وقد أطلَّت بُعَيد غيابها (سمرُ)
بدرٌ وهالتهُ من صحبها زمرُ
وكلُّ جرحٍ بما تحسوه من نُهَدٍ
لمَّا ينزّ تداوي نزفه الزفر
تروي غراس المنى في كفِّها ذبلت
فقد يطيب قبيل صباحها الثمر
عانت من الحبِّ لم تطعم لذاذته
أكدتْ فأوقعها في حبِّكم حذرُ
كانت إذا الشعرُ ناداها تميس له
أقلامها والمآقي منه تنتثر
وأصبحت كلَّما نادى تهمُّ بهِ
لولا جموحٌ لحسِّ الحرفِ يعتذر
قد حرَّك الصمتَ فيها موجُ عبرتها
والصمتُ بالليلِ تُجري نهرَهُ فِكرُ
وفي جوانحها الأجواء ساكنةٌ
تثير فيها هوىً قد كاد يندثر
وعدت بالبسمة الجذلى أطوف بها
تروي روافدها من ثغريَ الغررُ
وكل خافقةٍ منكم قد انتعشت
لمَّا استراحَ إلى مجلى السنا النظر
أعادني للهوى جمعٌ أراه بكى
وسوف يضحكه تغريدي العطرُ
إن بتُّ بالألم المكبوت يهصرني
لمَّا تيقظ في عين الدجى السهر
أظلُّ أغسل فيكم كل داميةٍ
ببسمةٍ من ضحاها الكسر ينجبر
فكلُّ صبٍّ أحسَّ الظلمَ أنصفهُ
فطابَ نفساً فلا همٌّ ولا كدرُ
أظل أمسحُ دمعا كنتُ مرسلهُ
من عين مضنىً إلى نجواي يفتقر
كانت تباريحه تجري بوادِرَهُ
وغبت عنه فجادت فهي تنهمر
وعدت أبردُ بالصوتِ الحنونِ لظىً
مذ ثارَ ليس بغير غنايَ ينحسر
فكلُّ صادحةٍ في الكونِ ترجعني
سمع الدنى نغما يشدو به السَّحرُ
لتستعيد الصدى في كل منعرجٍ
مشاعرٌ عشقت ما كنت أبتكرُ
إنَّ الأحاسيس إيقاعٌ عُرفتُ به
ونافس البدو في ترديده الحضر
فالحبُّ يشهدُ كم عالجتُ من كبدٍ
تهديكَ كلَّ الأغاني وهي تحتضرُ
7-10-2014م