بسم الله الرحمن الرحيمِ
أناخت ركابا المجد واستبدلت تختا
أناخت ركاب المجد واستبدلت تختا وضاهت جمال البدر تشبهه سمتا
تقول وقد أغرت بعذب بيانها فؤادي وأغضت طرفها تحتـــــــا
هنيئا لأرباب المعارف والندى مناقبهم تروى وعلمهمُ يـؤتــــا
وقد بذلوا أعمارهم في سبيلها وخاضوا البحار العاتيات فمن أنت
فهم يغرفون العلم من فيض بحرهم وتغرف أنت القطر من مدهم سحتا
من السطح لا من لجة اليم رشفةً رشفتَ وما خضت البحار ولا غصتا
وجئت من الروض الفسيح بزهرة تركت الربا كثا وجئت بما جئتا
ِ
فقلتُ لها والنفسي تقطر حسرة يشرفني جمع المعارف يِا أختاِ
ولو لم يكن للباذل الجهدَ بذرةٌ سوى جمعه للبذر من أوجه شتى
لأغناهُ حسنُ القصدِ عن كل غايةٍ وإن أحجم التطبيق ُعمّا بهِ أفتىِ
ِكفاهُ احتفاء بالمكارم والهدى فيجمعها حبا ويمهرها وقتا
ينال بها أجرا متى انتفع الورى ولو باء بالحرمان عن فعلها حتى ..
على قولهِ يجزى ولو قلَّ فعلُهُ ...وإن أسرج الأفعال يا حبذا المأتى
حريٌ بمن لم يُجزل الخيرَ..نشرُه ..لينفع من يرجو متى استوحش الصمتا
ليؤجَرَ قولاً إن رأى الفعل قاصرا ويوقظ قلبا خاف من ربه مقتا
وقد يُمقَتُ الداعي إذ ند فعله عن القول لو يوماً تَصدَّرَ أو أفتى
ولكن متى أعيتْ مُقلاً ذنُوبُه يبؤ بحسن القصد نصحا لمن أعتا
فلا يصطلى قلب المُحِبِّ بحسرة إذا جُمعة فاتته يستدرك السبتا
ليكسب نفع الغير إن قل نفعه ومن يرتجي الخيرين يستنفرُ الفوتا
فهذا بحسن القول يقصد ربه وذاك بحسن الفعل يستنهض الموتى
وقد يجمع الله المحامد للفتى وأفعالُه تغدو كأقوالهِ نحتا
فيصدق فيه القول والفعل جملة ولو فتت الأيام في عضده فتى
فلا ينحني للنائبات حصانه ولا ينثني من دون غايته البتا
فحيَّ لمن لا يصطفي البدرَ وحده ولكن شموسٌ في مدارجه شتى
فلا ليل يغشى في مدار شموسه ولا عوجا يلقى هناك ولا أمتا
يعيش بمحراب التضرع خاشعا . إذا قيلَ من يعدو ، يجيبُ الصدى : أنتا
فهيا إلى روض المفاوز نجتني مكارمها الأندى ونغتنم الوقتـــــا
هائل الصرميِ
الجمعة 14/نوفمبر