبق إلا مسخهم لم يُعْرَفِ |
فاستنسخوا منهم أزلاّءَ الورى |
كأبي رغالٍ ثمّ كلِّ مصنّفِ |
والناقص الأوتار في نسب الرؤى |
والوارد الإمساء رهن تقصّفِ |
لا تغدقي دمعاً عليهم حسرةً |
الدمع لا يحيي الموات فجفّفي |
يا غزة الجرح الذي لم يقرؤوا |
آي النزيف بغوره لا ترجُفي |
كمْ قالَ هاؤُمُّوا اقرؤوا دم حلمنا |
مِنْ قبل أن تُطوَى السماء وتنتفي |
وضعوا أصابعهم بكِبْرِ الحيْفِ في |
آذانهم ثمّ انْتَضوا بتحيّفِ |
رحماكِ يا مسرى المعارج كلِّها |
مرقى النبيِّ إلى المقام الألطف |
رحْمَاكِ فالأبعادُ فيكِ تعدّدتْ |
ولَّتْ إلى آحادِ قلبٍ مُتْلَفِ |
فالعارفون تَحجَّبَتْ مرقاتُهم |
والنازفون جراحهم في أحرفي |
كُتِبَتْ هنا آياتُ كلِّ وجودنا |
القدس يكتب للمراقي الزُُّلَّفِ |
إياكِ نعشق في الوجود فنرتقي |
معراج أحلام الرؤى بتلهُّفِ |
حتْماً بما لا يعرفون تراهم |
في الجُبِّ باتوا يهرفون بمصحفي |
النور في المشكاة يَتْبعُ ظلّنا |
يقفوا خطانا حيث نرسو ينتفي |
هذا مقام جراحنا والمنتهى |
ملكوته بدمائنا لم يَغْدُف |
تعب الهوى لولا هواكِ المشتهى |
لأَضَعْتُني خلف اللغى بتطرُّفي |
تعب الهوى أَتْعَبْتُني في عشقها |
والآن أعلن في هواكِ تصوَّفي |