اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالنوي مبروك مشاهدة المشاركة
تعب الهوى بتصلّفي وتطرّفي والآن أعلن فيك بدء تصوّفي
والجرح أدرك فيّ بدر تمامه أزف المحاق وعنك ضاقتْ أحرفي
ها حطّتِ الرؤيا –وقد سحم المدى - في ظاهر المعنى قصيد تشوّفي
رؤياكِ في معناي بوح توحّدي معناكِ في رؤياي روح تلطّف
يا أنْتِ ما أخفيه يبديني وما أبدبه يخفيني فحال توصّفي
إلّايَ تحت الجُبَّة المثلى فهل أبقتْ على حلاّجها بتكشّف
أفنى بنا ستين عاماً يقتفي ظلّ القصيدة في سراب مطفّف
وحدي وقفتُ على المواجع حينما تقفُ الجراح بها ولم تستوقََفِ
يا وصلة الألطاف ماذا يرتجى لي أمةٌ مشكاتها لم تنطفي
صدئ الزمان على جراح نبيّها وتآكلتْ أحقابها ,لا تأسفي
فيذيبُها وجع المساء زنابقا تزوي على جفن الصباح وتنتفي
فذبحتُ أغنية الحنين ترقّبًا ورقصتُ في ليل الأسى المتحيّف
إني أعيذك من مرايا جرحنا من غربة الأحلام إن لم تنصفي
كم قد سرتْ بخطايَ بوصلة الردى والتيه يشجرها بماء توطّفي
متشبّثاً بالنخل في نسب الهوى والرمل يكتبني سطور تصحّف
يا أيها الزمن انتظرني ريثما تستوقد الروح الكليمة أحرفي
يا أيها الزمن انتظرني ريثما تهب العبارة في دمي مسْتَشْرَفي
لا تمنع الماعون حيث جراحنا ذاقتْ لباس الجوع بعد تخوّف
مازلتُ وحدي في الهوى متشرّبا إسفنجة الأنخاب كيما أشتفي
بل عاصرا أكباد كل قصيدة ضمّتْ قوافيها مآسي مدنفِ
جسدي على رمل المواجع خرقة قد خاطها للأرض كفُّ محصّف
يا ناقة الله المضيئة في دمي ردّي الهوى وعلى جراحاتي قفي
يا أنت يا بئراً معطّلةً ويا وتريّة الخطوات دون تكلّف
آهاتك العطشى تقضُّ مضاجعي تستنبتُ الغضب الذي في خيطف
فوقفتُ منفردا أغازل تيهنا شاب انتظاري ثم طال تطوّفي
الليل يلقي ثوبه فيلفّفني والنجم يحرس حلمنا بتقصّف
يومي صحارٍ في عيوني يمتطي برق السراب وكل لمع يقتفي
سكنتْ بواد الشك كل قصائدي خلعتْ نعالي عند قاع صفصف
آنستُ نارا رحتُ أتبع نورها علّيْ أرى دفء الهدى لم يُغْدَف
ضيّعتُ فيك ملاحمي وملامحي ومعازفي زلّتْ لأصغر معزف
كفّاي تنكر معصميّ بقيدها في التيه داميتان لا من مسعف
لا دمع يغري مقلتيّ فزاغتا إذ كل لون غربة بل معتف
فسجنْتُني كالشوق في حسدي وكم قضبان أضلاعي دققت بمشلفي
الباب موصود ودوني كلبهم يشتمُّ رائحة الرؤى في معطفي
أتأبّط الأحزان أنفخ نايها كي أسرج الأرواح بعد تشنّفي
هذا دمي يفترّ عن غضب وها شجر الكلام يُطيل فيك تعنّفي
والدمع خبّأ تحته مدن الهوى أحيا جراحك بيننا بتعجرف
بي قصة للريح في فم نازف نزّ القصيد حروفه فاستنزفي
يا أنت متن العشق سجّيل وها مرقومة أختامه بمغلّفي
حاولتُ إعطاء الهوى ناياته لكنّ وحي النازفين بأحرفي
تاهوا هناك يغرّدون قصيدة حوراء تنفخ في الرماد تزفزفي
ذُقْ ملحها واعزف بملء الصبر ما توحيْه أوتار الرباب وكفكف
حتّى يفوحَ الليل في دمنا رؤىً أو يستحيل الوقت رقية أهيف
تاريخك المسبيّ مخصيّ الخُطى سرقوا رؤاه ثمّ بيع لمترف
دَسَّتْكَ عبر دمي أغاني وصلنا كي تعبر الأبعاد من زمنٍ خفي
الأمس يوميء في انكسار خواطري صفين تحشد للجراح بقرقف
أفمن يقين الشك تستهدي الرؤى كي يستفيق العمر من حلم جٌفي
هزؤوا برؤياي المضيئة ويحهم والجُبُّ منفى كل حلم مطرف
لم يلتفتْ لجراح أغنيتي ولم يسمع دموعك كل داع محتفي
حتى دخلتُ عيونه فيروعني سحر الفراعنة الذي لم يُلقف
سقراط أمسي عاف حنظل حكمة في عصره لم ينتظر وينقّف
لِمَ قد شربت الكأس وحدك قلْ له ونسيتَنَا في كأس دهر مُرشِف
ونسيتَ يا سقراط كل حكاية شاخ الطريق بها ولم تستوصف
صنوان صمتك والمرايا كلها حين انتشى زمن الخنى المحقوقف
ها أنتَ مقلوب ومنقلب به حتّى معانيك التي لمْ تُدلف
زيف حضارتنا وزيف ناسها والكل زيف في فصول مزيّف
ماذا بإمكان الهوى يا صاحبي في أغنياتي فعله لو يحتفي
راودْتُه عن كل سرّ نبوءة شقّتْ عباب الذات في لحن خفي
حتّى يبلّل حلمنا بكرومه تخضرّ رغم الليل دون تغضْرف
تغفو على همس الحنين مدائنا في المهمه السادي تعيد تخطّفي
حالي تراءى لي كنوح وابنه قد حال بينهما عباب المسدف
حتّى استوى فلك الرؤى مستتبعا لتقدّمي هذا الهوى وتخلّفي
آبقتُ للفلك الذي لم يرهبوا والحوت ينظر لي بعين تعطّف
في بطنه منفاي يكتب سرّه حتى يسطّر وجهتي بتوجّف
يقطين رؤياك الرحيم يلفّني ويلفّ أحلامي لدهر مُصدِف
مازلت أقرأ نخلتي سعفاتها والرطب حنّ لمريم ٍ بتورّف
يبكي على الأقصى نزيل معارج والأنبياء تصحَّفوا من مصحفي
حتّى هواك يخيطه في وصله وطن الغياب بسر شمس تلجّف
أمضي ولا زيتون في النجوى معي يستلّ ذاكرة لتين يختفي
فسحبتُ نصف تذكّري من نخلةٍ قد خبّأتْ عرجونها لتقشفي
ما أبلحتْ إلا رؤى مأساتنا رطباً ليفطم جرحنا بتعيّف
ستون عاماً لا زمان يضمّها ضاعتْ مشرّدةً بغير تأثّف
ستون عاماً والجراح قصائد خانتْ مطالعها دموع تزلّف
ستون عاماً لم يَعُدْ لرحابه بعد النوارس سندباد فلم يف
ستون عاماً والقضية مومس سُبيَتْ لماخورٍ بغير تعفّف
ستون عاماً كلُُّ طفل غزة يستنزف الأحلام من جرحٍ عُفي
تتكبّد الدنيا عناء كلومه حتّى أضاء بهمّه في أحرفي
غسّلْتُ كلَّ جراحه بقصائدي يا غزة التاريخ مهلاً خفّفي
جعلوكِ أكبر همّنا مذ سادنا هذا الخصام على وعود مُسوِّف
أنتِ الفداء لقدسنا زعموا هنا الجرح يُنْسِنا مدينةَ مَنْ نفي
أو أنّنا نَنْسى الذين تشرّدوا والحالمين بعودةٍ وتوقّفِ
فَذُبِحْتِ وحدَكِ لا ضميرَ لأهلنا والعالم المحموم صمت معتفِ
يا أرض كلّ الأنبياء وكلُّهم لعنوا سكوت الظلم قُومي واهتفي
لا تسألي الأعراب نخوةَ جدِّهم لم يبق إلا مسخهم لم يُعْرَفِ
فاستنسخوا منهم أزلاّءَ الورى كأبي رغالٍ ثمّ كلِّ مصنّفِ
والناقص الأوتار في نسب الرؤى والوارد الإمساء رهن تقصّفِ
لا تغدقي دمعاً عليهم حسرةً الدمع لا يحيي الموات فجفّفي
يا غزة الجرح الذي لم يقرؤوا آي النزيف بغوره لا ترجُفي
كمْ قالَ هاؤُمُّوا اقرؤوا دم حلمنا مِنْ قبل أن تُطوَى السماء وتنتفي
وضعوا أصابعهم بكِبْرِ الحيْفِ في آذانهم ثمّ انْتَضوا بتحيّفِ
رحماكِ يا مسرى المعارج كلِّها مرقى النبيِّ إلى المقام الألطف
رحْمَاكِ فالأبعادُ فيكِ تعدّدتْ ولَّتْ إلى آحادِ قلبٍ مُتْلَفِ
فالعارفون تَحجَّبَتْ مرقاتُهم والنازفون جراحهم في أحرفي
كُتِبَتْ هنا آياتُ كلِّ وجودنا القدس يكتب للمراقي الزُُّلَّفِ
إياكِ نعشق في الوجود فنرتقي معراج أحلام الرؤى بتلهُّفِ
حتْماً بما لا يعرفون تراهم في الجُبِّ باتوا يهرفون بمصحفي
النور في المشكاة يَتْبعُ ظلّنا يقفوا خطانا حيث نرسو ينتفي
هذا مقام جراحنا والمنتهى ملكوته بدمائنا لم يَغْدُف
تعب الهوى لولا هواكِ المشتهى لأَضَعْتُني خلف اللغى بتطرُّفي
تعب الهوى أَتْعَبْتُني في عشقها والآن أعلن في هواكِ تصوَّفي