وقفة على أطلال شغاف يتداعى
أحمد الجبري
aljabari70@yahoo.com
الديوان ( شغاف يتداعى ) من القطع الصغير ويحتل المرتبة الثالثة بين إنتاج الشاعر محمد المصعري أعني محمد الحكيمي ,
العنوان : ( شغاف يتداعى ) .
إعلان سافر لانهيار مملكة الحب . وحضور الزمن أوحى باستمرار نزف التداعي ما يعني إمكانية تدارك ما يمكن تداركه من هذا العرش الذي يسقط و الصرح الذي ينهد
في الديوان 23 قصيدة كلها فصيحة عدا واحدة . توزعت بين قلبه و صحبه وربه .
أولا ما هو لقلبه :
يقدم الشاعر نفسه في الديوان كضحية لحواء هي السبب في كل هذا التداعي .
دمرت حقل شعره بنت عمه دون علم بكيفه أو بكمه
ويدون الشاعر خلاصة تجاربه العاطفية حين قدم نفسه لمن يحب بلغة حاسوبية بحتة وهو مسلك جديد على الشعر والشعراء قلما طرق لجدة اختراع هذا العالم .
هذي ملفاتي على سطح الدجى من دونما شفرات سر فانقري
سترين قرصا واحدا هو مرفئي ونظام تشغيلي وقصة أعصري
حاولت فرمتة الملفات التي تبدوا خبيثات كوجه بربري
فأعدت تهيئتي كنبض مرهق يعتاد أوردتي و لم أتطهر
ويلخص في مدورته ( كائنات ) تجربة مرة تفسر هذا التداعي
كبديل عن المثَبت حاليا اضطر لتنصيبها لتعمل - كمكافح محدث - على إزالة الكائنات الخبيثة التي تمارس التلصص والبغي على قلبه . لكنه كان مكافحا أفّاقا في تحرياته التي لم تخل بعض الفحص من أدران حصان طروادة .
و حين ظل يهاجم كل لائبة في القلب باعتبارها متفيرسة ؛ كان لا بد من تدعيمه بمكافح آخر مجرب تقادمت خصائصه القابلة أصلا للتردي السريع فاشتبكا ببعضهما حتى دمرا جهاز قلبه .
لم ينس الشاعر شقيقته التي لا تعني بالطبع أخته وإنما صداع نصفي ينتابه بين الحين والآخر فينغص عيشه وحين يعجز الطب والباهوت عن إدراك سر اشتعالها يلوذ بالشعر عله يجد ما يقنعها بالعدول عن فعلتها التي تمتد عبر عقد من الزمن .
عِقدا وأنت درم درم
دق وشق بالمطارق والحجان
نفث خبيث في المخيخ
و في الدماء
من أين جئت غربية ً
لا يعرف الباهوت سرا لاشتعالك أو طريقة
لله أمرك يا شقيقة
لكن ما يخفف من وطأة ذاك الصداع حبة الروح وحبيبة القلب رفيدة ابنة الشاعر
فيغني لها خمسة أبيات لو جمعت الحرف الأول من كل بيت لخرجت باسهما
رافد الحب يستمد القصيدة منك يا واحة الندى يا رفيدة
ويزيد في موضع :
هذا أنا ببهاء أيامي الجديدة
أهفوا وملء جوانحي
ريحانة النجوى رفيدة
وحين يجد نفسه وحيدا بين زملاء المهنة يلجأ كعادته إلى الشعر رفيقه في المهمات الصعبة
منذ استقل غيابة الفزع ما عاد يقرأ ومضه ويعي
لم ينتصر لبكائه قلم متمترس في مهنة الوجع
هذا أنا صيغ مركبة والشعر يقتسم البلاء معي .

ثانيا ما لصحبه : على سجادة بعكر ينثر عبارات الوفاء في مقامه السامق و أمام رمسه الحيسي و تهويمه الحضرمي .
ويهدي مشقر وفاء لصاحب أقدم مكتبة في تعز جوار مسجد الجديري الأديب / عبد المجيد الأهدل الذي انتهى به الحال لعامل بالأجر اليومي في شوارع عدن .
كما كان لعدن و عدينة حضور مميز بالبخور والمتناقضات أما صنعاء فللشاعر معها شأن آخر
القاطن ينتعل الزائر والشارع أضيق بالحافر
وربا صنعاء هي الأخرى تستدعي الكربة ع الآخر
ثالثا ما لربه : تحضر القصيدة النبوية بقوة وعنفوان
هذا النبي الطاهر الأكمل من ذا ترى أوصفه يجمل؟
كما تحضر غزة بكل جراحها المثخنة
متى استقرأتـها وجها تداعت تؤكد أنها ألم نبيل
يعرج بنا الشاعر على ساحة الحرية بعد أن مر بها هولاكو
يا للبلادة كل شيء هاهنا
لا شيء غير إبادة جمعية
ويتساءل :
هل مر هولاكوا وعربد ها هنا
حتى أطاح بساحة الحرية ؟
أم أنها لغة السياسات التي
لا ترعوي بالسلم والسلمية
المفردة قاموسيا في هذا الديوان بدت أرحم بنا من المفردة في الديوانين السابقين . وتطعيم القصيدة الفصيحة بلفتات شعبية زينت العبارة وزادتها وهجا . ( هيا ندري ) ( مقصوفة عمير ) .
وتضمين الخرافة المتناقلة التي رمز لها بـ ناجي الحيدري الذي يسكت له الأطفال كشخص يتحول ليلا إلى طاهش يأكل الناس . ..