سلّةأحضر سلّة القشّ المصبوغ بالألوان الأربعة، والتي ورثتها أمّه الشّهيدة عن جدّته؛ ليضع فيها عناقيد العنب الأحمر، ثمّ اقترب بلهفة من الحشد المجتمع بالرّئيس أثناء زيارته للمدينة متعاطفا مع أهلها، ومستنكرا ما تعرّضوا له من قصف واعدا بإعادة الإعمار.
انتهى الخطاب بالتّصفيق الحار، وودّعت الحشود الرّئيس عند توجّهه نحو سيارته، فأسرع الفتى الخطى وتسلّل بينهم؛ مناديا وعارضا سلّته، لكنّ الرّئيس تظاهر بعدم رؤيته.. ولمّا تبعه أزعجه إلحاحه، فقال لأحد حرّاسه:
أبعد هذا المتسوّل عن طريقي!
رمى الفتى ما دُسّ من مال في يده، وصاح:
أحضرت لك هذا العنب هديّة لتتذكّر، وأنت في قصرك خمرة دمنا التي روت تراب وطننا!