|
على قدرِ أهلِ المالِ تأتي المصارف |
وتأتـي علـى قــدرِ الجـبـانِ المـخـاوفُ |
ويـحـسـنُ فـــي عـيــنِ السـفـيـهِ قبيـحُـهـا |
وتقْـبـحُ فــي عـيـنِ الـجـهـولِ الـطـرائـفُ |
أبــو الـطـيـبِ الـمـعـروفِ قـــالَ لـعـصْـرهِ |
رجـــــالٌ إذا نـــــادى الـجــهــادُ تـــرادفـــوا |
فـمــاذا لأ هـــلِ الـلّـهـوِ اكـتــبُ مـبـدعــا |
فقدْ أطْرَبَ اللاهين عزفٌ وعازفُ |
ومــا بــالُ عـصْـري بالـهـوانِ تضـمّـخـوا |
فـمـا مــاتَ مـقــدامٌ ولا عـــاشَ خـائــفُ |
ركـــنّـــا لــعــيــشِ الــبــهْـــم نـــأكــــلُ زادنـــــــا |
وإنْ تـشــبــعِ الانــعـــامُ قــامـــو تـراشــفــوا |
فــمــلــيـــارُ لــــكـــــنْ كــالــغـــثـــاءِ تـــعـــدّهــــم |
وصِــفْـــرٌ إذا جـــــاءَ الـبــغــاةُ الـــزواحـــفُ |
بـطـاريــق فــــي قــطــبٍ تـجــمّــد عِـرْقــهــا |
وإن جاءهـا القـرشُ البغيـضُ تراجـفـوا |
وأســــــــرابُ طــــيــــرٍ لايـــهـــمّـــك كـــمُّـــهـــا |
كــــــلابٌ إذا فــــــازوا بــــــرزقٍ تـخــالــفــوا |
فـــــــأي قــصــيـــدٍ قــــــــد أقــــــــولُ لأُمّــــتــــي |
وكـــلُ الأعـــادي حـولُـهـا قـــد تـكـاتـفـوا |
وحــتــى أنــــا لايــعــذرُ الـشــعْــرُ مـوقــفــي |
فشعْري افتراضٌ لـم تصغْـهُ المواقـفُ |
فمـا كُـنْـتُ طـفـلا وسْــط غــزةَ ضيغـمـا |
وماعشْت في بغدادَ فوقـيْ القذائـفُ |
وكــم فــي دمـشـقٍ مــن جنـيـنٍ يفـوقـنـي |
وكـــم قـــد رأيـنــا مـــنْ صـغـيــرٍ يــجــازفُ |
فـلــنْ أُنْـكــرَ الأبــطــال فـيـنــا حـقـوقـهـم |
ولــكــنْ ســــوادَ الــنــاسِ فـيـنــا خــوالـــفُ |
أتـــانـــي ابـــيـــتُ الــلــعْــن أنّــــــك لُـمـتــنِــي |
لأنِّـي كسـوتُ الـغـثَّ تـلـك الـزخـارفُ |
ولا يـا مليـكَ االشـعـرِ لـسْـتُ مـطـاولا |
وكـــــلا وعــمْـــركَ مــــــا أتـــيـــتُ أُخـــالـــفُ |
فـــــــــلا شـــــاهـــــرٌ إلا وشـــــعـــــرك فـــــوقـــــه |
ولا شـــاعـــرٌ فــــــوق الـقـتــيــل يـــشــــارف |
فـســامــحْ مـحــبّــا إن تــمـــادى بــشــعْــرهِ |
لِتحْسنُ في عرشِ الأصيـلِ الزوائـفُ |